نتائج الفساد المستقبلية
لسنين عديدة أستمر فيها شيطان الفساد بزرع أجنته العفنة في جسد مؤسسات الحكومة العراقية التي تكافح بقسوة للتخلص من حواضنه تلك.. الفساد الذي أصبح متجذراً فينا وتقارب مشكلته مشكلة الوباء الذي يسري بسرعة فائقة ليحصد ثروات العراق القومية الكبيرة من أبواب عدة فحيناً بالسرقة والرشي وحيناً بسبب عدم وجود الرؤيا الصحيحة لأستثمار الموارد الكبيرة للقائمين عليها .ومهما تنوعت أسباب الفساد وعلى أفتراض أن الحكومة قد أوجدت الأمصال الكفيلة بالقضاء عليه وتطهير المؤسسات الحكومية كافة "بتقليح" منتسبيها فأن للفساد أثاراً كبيرة ستظهر بعد حين من الزمن وكأنها قنبلة موقوتة ستنفجر يوماً لتتشضى نتائجها السلبية محدثة أزمة كبيرة جداًَ فسياسياً تطيح برؤوس التي تعتبر اليوم من قامات العراق الفكرية والسياسية ناهيك عن الأزمات التي ستتسبب في إضافة قائمة جديدة من الشهداء الى قائمة الشهداء الذين أنهت أرواحهم العمليات الإرهابية وموجات المد الطائفي الذي أطاع برؤوسنا .وعلى سبيل المثال فأن الفساد الذي يدب بيننا اليوم سيطيح بنا يوم غد عندما نشعر أن دواءاً قد تم إستيراده في موسم الفساد تسبب في مقتل الآلاف من العراقيين لكونه يحتوي على فايروس نقص المناعة "الأيدز" .. والطعام الذي تم إستيراده في ربيع الفساد هذا قد تسبب في أمراض السرطان على أختلافها لآلاف العراقيين .. والبناء الذي تم أنشاءه بفعل عدم أستخدام خلطات البناء الصحيحة قد انهار على رؤوس المئآت من الأطفال لكوننا في زمن الفساد لم نكن نراقب نوعية المواد المستخدمة في البناء وساهمت الرشى في قبول النتائج .. وسنلاحظ بأن المجسرات "العملاقة!" التي أنشئن في زمن انتعاش الفساد قد انهارت بسبب خطأ فني في التصاميم تم تجاوزه "بحفنة من الدولارات " .. و أن مجتمعنا قد بدأ ينهار لكوننا تركناه من دون إدامة نسيجه الاجتماعي بفعل دعم الأسرة وإطلاق المبادرات الكبرى من مشاريع تطوير المجتمع .. وأن طلابنا قد أدمنوا خطأ ما لكوننا في زمن المحاصصة قد أدخلنا مواداً تدعم طوائف عن أخرى .. وأن شبابنا قد بدأ بالانهيار بعد حدوث فجوة كبيرة جداً وغير متوقعة في فضاء الحرية بين نظامين أحدهما ديكتاتوري والأخر ديمقراطي مطلق .. مع آلاف القضايا من الفساد الأخلاقي التي سنحتاج معها الى عملية تقويم كبيرة لمجتمعنا الذي تسبب فسادنا في فقدانه للكثير قد نحتاج فيها الى أضعاف الفترة التي تمكن فيها الفساد منا .علينا أن نضع الآن خططنا لمواجهة نتائج الفساد ، إذا ما تم القضاء عليه ، خطط أستباقية ووقائية نراهن في نجاحها على نجاح مجتمعنا في اجتياز محنته الكبيرة التي تسبب فيها فيروس الفساد ووباءه .
لجان عليا من مفكرين وأصحاب قرار يعملون على وضع الخطط الكفيلة في أستباق الأحداث ووضع رؤيا حقيقية لما سيحدث بعد حين من الزمن على أن تترجم أفكارهم الى قرارات حكومية صارمة لدعم الوضع الاجتماعي العام في العراق بعدما تطلق رصاصة الارحمة على رأس الفساد في الوطن .
زاهر الزبيدي
المقالات لا تمثل بالضرورة رأي الموقع وتمثل آراء أصحابه |