تكريت تحترق .. والمليشيا الشيعية خارج سيطرة الحكومة
أعلن النائب العراقي مطشر السامرائي، وجود العديد من حالات النهب في تكريت، متهما الفصائل الشيعية في قوات الحشد الشعبي بارتكاب تلك الإنتهاكات، وماضيا بالقول: "على الرغم من قرار رئيس الوزراء العراقي بمحاسبة الذين يقومون بعمليات النهب، إلا أن "تلك الجماعات خرجت عن سيطرة الحكومة العراقية".
وأعلن عضو مجلس النواب العراقي، مطشر السامرائي، في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية، "تواجدت مع عدد من النواب العراقيين في تكريت الثلاثاء الماضي، وشددنا على ضرورة أن تكون عملية السيطرة على المدينة نظيفة ونزيهة لا يرافقها عمليات نهب وسلب لممتلكات المواطنين، وأن يتم تسليم السلطة بشكل مباشر إلى الشرطة المحلية"، مضيفا: "للأسف الأمور لم تجري كما تمنينا، وبمجرد السيطرة على المدينة بدأت عمليات تفجير منازل المواطنين، ونهب ممتلكاتهم".
وتابع النائب العراقي: "عمليات النهب وتفجير المنازل، حالت دون تمكن المواطنين من العودة إلى مناطقهم"، مشيرا إلى أن مسلحي الفصائل والجماعات التي قامت بالنهب في تكريت، يؤمنون بأن أموال المواطنين وممتلكاتهم حلال لهم.
وأضاف النائب العراقي، أن السلب والنهب مستمر في مدينة تكريت، موضحا أن "محافظ صلاح الدين تجول برفقة قائد عمليات تكريت في المدينة، وشاهدوا بأنفسهم النهب الذي طال ممتلكات المواطنين".
وقال "لا فائدة من إخراج داعش من المدينة، واستبدالها بقوة أخرى تقوم بسلب ونهب المواطنين".
وبخصوص العملية العسكرية المرتقبة للسيطرة على مدينة الموصل، قال السامرائي: "كي نتفادى وقوع حالات مشابهة في الموصل، كالتي حدثت في تكريت، يتوجب على الحكومة منع دخول أية قوة من الحشد الشعبي مؤلفة من أهالي المناطق الأخرى إلى الموصل، ويتوجب أن يكون الحشد الشعبي الذي يتولى عملية السيطرة على أية منطقة، مؤلفة من أهالي تلك المنطقة".
.. وتكريت تحترق
قال رئيس مجلس محافظة صلاح الدين العراقية أحمد الكريم الجمعة إن مقاتلين شيعة يواصلون أعمال النهب وإحراق المباني في تكريت. وقال الكريم الذي يرأس أيضا مجلس مدينة تكريت إن المقاتلين أحرقوا "مئات المنازل" خلال اليومين الماضيين في المدينة.
وأضاف أن المنازل والمتاجر أحرقت بعد نهب كل ما فيها. وقدر عدد المباني التي أحرقت بالمئات.
وقال الكريم الذي غادر المدينة إلى بغداد الجمعة بسبب الفوضى إن المدينة أحرقت أمام أعينهم وإنهم لا يمكنهم السيطرة على الوضع.
ومن جانبه صدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امرا بملاحقة مرتكبي حالات التخريب التي تحدث في مدينة تكريت، شمال بغداد، التي تحررت الثلاثاء من سيطرة الدولة الاسلامية، حسبما نقل بيان رسمي الجمعة.
واعلنت منظمة العفو الدولية الخميس انها تحقق في انتهاكات لحقوق الانسان قد تكون ارتكبتها القوات العراقية وحلفاؤها اثناء الهجوم لاستعادة مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد).
ونقل بيان عن مكتب العبادي ان "رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي اصدر اوامر بالتصدي لحالات التخريب التي تمارسها عصابات تريد الاساءة الى البطولات التي سطرها مقاتلو قواتنا البطلة والمتطوعون من الحشد الشعبي" في مدينة تكريت.
ويرى مراقبون ان هذه الأعمال التخريبية تبين أن الميليشيات الشيعية لا تبحث عن مصلحة عن العراق عن المجد الشخصي، الى جانب تعرية النقمة الموجودة في قلوبهم تجاه الأهالي السنة في تكريت.
وأكد أن الميلشيات تريد التنغيص على السنة بتدمير المدينة وتحطيمها كليا، وقطع سبل اعادة العيش فيها بطريقة سليمة وهو ما يبين سياسة الارض المحروقة التي تتبعها هذه الميليشيات التي تحركها ايران لتدمير العراق.
واتهمت مصادر غير رسمية مقاتلين شاركوا في تحرير تكريت، بالوقوف وراء احداث سلب وحرق للممتلكات المدنيين في المدينة.
ودعا العبادي القوات المتواجدة في تكريت الى القاء القبض على كل شخص يقوم بمثل هذه الاعمال والحفاظ على الممتلكات والمنشآت في محافظة صلاح الدين، وفقا للبيان.
واكد على "توجيه الجهود الخدمية لاعادة الحياة للمحافظة واعادة اهلها وتسليم امنها للشرطة المحلية".
وشاركت قوات عراقية من الجيش والشرطة وفصائل شيعية ومقاتلين من ابناء عشائر سنية، في الهجوم لتحرير مدينة تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين.
وبدأت عملية تحرير تكريت في الثاني من آذار/مارس فيما ضربت واشنطن بطلب من بغداد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية داخل المدينة أواخر الشهر ذاته.
وشكا نواب سنة من نهب منازل ومنشآت حكومية في تكريت على يد عناصر مارقة من قوات الأمن وأعضاء في جماعات شيعية شبه عسكرية.
ولم يعقب رافد جبوري المتحدث باسم رئيس الوزراء على حوادث بعينها لكنه قال إن العبادي ينتهج سياسة عدم التغاضي عن أي انتهاكات.
وتشكل القدرة على حماية المناطق السنية من الهجمات الانتقامية والأعمال الإجرامية تحديا كبيرا للعبادي بينما يسعى لقيادة المتطوعين الشيعة والقوات الأمنية في حملة لاستعادة ما يقرب من ثلث أراضي العراق من يد الدولة الإسلامية.
- كتابات |