نيويورك تايمز: الضباط الأميركان يستغربون تغيرات طالت الجيش العراقي منذ 2009

هنا في معسكر التاجي، يتواجد الكولونيل جون شويمر وجيمس مودلن والرقيب توماس، ضمن مئات من المستشارين الاميركان الذين يشرفون على تدريب القوات العراقية تمهيداً لاستعادة الموصل من مسلحي "داعش".

هؤلاء الضباط من بين 300 ضابط متمركز في قاعدة التاجي، وينتمون الى الفرقة المجوقلة 82 يشرفون على تدريب الجنود ويقومون بتطوير الاسلحة وإعادة تأهليها.
القاعدة العسكرية العراقية، معروفة لدى الجنود الاميركان، حيث لطالما تواجدوا هنا قبل انسحابهم من العراق في عام 2011. اليوم وبعد عودتهم اليها فوجئوا ببقائها على حالها فضلاً عن صدمتهم بمستوى الجنود العراقيين العسكري الذي قالوا انه في حالة يرثى لها وبحاجة الى اعادة تأهيل مرة اخرى.
ويقول العقيد شويمر، انه صُدم عندما وجد الجنود العراقيين في حالة مزرية بعد وصوله الى القاعدة العسكرية، معبراً عن ذلك بالقول "انه امر لا يصدق، لقد أصابتني الدهشة لان الجنود الذين دربناهم سابقاً لم يستفيدوا شيئا".
وعلى ما يبدو، ان هذه الحالة هي احد الاسباب التي أدت الى انسحاب الجيش من الموصل وصلاح الدين في حزيران الماضي لحظة استيلاء مسلحي "داعش" على تلك المدينتين.
ولفت العقيد ايضاً، الى صعوبة تدريب القوات العراقية، لانهم لم يستفيدوا من التدريبات السابقة، متسائلين بالوقت نفسه،
ماذا سينفعهم هذا التدريب الجديد؟، وما مدى تأثيره الان؟
وبدا الجيش العراقي على الورق، بأحسن الاحوال قبل انسحاب الجيش الاميركي من البلد، ولكن بعد ذلك الانسحاب، سيطر كبار الضباط العراقيين على مفاصل المؤسسة العسكرية، وراحوا يهتمون بشراء الغذاء والماء للجنود من خلال تشكيلهم لجانا للمشتريات، فكثر الفساد وتقوّض الاداء العسكري بسبب سيطرة الفساد على الجيش. لم يكن للجيش دور، إلا عند نقاط التفتيش المنتشرة بشوارع العاصمة، بدليل انه لم يسجل حضوراً امام تقدم مسلحي "داعش" في الموصل، وانهارت بذلك اربع فرق عسكرية بين عشية وضحاها بتلك المدينة. ويقدر تعداد الجيش العراقي بنحو 280 الف جندي موجودين بالخدمة الفعلية، ولكن يرى خبراء عسكريون، ان العدد الفعلي الموجود في الجيش العراقي هو من 4 ـ 7 فرق فعلية، ويقدر عدد الجنود بين هذين الرقمين بنحو 50 الف جندي، بحسب تقديرات الخبراء. ويقول مدير إعلام وزارة الدفاع العراقية، قيس الربيعي "ان العدد اكثر من المذكور بكثير، فهناك 15 فرقة عسكرية فعلية بالجيش، اي بنحو 141 الف جندي".
وكان معظم الجنود الاميركان الذين شاركوا في تدريب الجنود العراقيين يتحدثون عن جاهزية القوات العراقية العسكرية في تلك الفترة، وهذا ما اكده الميجور مادلن حينما قال "كانت للجنود العراقيين قدرة في عام 2009، ولكن لا اعرف حقاً ماذا حدث بعد انسحابنا". ويمضي مادلن الى القول ايضاً "الوضع اليوم تغيّر بحكم المتغيرات المفروضة علينا في العراق، فنحن ندرب الجنود بسرعة. لان الوقت ضيق ولا يسمح بالإطالة، في ظل سيطرة تنظيم داعش على اجزاء من العراق، لذلك العراقيون يقدّرون هذه الرؤية ومنسجمون في التدريب".
وفي قاعدة الاسد الجوية القريبة من محافظة الانبار، يتواجد 300 جندي اميركي يقومون بتدريب الجنود العراقيين وبعض مقاتلي القبائل، فدور هؤلاء الجنود الاميركان مقتصر على إعطاء المشورة والنصيحة العسكرية فقط.
ويقول الرقيب مايك لافين، المتحدث العسكري باسم الجنود الموجودين في القاعدة الجوية بالقرب من الانبار " ان فكرة مشاركة الاميركان بالقتال لاستعادة الاراضي العراقية امر مستبعد ولكن ان تقرّب الخطر الينا سنواجهه بالتاكيد".
وكثيراً ما يشهد محيط القاعدة العسكرية هجمات من قبل مسلحي "داعش" وهذا ما يدفع الجنود الاميركان الى صد هذه الهجمات من خلال إطلاق قذائف الهاون وصواريخ المورتر.
ويقول الجنود العراقيون انهم امضوا خمسة اسابيع في الدورة التدريبية الاساسية على الرماية والقنص وهم بحاجة الى ثلاثة اسابيع اخرى لاكمال الحصة التدريبية نهائياً، إذ ان من المؤمل ان يتخرج من هذه الدورة لواءان عراقيان من 3600 جندي اواخر العام الحالي. وفي معسكر التاجي، يقول العقيد شويمر انه في اواخر العام الحالي سيتخرج نحو 30 الف جندي من مجموع الجنود الذين تم تدريبهم في مختلف القواعد العسكرية فضلاً عن مقاتلي القبائل.
ولا يدري العقيد الاميركي ما اذا سترسل الحكومة العراقية هؤلاء الجنود المدربين حديثاً الى ساحات القتال مباشرةً او لا قائلاً في هذا الشأن "هذه ليست مهمتنا".

المدى