فورين بوليسي: الأزمة المالية تُصعّب إبرام صفقة الأباتشي مع العراق
لم تكن هناك ألعاب نارية حقيقية في اليوم الأول لزيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى واشنطن، وإنما إجتماعات مغلقة ووعد بمئتي مليون دولار مساعدات إنسانية أميركية للنازحين العراقيين نتيجة القتال مع داعش.
لكن مع تلهّف العراق للمزيد من المساعدة العسكرية من الولايات المتحدة وحلفائها في حربه الدموية مع مجموعة داعش الممولة والمسلحة بشكل جيد، لم يقل الكثير عن معاناة العراق الاقتصادية التي من المحتمل التركيز عليها خلال الزيارة.
لكن بدلا من ذلك وخلال جلسة سؤال وجواب موجزة بعد لقائهما عصر الثلاثاء، تحدّث أوباما والعبادي عن قضية المستشارين العسكريين الإيرانيين العاملين مع الحشد الشعبي الذي يقاتل الى جانب الجيش العراقي.
يبدو ان أوباما تجاهل أهمية مستشاري قوة القدس الإيرانية المشاركين في الحرب، وحاول بدلا من ذلك التركيز على التدخّل الإيراني بشأن تنحية رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي الذي تعرّض لضغوط من أجل الاستقالة من منصبه الصيف الماضي.
وقال أوباما "في ما يتعلق باندفاع داعش في الوقت الذي مازالت فيه الحكومة العراقية تنظّم نفسها، أعتقد أننا فهمنا بأن الغرض من قوات الحشد الشعبي هو حماية بغداد وغيرها من المناطق المهمة. الآن ومع تولّي العبادي المسؤولية فإن أي مساعدة خارجية في دحر داعش يجب ان تمر من خلال الحكومة العراقية. بهذا الشكل يجب احترام السيادة العراقية".
وكان الزعيم العراقي أكثر حذرا حيث قال "في الوقت الذي أرحّب بأي مساعدة من دول الجوار، فإني لا أقبل بأي تدخّل في العراق أو بأي تجاوز على السيادة العراقية. هذه حرب نخوضها بدماء العراقيين بمساعدة قوات التحالف و الدول الإقليمية".
إحدى القضايا التي ظهرت في الأيام الأخيرة هي عملية البيع المتوقفة التي تتضمن 24 مروحية هجومية من نوع أباتشي للعراق والتي تنتظر منذ كانون الثاني عام 2014.
وقال ديفيد ماكيبي المتحدث عن مكتب الشؤون السياسية – العسكرية في وزارة الخارجية الأميركية "بينما لاتزال حكومة الولايات المتحدة تدعم هذه العملية إلّا ان العراق ليس في وضع يمكّنه من اتخاذ قرار نهائي بشأن شرائها".
كان العرض الأولي الذي تبلغ قيمته 4.8 مليار دولار يتضمن فقرات مثل معدات تشويش إلكترونية ومئات من صواريخ هيل فاير، إلا ان حكومة العبادي التي تولّت المسؤولية منذ سبعة أشهر لم تتحرك بشأن العرض.
ورغم إيقاف صفقة مروحيات الأباتشي، فقد أرسلت الولايات المتحدة 1700 صاروخ هيل فاير و62 ألف قطعة سلاح صغيرة وعشرات الملايين من الذخائر للعراق و250 عجلة مدرعة خلال الأشهر الأخيرة، إضافة الى قرب شحن 50 عجلة إضافية من العجلات الثقيلة المقاومة للألغام، حسب مسؤولين في البنتاغون.
ويقول ماكيبي "في ما يخص المروحيات، فاننا سنعمل مع العراقيين لدعم نقل الأباتشي تماشيا مع حاجتهم وإمكانيتهم المالية".
وكانت قضية الإمكانية المالية في طليعة المناقشات التي دارت هذا الأسبوع رغم عدم التركيز عليها في اليوم الأول. فالوضع الاقتصادي في العراق سيئ ما يدعو الى الشك في موضوع بيع الأباتشي.
ويعاني العراق حاليا من أعباء كثيرة ،منها ارتفاع معدل البطالة الى 25% مع كون 40% من القوة العاملة تتسلم رواتبها من الحكومة، ومن اقتصاد يعتمد بالكامل على عائدات النفط.
ويقول نك هيراس، الباحث في برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد "هذه الظروف لها تأثيرات حيث انها تحدّد قدرة حكومة العبادي على دفع رواتب وحدات الحرس الوطني ومقاتلي الحشد الشعبي المساندين للقوات الأمنية".
وسيلتقي العبادي أيضا مع مسؤولين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي هذا الأسبوع في واشنطن.
ترجمة المدى |