نيويورك تايمز: خسائر داعش في تكريت سمحت بتقدّم القوات العراقية وسيطرتها على القصور
قال رئيس الوزراء العراقي، ان قواته الامنية حرّرت مدينة تكريت بالكامل امس الاول، مؤكداً ان المدينة قد عادت لحضن العراق، عبر كلمة توجه بها الى الجمهور من خلال شاشة القناة الرسمية العراقية.
ووفقاً لاشخاص من تكريت تحدثوا لنيويورك تايمز، فإن المدينة لم تحرر بالكامل بعد، حيث لا يزال المتشددون يتمركزون في مناطق متنازع عليها بين الجانبين. ودارت اشتباكات بينهم في الساعات الماضية من مساء الاربعاء، بدليل ان مسؤولي الحكومة العراقية قالوا، ان المكاسب تحققت هناك ولكن يوجد كفاح مستمر لاستعادة بقية الاراضي لاعلان التحرير بالكامل.
وتشير تقارير شبه مؤكدة، إلى ان التنظيم المتطرف تراجع من بضع مناطق كانت مهمة بالنسبة له، فضلاً عن تراجعه من القصور الرئاسية وانشغاله بدفن قتلاه مما جعل عناصره يتأخرون في الاشتباك مع القوات الامنية. وأظهرت وسائل الاعلام العراقية العلم الوطني وهو يعلو المباني الحكومية من جديد وسط تكريت، اذ كانت تعد هذه المباني مقرات لتنظيم "داعش" الذين كانوا قد قطعوا الطريق الرئيسي السريع شمالاً واحياناً الى الجنوب. وخلال الاسابيع الاربعة الماضية وصمدت القوات الامنية والجيش والحشد الشعبي بوجه مسلحي "داعش".
وكان التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، قد نفذ طلعات جوية على مواقع جهاديي التنظيم المتطرف منذ الاسبوع الماضي، مقدماً بذلك المساعدة للجيش العراقي الذي توقف نشاطه بسبب اخراج المدنيين من بضع مناطق، وفقاً لشهود عيان.
وبحسب تقارير إخبارية، اكدت ان معالم المدينة قد اختلفت تماماً ولاسيما في المناطق التي تم تحريرها بالكامل من المتطرفين بما فيها القصر الجمهوري الذي كان يشغله صدام حسين، الرئيس المخلوع.
وبحسب الموقع الالكتروني لرئيس الوزراء حيدر العبادي الذي قال "لقد وصلت قواتنا الامنية الى وسط تكريت وحررت الجانبين الجنوبي والغربي وهي تتقدم بدورها الى تحرير المدينة بالكامل". وعنونت قناة العراقية التابعة للحكومة، في شريطها الاخباري بالقول: "القائد العام للقوات المسلحة يعلن تحرير تكريت". وهذا عكس ما اشار اليه البيان الحكومي الصادر من مكتبه.
وقال ضابط برتبة لواء، طلب عدم الكشف عن اسمه كون تصريحه يعارض بعض الشيء كلام رئيس الوزراء، ان "الحديث عن تحرير تكريت بالكامل أمر سابق لاوانه ولكن على كل حال، ان شاء الله سنحرر المدينة كاملاً".
ولفت ضباط عسكريون وزعماء محليون ومدنيون، ان ما تم التوصل اليه بالضبط هو السيطرة من قبل الجيش على اجزاء من القصور الرئاسية وهناك مباني اخرى لا تزال خاضعة لسيطرة مسلحي "داعش"، وإن القتال مستمر لتحرير تلك المناطق.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقي في بيان له "يمكننا تأكيد ان القوات حررت مناطق مهمة والعمل جار على تحرير المتبقي".
ووفقاً للجيش ومقاتلين عراقيين في تكريت، فأن مسلحي "داعش" موجودون في المناطق المأهولة بالسكان، اذ تبلغ مساحة هذه الاحياء حوالي 20 ميلاً مربعاً. ومن جانبه اكد عمار حكمت، نائب محافظ صلاح الدين، ان المدينة تمت استعادة اجزاء منها حتى الان، ومع حلول مساء الثلاثاء، خرج نائب رئيس اللجنة الامنية للمحافظة بتصريح قال فيه ان "القوات الامنية رفعت علمها فوق القصر الرئاسي، وهذا معناه ان موظفي المحافظة عليهم المباشرة بالدوام الرسمي منذ امس الاربعاء".
وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء ايضاً، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء سعد الحديثي "ان قوات الامن والشرطة الاتحادية والجيش والحشد الشعبي وزعماء القبائل استطاعوا تحرير الجانبين الشرقي والغربي من المدينة، ولقد لعبت طائرات التحالف دوراً رئيسياً في هذه العملية وجنباً الى جنب سلاح الجو العراقي، فأتوقع تحرير تكريت بالكامل في غضون الساعات المقبلة".
المدى |