العبادي للأميركيين: سأضع حدًّا للتوترات الطائفية في العراق
اختتم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم أمس الأول زيارته للولايات المتحدة بحصوله على وعد بتسليم بلاده قريبا مقاتلات اف-16 ووعدَ بدوره بتهدئة التوترات الطائفية في العراق.
ونفى رئيس الوزراء الجديد الذي تولى مهامه قبل 7 أشهر خلفا لنوري المالكي ان يكون جاء الى واشنطن بهدف شراء اسلحة للقوات العراقية.
وبعد اجتماعات دامت ثلاثة ايام اجرى خلالها الثلاثاء مباحثات مع الرئيس باراك اوباما، يبدو ان العبادي لم يغادر خالي الوفاض.
وهنأ نائب الرئيس جو بايدن العبادي على "زيارته الناجحة" مضيفا ان الشراكة بين الولايات المتحدة والعراق "ستترسخ" حتى بعد هزيمة تنظيم داعش.
وخلال المباحثات مع مسؤولين في الادارة الاميركية قال العبادي انه تلقى تطمينات بان طائرات اف-16 البالغ عددها 36 طائرة التي اوصى عليها العراق في 2011 ستُسلّم قريبا.
ولم يعد للعراق سلاح جو منذ الغزو الاميركي لهذا البلد الذي ادى الى اطاحة الرئيس صدام حسين في 2003.
وستلعب هذه الطائرات دورا اساسيا في محاربة جهاديي تنظيم داعش الذين استولوا على مناطق شاسعة في العراق وايضا في سورة المجاورة.
وقال العبادي لمركز ابحاث في واشنطن في اليوم الاخير من زيارته "ما نواجهه في العراق هو انقسام للمجتمع يغذيه الارهاب".
وإثر النجاح الذي حققته القوات العراقية في استعادة مدينة تكريت وعد المسؤولون الاميركيون بتسليح وتدريب كتيبتين من القوات العراقية لاستعادة محافظة الانبار من الناشطين الاسلاميين حسب ما قال العبادي.
أوباما شكر رئيس الوزراء العراقي لجعله حكومة بغداد «شاملةً للجميع»
واكد لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "ان اولوية حكومتنا هي الحد من التوتر القومي والطائفي والانقسامات التي يشهدها العراق".
ومهما كان سبب هذه التوترات على العراق فإنه يَعِد ب"التأكد من ألا تشل تطور أمتنا" كما قال.
واعلنت بغداد ان معركتها المقبلة ضد تنظيم داعش هي لاسترجاع محافظة الانبار قبل استعادة مدينة الموصل التي سيطر عليها الجهاديون العام الماضي.
لكن العبادي قال ان على العراق التحقق من ان كل شيء جاهز قبل شن العملية.
وتلقت القوات العراقية دعما جويا اميركيا ضد الناشطين السنة ومساعدةً من مليشيات شيعية.
ورحب رئيس الوزراء العراقي بالمساعدة الايرانية في القتال ضد تنظيم داعش، الا انه قال ان على ايران احترام سيادة بغداد.
وقال العبادي امام خبراء في السياسة الاميركية في معهد بواشنطن "يجب ان يمر كل شيء من خلال الحكومة العراقية".
واضاف العبادي خلال زيارته التي تهدف الى حشد الدعم لحكومته في معركتها ضد الجهاديين "نرحب بدعم الحكومة الايرانية لنا".
وتقول واشنطن ان الضباط الايرانيين يقدمون النصائح والسلاح للمليشيات الشيعية المشاركة في عملية استعادة مدينة تكريت من ايدي تنظيم داعش في الاسابيع الاخيرة.
وردا على سؤال حول وجود قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني في العراق، قال العبادي ان "العراقيين يقدمون التضحيات لاستعادة بلادهم".
واضاف ان العراقيين لا يقبلون القول ان "اخرين هم من يفعل ذلك نيابة عنهم".
وتابع "انا مستاء جدا من الذي يحدث. وانا اتحدث مع الايرانيين عن ذلك"، مؤكدا ضرورة "وجود الحكومة فالناس يجب ان يؤمنوا بان الديموقراطية يمكن ان تنجح".
واوضح العبادي ان لواءين عراقيين سيبدآن تدريبات لاستعادة محافظة الانبار من تنظيم داعش، وهما يحتاجان الى اسلحة ثقيلة في القتال.
ودعا العبادي الولايات المتحدة الى تسريع وتيرة عمليات القصف الجوي مؤكدا انه احيانا كانت الفترة الزمنية بين طلب تنفيذ غارة جوية وحصولها طويلاً. والمباحثات في واشنطن تركزت على كيفية جعل الغارات الجوية "اكثر دقة وفعالية".
واعلن بريت ماكغورك المسؤول الاميركي عن ملف العراق لاذاعة سوا "قلنا بوضوح انه طالما ان هذه العمليات يخطط لها معنا وان الوحدات تتحرك تحت امرة الضباط العراقيين ورئيس الوزراء فإننا سنقدم الدعم الجوي". وعقب لقائه العبادي قال اوباما ان الحلفاء "يحرزون تقدما كبيرا" في صد الجهاديين، وشكر للعبادي الوفاء بالتزامه بجعل حكومة العراق شاملة للجميع بشكل اكبر.
وقال اوباما "النجاح لن يتحقق بين ليلة وضحاها ولكن الواضح هو اننا سننجح".
وفي حين لم يقطع اوباما وعودا بتزويد العراق بمزيد من الاسلحة اكد تقديم 200 مليون دولار اضافية كمساعدات انسانية للمدنيين النازحين.
جريدة الرياض السعودية |