محاكم العراق تسجل 4760 حالة طلاق في شهر واحد
لم يستمر زواجهما أكثر من شهرين ونصف الشهر، كانت أسباب الانفصال تتعلق بالغيرة، لم يعد أمام (س.خ) اي شيء يُنذر بالأمل، خسرت كل شيء زوجها الذي أحبته في الجامعة، وبيتها الذي حلمت به.
تقول الدراسات والاحصائيات في العراق، إن "حالات الطلاق في العراق كثرت خلال السنوات السابقة، ولم تكن هناك مشاريع ودراسات للحد من الظاهرة، التي تكون نتائجها سلبية على المجتمع".
واشارت احصائية نشرتها السلطة القضائية الاتحادية على موقعها الالكتروني ان "حالات الطلاق خلال شهر آذار الماضي بلغت4760 حالة وهو العدد الاعلى من نوعه في تاريخ العراق".
ويقول المحامي ماجد العبودي إن "أسباباً عديدة وراء تفاقم ظاهرة الطلاق، منها الزواج المبكر، والوضع الاقتصادي الذي تعيشه بعض العوائل، كما أن الشباب لا يتحملون مسؤوليات الزواج".
ويتساءل "إذا كان الشاب لا يتحمل مسؤولية نفسه قبل الزواج، فكيف سيتحملها بعد ان تكون لديه عائلة".
ويشير العبودي، الى أن "العامل الاقتصادي والضعف المادي ادى في الوقت الحالي الى تفاقم الظاهرة، فقد تكون الفتاة متطلباتها كثيرة ولا تحتمل ان تكون مصروفاتها محدودة، الامر الذي يخلق مشاكل تكبر بمرور الوقت بينهما، وقد تؤدي الى الإنفصال".
ويتابع، "أغلب حالات الطلاق نتجت عن تصرفات بسيطة، لا تستوجب الانفصال". ويتحدث عن احدى الحالات قائلاً "قبل شهرين ونصف تقريبا في منطقة البياع حيث كانت الزوجة مصرة على الطلاق وفي ذات الوقت تريد كامل استحقاقاتها، وهذا الامر لا يجوز قانونيا, فحاولنا الاصلاح بين الزوجين، لكن الزوجة كانت تريد الطلاق رغم كل ما قدمه لها الزوج من بيت وأثاث وأموال".
ويردف، أن "الخيانة الزوجية سبب آخر يؤدي الى الطلاق، لكن اغلب الحالات لا يتم تثبيتها فعند حدوثها يقوم الزوج بالتكتم عن الموضوع لأنه يعتبرها "وصمة عار"، تبقى ترافقه طوال حياته، لذلك يفضل الانفصال من دون فضائح".
وترى الباحثة الاجتماعية، بيداء علي، أن "العراق شهد في الفترة الأخيرة الكثير من حالات الطلاق, وتعرضت الكثير من الأسر الى التفكك، مما أدى الى إلحاق العديد من الأضرار في المجتمع".
وتقول، إن "اغلب حالات الطلاق تشمل صغار السن لعدم فهمهم وإدراكهم الجيد للحياة الزوجية, فإن أغلب الشباب لا يستطيعون تحمل المسؤولية الصعبة، وكذلك الكثير من الفتيات اللواتي يتأثرن بمشاهد المسلسلات الرومانسية واللقطات الجميلة ما بين الازواج فيتصورن بأن الحياة مقتصرة فقط على هذا الجانب, من دون ان يكون هناك وعي بأن الحياة تملؤها الكثير من المصاعب والمتاعب".
وتضيف علي، أن "هناك حالات طلاق مضحكة وغير مقنعة، فإحدى الفتيات، يبلغ عمرها 18 عاماً طلبت الطلاق لأنها لا تريد العيش مع أهل زوجها، وهي تعلم ان زوجها لم يتمكن من شراء او استئجار منزل بمفردهما".
الغد برس |