الحكيم يدعو لاجراءات توقف الاقتتال العشائري بالجنوب
دعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم الى اتخاذ اجراءات حاسمة لوقف الاقتتال الذي ينشب بين فترة واخرى بين العشائر العراقية والبدء بحملة كبرى لفضح ما اسماه المشروع الخبيث الذي يقف خلف هذه النزاعات .
وقال الحكيم في كلمة له خلال الملتقى الثقافي الأسبوعي بمقر المجلس الاعلى في بغداد بحضورحشد كبير من ابناء العاصمة الليلة الماضية ان الوجهاء وزعماء العشائر والقبائل مطالبون بالقيام بواجبهم وعقد المواثيق التي تحرم الاقتتال ورفع السلاح بين العشائر وبعضها .. مؤكدا دعمه لاي مشروع أو مبادرة تنطلق لحفظ هيبة العشائر العراقية ودمائها وسمعتها وإيقاف هذه النزاعات المسلحة ونبذ العشائر التي تتمادى في استخدام السلاح ولا تلتزم بحرمة الدم والجيرة .
وحذر من وجود ما اسماها أجندة سياسية خبيثة وراء زرع الفتنة بين العشائر وتوريطها في نزاعات دموية مسلحة .. واشار الى ان هناك مشروعاً ظلامياً لا يقل إرهابا عن مشروع تنظيم "داعش" ومؤامرة تحاك ولتنفيذ مشروع يرتكز على إرهاب جديد ينمو تحت مظلة النزاعات العشائرية المسلحة.
وتساءل قائلا "كيف يصل النزاع والتقاتل إلى درجة استخدام الأسلحة الفتاكة في صراعات أساسها في الغالب بسيط ومحدود؟ . .. وأعرب عن الاسف لعدم احترام كلمة االوجهاء في فض النزاعات وتجاهل كلمة الدولة ومؤسساتها والقانون وإجراءاته وتحول العشائر إلى ساحة معارك مفتوحة.
وأضاف ان من يوجه سلاحه نحو أخيه داعما للإرهاب ومن يقاتله تحت أية ذريعة إنما يقوض الدولة وينخرها من الداخل .. محذرا من أن النزاعات العشائرية لم تعد نزاعات بريئة تحدث بالصدفة وإنما هي نتيجة مشروع خبيث لإحراق جنوب العراق وقتل أبنائه وإضعاف عشائره .
واعتبر الحكيم هذه النزاعات العشائرية المسلحة بخطورة الإرهاب إن لم تكن أخطر ..موضحاً أن الإرهاب معروف من أين يأتي وما هي أساليبه وماذا يريد ولكن هذه النزاعات التي تزرع الحقد والخصومة في قلوب الإخوة بعضهم مع بعض وتقطع العلاقات الاجتماعية وتخلف الدم والثأر فإنها تهدف الى إحراق الجنوب وجره للفوضى .
وكان الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني قد اشار في خطبة الجمعة الماضي من مدينة كربلاء الى حالات قال انها مؤسفة تحصل حاليا تتجسد في القتال بين العشائر العراقية في بعض المناطق (خاصة في جنوب البلاد) وبشكل يبعث على الاسف ويؤكد عدم شعور المتورطين فيها بالمسؤولية الوطنية والشرعية واسترخاصهم للدماء المسالة من اجل تحقيق مكاسب تافهة. وطالب الحكومة بالتحرك لوقف هذه المصادمات وتقديم المسؤولين عنها الى العدالة وبذل كل الجهود لايقاف هذه المصادمات التي وصفها بالعبثية.
وشهدت ناحية الكرمة شمال محافظة البصرة مؤخرا نشوب نزاع مسلح عنيف بين عشيرتي الحمادنة والبطوط على خلفية انتهاء الهدنة "العطوة" بين العشيرتين. واستخدم الجانبان أنواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وأسفرت عن جرح مدنيين وقطع الطريق الرابط بين مركز المدينة وقضاء القرنة.
كما حول الخلاف العشائري ناحية العدل جنوب مدينة العمارة،(320 كم جنوب شرق العاصمة بغداد)، الاسبوع الماضي إلى "ساحة حرب" يسودها الرعب، وجعل الأهالي يتصورون أن منطقتهم تعرضت لغزو خارجي نتيجة كثافة النيران التي أطلقت من مختلف أنواع الأسلحة، بدءاً من الرشاشات الخفيفة والمتوسطة إلى القناصات والقاذفات ما أوقع الكثير من الضحايا بين قتيل أو جريح، ما جعل الأهالي يطالبون عشائر المنطقة الإسراع بتسوية الخلاف لـ"حقن الدماء وإشاعة السلام" وفقاً للأعراف السائدة والقانون.
كتابات
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words