العبادي يطلب مساعدة واشنطن لتنحية المالكي .. والبديل المحتمل عبدالمهدي
انهمك رئيس الحكومة حيدر العبادي في الايام الثلاثة التي سبقت سفره الى واشنطن في اجراء اتصالات ومشاورات سرية مع عدد من القادة السياسيين ورؤساء الكتل النيابية تناولت ضرورة التخلص من نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي وتنحيته او اجباره على تقديم استقالته من منصبه الحالي بعد ثبوت تورطه في اختلاق مشاكل وازمات لافشال الحكومة الراهنة ووضع عقبات على طريق ادائها وخصوصا في ما يتعلق بقوانين المصالحة والاحزاب والاجتثاث والتوازن وميزانية العام 2015 والاصلاحات السياسية الاخرى التي يقف رئيس الوزراء السابق ضدها ويعمل على اجهاضها وعدم اقرارها.
وذكرت مصادر كردية لمراسل (العباسية نيوز) في اربيل، ان العبادي أسر لرئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني خلال لقائهما الاخير، انه يعاني من ضغوط يمارسها نوري المالكي عليه بقصد افشاله ومنعه من احراز نجاحات على صعيد تشريع القوانين التي اتفق على اقرارها قبل تشكيل حكومته الحالية، واشتكى ايضا بان رئيس الحكومة السابقة حشد اتباعه من النواب والموالين له في مجلس الوزراء لتشويه الاتفاق النفطي مع الاقليم.
واوضحت تلك المصادر ان بارزاني نصح العبادي بالعمل على تحجيم الدور السياسي للمالكي وذلك لن يحصل وهو في منصبه الحالي كنائب لرئيس الجمهورية الذي وظفه لتنفيذ أجندته في عرقلة أداء الحكومة والسعي الى افشالها، ونسب لرئيس الاقليم قوله : انه يعتقد ان المالكي لم يصدق لحد الان انه قد نحي من منصبه السابق وما زال يحن الى الولاية الثالثة.
وفي السياق نفسه لمحت اوساط المرجعية الشيعية في النجف بان العبادي في زيارته الاخيرة للمراجع الكبار في المدينة طرح عليهم همومه وما يلقاه من أزمات يفتعلها المالكي في التشكيك بقدرات حكومته وسعيه الدائم في الحط من مكانته الشخصية والسياسية، واورد وقائع واحداثا تجري في مكتب المالكي واجتماعات ينظمها في منزله للانتقاص من الحكومة والاستهزاء به شخصيا وبعدد من وزرائه.
وحسب ما ترشح عن تلك الاوساط فان المراجع الكبار ابلغوا العبادي بانهم معه وحثوه على اتخاذ خطوات لانجاح حكومته والتصدي الحازم لكل من يحاول عرقلة مهامها سواء كان المالكي او غيره ، وان اية الله محمد سعيد الحكيم كان صريحا مع العبادي وقال له بوضوح : لا تضعف امام المالكي ولا تظل في حالة دفاع بل بادر الى الهجوم عليه ما دمت تعتقد بانك على صواب واستخدم سلطاتك الدستورية وصلاحياتك كرئيس للسلطة التنفيذية في شل تحركاته المريبة.
على الصعيد السني ذكرت مصادر في كتلة اتحاد القوى الوطنية للـ(العباسية نيوز) في بغداد ان خلوة جمعت بين الرئيس فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري والعبادي قبل اجتماعهم العام والمعلن الذي حضره نواب الرؤساء الثلاثة، بحثت في كيفية معالجة وضع المالكي وتصرفاته من خلال استغلاله منصبه كنائب لرئيس الجمهورية التي تواجه باستياء من الرئيس معصوم وغضب من العبادي.
ونقلا عن نائب سني مقرب من الجبوري طلب عدم ذكر اسمه حاليا، ان رئيس مجلس النواب ابلغ العبادي ومعصوم خلال الخلوة انه موافق على أي تدبير يتخذه الاثنان بخصوص المالكي مبديا استعداد هيئة رئاسة المجلس على تمرير أي اقتراح او قرار من شأنه استبداله او تغييره.
وقد اجمع عدد من نواب كتلتي المواطن والاحرار في حديثهم عن المشاكل التي يفتعلها المالكي لحكومة العبادي، على ان نجاح حكومته يعتمد على اهمية تحجيم الدور السياسي المشاغب الذي دأب رئيس الحكومة السابق على ممارسته، والا فان مصير هذه الحكومة في مهب الريح ما دام المالكي يأمر وينهي وله أدواته في مجلسي النواب والوزراء.
ويعترف كثير من نواب الكتلتين بان عمار الحكيم ومقتدى الصدر متفقان على ضرورة تنحية المالكي من منصبه الرسمي الحالي ووقف تجاوزاته ونقل عن النائبين محمد اللكاش (المواطن) وضياء الاسدي (الاحرار) ان معركة رئاسة التحالف الوطني ستكون بداية العمل لاقالة المالكي من منصبه الحكومي الحالي، ونسب الى اللكاش تأكيداته بان رئاسة التحالف اصبحت محسومة للسيد عمار الذي يختلف عن ابراهيم الجعفري المتردد.
ولا يستبعد كثير من النواب بان التحالف الوطني برئاسته الجديدة المقبلة ستتخذ اجراءات فيما يتعلق بمناصب وزارية وحكومية كان التحالف قد رشحها في الفترة السابقة ومنها نيابة رئاسة الجمهورية وبعض الوزارات وخاصة وزارتي النفط والداخلية، والمعلومات تشير الى ان النية تتجه الى اختيار وزير النفط عادل عبدالمهدي نائبا لرئيس الجمهورية بدلا من المالكي وتعيين رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي وزيرا للداخلية بدلا من وزيرها الحالي والقيادي في مليشيا (بدر) محمد سالم الغبان المتهم بانه رجل المالكي في مجلس الوزراء.
ورغم ان العبادي يدرك بان ادارة الرئيس اوباما لا تملك دورا في عملية تغيير المالكي وهي غير معنية باقالته او تنحيته، الا انه سيطالبها بتشجيع الصحف ووسائل الاعلام الامريكية على شن حملة على المالكي وفضح صفقاته وفساده في المرحلة السابقة والتركيز عليه باعتباره العائق الوحيد الذي يعرقل اتمام المصالحة الوطنية وتخريب العملية السياسية، وهما سياقان اساسيان تحرص واشنطن على نجاحهما كما ورد مؤخرا في حديث نائب الرئيس الامريكي جو بايدن عن العراق.
وعموما.. فان اولوية العبادي في واشنطن هي الحصول على اسلحة ومعدات عسكرية وطائرات الاباتشي مع طياريها ولو لفترة مؤقتة، ولكنه وضع في اسفل لائحة الطلبات التسليحية بندا يخص المالكي والاعتقاد السائد في الدوائر الامريكية ان بايدن سيتولى هذا الملف وهو المعروف بعلاقاته الوثيقة مع ابرز رؤساء تحرير الصحف والقنوات الفضائية وصلاته الطيبة مع كبار الصحفيين والمعلقين الامريكيين.
كتابات
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words