هل مهمة الاسطول الإيراني بالمندب.. تمريغ أنف السعودية بالتراب؟
تحرك السفن الحربية الإيرانية إلى المياه الدولية المحاذية لليمن يعد أول تدخل عسكري معلن من قبل طهران منذ بدء الحملة الجوية التي تقودها المملكة العربية السعودية قبل أسبوعين.
استنكر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الخميس، التدخل العسكري السعودي في اليمن، واصفا إياه بالإبادة الجماعية، في تصعيد حاد للهجة ضد الضربات الجوية المستمرة منذ أسبوعين، فيما تحرك الأسطول البحري الإيراني نحو باب المندب، ما يوحي بتصعيد عسكري خطير ربما يؤدي الى صدام عسكري ستكون له تداعيات على المنطقة برمتها.
واعتبرت صحيفة أمريكية إرسال إيران للمدمرة البحرية إلى الشواطئ القريبة من اليمن، يرفع من نسب احتمالية المواجهة بين إيران والتحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد اليمن.
وقالت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأمريكية، في تقرير لها، إن "تحرك السفن الحربية الإيرانية إلى المياه الدولية المحاذية لليمن يعد أول تدخل عسكري معلن من قبل طهران منذ بدء الحملة الجوية التي تقودها المملكة العربية السعودية قبل أسبوعين".
وقدر تعلق الامر بالعراق الذي يخوض الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، فان أي توتر في المنطقة سوف لن يكون عاملا مساعدا على القضاء على الإرهاب، ويفضل العراق ان تتركز الجهود الإقليمية على دحر التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا.
وقال خامنئي إن "السعودية لن تخرج منتصرة من الحرب في اليمن"، حيث يحاول المقاتلون من أنصار الله، والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، الاستيلاء على مدينة عدن التي يدافع عنها مقاتلون محليون.
ودعت إيران أكثر من مرة لوقف الضربات الجوية، وبدء حوار في اليمن، لكن تصريحات خامنئي هي الأشد انتقادا من جانب طهران للحملة التي تقودها السعودية وتشارك فيها دول عربية حليفة.
وقال خامنئي في كلمة بثها التلفزيون: "عدوان السعودية على اليمن وشعبه البريء خطأ. وقد أرسى سابقة سيئة في المنطقة.. هذه جريمة وإبادة جماعية يمكن أن تنظرها المحاكم الدولية".
وأضاف أن السعودية ستتلقى الضربة في ما يحدث في اليمن، ويمرغ أنفها في التراب، مضيفا أن أمريكا ستتلقى هي الأخرى ضربة وتهزم في اليمن.
وأشار خامنئي، حسب وكالة فارس الإيرانية، خلال استقباله في طهران، الخميس، حشدا من الإيرانيين، إلى أن "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ضد اليمن، أمر أخطأت فيه السعودية وأسست لـ"بدعة جديدة في المنطقة".
وشبّه المرشد الإيراني "عاصفة الحزم" بما قام به الكيان الصهيوني في غزة، واصفا إياها بالجريمة والإبادة الجماعية.
واتهم خامنئي السياسية السعودية بتغليب "التوحش على الاتزان"، مقللا من شأن السعودية بقوله: "شبان قليلو الخبرة هم من يتولون زمام الأمور في البلاد".
وكان جنرال في الحرس الثوري الإيراني، قبل أيام، قد حذر السعودية من تبعات ثقيلة جراء قيادتها عاصفة الحزم ضد اليمن.
وأضاف الجنرال يد الله جواني، أن السعودية ينتظرها مستقبل صعب بسبب قيادتها لحملة عسكرية ضد اليمن.
يشار إلى أن إيران قامت بمساع دبلوماسية من أجل وقف "عاصفة الحزم" ، من قصف طائرات التحالف العربي، إذ زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف باكستان، يومي الأربعاء والخميس، في وقت لم تحسم فيه بعد إسلام أباد قرار مشاركتها في "عاصفة الحزم".
و حركت إيران سفنا بالمياه الدولية بباب المندب، وهو ما حذر منه التحالف الدولي، إذ قال المتحدث باسم التحالف العميد ركن أحمد العسيري ضمن لقاء صحفي: "سنرد على أي محاولة خارجية للاعتداء على اليمنيين".
وانتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني التحالف الذي تقوده السعودية، قائلا إنه يكرر أخطاء ارتكبت في مناطق أخرى من العالم العربي.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية، الخميس، أن إيران استدعت القائم بالأعمال السعودي في طهران، بسبب "اتهامات لا أساس لها من الصحة" ذكرها العميد أحمد عسيري خلال إفادة صحفية الليلة الماضية.
ولم توقف الضربات الجوية المتواصلة تقدم جماعة أنصار الله، المدعومين بقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى وسط عدن.
وتقول السعودية إن الحملة العسكرية تهدف لوقف تقدم أنصار الله ، وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي فر من عدن قبل نحو أسبوعين، حتى يتسنى استئناف المفاوضات السياسي التي تتوسط فيها الأمم المتحدة.
وتقول الأمم المتحدة إن القتال أودى بحياة أكثر من 600 شخص، وشرد أكثر من 100 ألف، ويحذر عمال إغاثة من كارثة إنسانية تلوح في الأفق.
وقال سكان إن مقاتلين من أنصار الله وقوات موالية لصالح دخلوا العاصمة الاقليمية لمحافظة شبوة ذات الغالبية السنية في شرقي اليمن الخميس.
وقال السكان إن زعماء قبليين محليين ومسؤولين عن الأمن سهلوا دخول قوات أنصار الله إلى مدينة عتق، حيث سيطرت على مقار الحكم المحلي ومجمعات القوات الأمنية.
وهذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها أنصار الله والقوات الموالية لصالح إلى المدينة التي تنتمي إليها قبيلة العوالق.
وبذلك يقترب أنصار الله وقوات صالح من أبرز المنشآت الاقتصادية في اليمن، وهي منشأة الغاز ومركز تصديره في بلحاف على بحر العرب، على مسافة 160 كيلومترا تقريبا إلى الجنوب الشرقي.
وفي وقت سابق، قال سكان في مديرية السدة بوسط اليمن إنهم استيقظوا ليجدوا أعلام تنظيم القاعدة مرفوعة على المباني الحكومية.
وأضافوا أن مجموعة من التنظيم، تحت إمرة قائد محلي يعرف باسم مأمون حاتم، سيطرت على المنطقة أثناء الليل، وقال السكان إن أنصار الله الذين كانوا يسيطرون على المدينة منذ أكثر من شهرين تراجعوا دون قتال.
وكان فصيل القاعدة في جزيرة العرب الذي يعد من أنشط فروع تنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن قد استغل الفراغ الأمني لتحصين نفسه في المناطق النائية في شرقي البلاد.
وفي الأسبوع الماضي، سيطر التنظيم على مدينة المكلا الساحلية في الشرق. وقال السكان إنه تم نشر مقاتلين من القبائل لطرد التنظيم، لكن بعض مناطق المدينة ما زالت تحت سيطرته.
وقال أنصار الله الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في أيلول الماضي إن تقدمهم متجاوزين العاصمة اليمنية يرمي إلى محاربة القاعدة.
وقال مسؤولون محليون إن طائرات حربية من التحالف الذي تقوده السعودية هاجمت أهدافا عسكرية ومخازن للسلاح تخضع لسيطرة المقاتلين من أنصار الله بالقرب من العاصمة اليمنية صنعاء، بالإضافة إلى مناطق في الشمال قرب الحدود مع السعودية، وكذلك في جنوب اليمن.
وأضاف المسؤولون المحليون أن الطائرات أسقطت إمدادات عسكرية لمقاتلي القبائل المتحالفين مع هادي بمنطقة ردفان إلى الشمال من عدن.
وحاولت وكالات المساعدات نقل إمدادات إغاثة طارئة جوا إلى البلاد، وهي إحدى أفقر الدول في العالم العربي، لكن الإمدادات المتعلقة بالنقل والتموين اللازمة لإرسال الطائرات في منطقة حرب عطلتهم عن القيام بذلك.
وقالت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن طائرة تحمل 16 طنا من الإمدادات الطبية اضطرت للعودة، لأن فرصة الهبوط بمطار صنعاء انتهت عند الظهر.
ورسا قاربان في عدن يوم الأربعاء يحملان 2.5 طن من الدواء وفرق جراحين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود.
وحاول الصليب الأحمر وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) نقل شحنات جوا إلى صنعاء الخميس.
وحذر الصندوق بالفعل من أن معدلات سوء التغذية الحادة يمكن أن ترتفع في الأسابيع القادمة وتهدد حياة أكثر من ربع مليون طفل في اليمن.
المسلّة |