تفتخر الجماعات التكفيرية في اوربا وأستراليا ودول أخرى، بانها تهتدي بمنهج محمد بن عبدالوهاب، الذي ترعاه المؤسسة الدينية السعودية.
حمّل والد شاب أسترالي التحق بتنظيم داعش الإرهابي، في العراق، وقام بعملية انتحارية، نفسه، "مسؤولية"، ما وصل إليه ابنه قائلا إنه "كان بحاجة لمساعدة ولم يشعر به".
ويشتبه في أن جايك بيلاردي (18 عاما) نفذ هجوما ضد وحدة للجيش العراقي في غرب البلاد قبل بضعة أيام.
ويُتّهم الفكر التكفيري، الذي يتركز في الخليج، بانه يحوّل معتنقيه الى قنابل ووقود للعمليات الإرهابية والاعتداء على الاخرين.
وفي أول حديث له أمام وسائل الإعلام منذ مقتل نجله، قال جون بيلاردي، الاثنين، إن جايك كان بمثابة "غنيمة أو إنجاز" للإرهابيين، الذين "استغلوه لتحقيق غاياتهم".
وقال بيلاردي في مقابلة مع برنامج 60 دقيقة على شبكة "ناين".. "أريد أن يعلم الجميع أنني أنا المسؤول، فهو ابني".
وأضاف "كنت أعلم أن أمرا لم يكن على ما يرام بالنسبة إلى سلوكه، كان لديه مشاكل نفسية وعقلية كان يجدر معالجتها وأنا أشعر بالمسؤولية عن ذلك".
وتفتخر الجماعات التكفيرية في اوربا وأستراليا ودول أخرى بانها تهتدي بمنهج محمد بن عبدالوهاب، الذي ترعاه المؤسسة الدينية السعودية. كما ان داعش تتبنى الفكر الوهابي، وتدّرسه في المناطق التي تسيطر عليها.
ومضى يقول "كان عليّ أن أكون إلى جانبه لأنه من الواضح انه كان بحاجة لمساعدة. ولم أتمكن من القيام بذلك مع أنني أب".
ويؤدي التطرف الديني والمغالاة في الخطاب الديني التكفيري، الى رفد الشباب بالمعلومات الخاطئة ما يجعلهم تحت تأثير الاغراءات الروحية والمادية.
ونشأ جايك، وكان طالبا موهوبا، على "الإلحاد" إلا أنه اعتنق الإسلام بعيد وفاة والدته على ما يبدو.
وتابع الوالد "لقد أعلن فجأة، انه أصبح مسلما".
وتشرح مدونة نسبت إلى جايك عملية انتقاله من تلميذ مدرسة في ضواحي ملبورن إلى ارهابي عنيف مستعد للموت.
وكتب صاحب المدونة أنه "بات لديه حقد تام ومعارضة شديدة للنظام الذي تمثله أستراليا وغالبية الدول في العالم".
إلا أن جون بيلاردي الذي كان أعاد الاتصال حديثا مع جايك بعد انقطاع بسبب الخلافات التي رافقت طلاق الوالدين، يقول إنه يجد صعوبة كبيرة في التوفيق بين ابنه كما يعرفه وصور الفتى الشاحب والنحيل التي نشرها تنظيم داعش.
وتابع جون "لقد تم تجنيده على الانترنت ولم أعلم شيئا عن الموضوع. لم أكن على علم أبدا بتطرفه".
وأضاف "عندما رأيته في صورة وهو يحمل سلاحا لم أصدق أنه ابني".
ومضى يقول "من الصعب استيعاب الأمر. لكن لم يكن هو. فهو كان فتى خجولا ومنطويا. كيف وصل به الأمر إلى هذا الحد لا أستطيع أن أبدأ حتى بتفسيره".
وتابع أن "الأسرة تواجه صعوبات في تقبّل الوضع، خصوصا مع عدم وجود جثة للحداد عليها".
وتوجه الحكومة الأسترالية تحذيرات متزايدة إزاء خطر انتقال مواطنين إلى التطرف، و تقدر عدد مواطنيها الذين يقاتلون بين صفوف الارهابيين في سوريا والعراق، بتسعين شخصا.
ولم تؤكد السلطات الأسترالية رسميا مقتل جايك بيلاردي. وفي لقطة في تسجيل دعائي للتنظيم الإرهابي، يظهر الشاب على متن سيارة بيضاء استخدمت في هجوم انتحاري في العراق.
المسلّة