القوات العراقية توقف تقدمها في صلاح الدين وتبدأ بقصف مواقع داعش عن بعد
أوقفت القوات العراقية المدعومة بميليشيات مسلحة، اليوم زحفها في عمق المناطق التي يسيطر عليها “الدولة الاسلامية” بمحافظة صلاح الدين، شمالي البلاد، وباشرت قصف تلك المواقع عن بعد، في الوقت الذي أضرم فيه مقاتلو التنظيم النيران في آبار ومنشآت نفطية بالمحافظة. وقال ضابط في الجيش العراقي، طلب عدم ذكر اسمه، إن “القوات العراقية المدعومة بميليشيا الحشد الشعبي (متطوعون شيعة) أوقفت الزحف والهجوم على عمق مناطق الدور وتكريت والعلم التابعة للمحافظة، في حين يقوم سلاح الطيران بقصف مواقع التنظيم في تلك المناطق”. وأشار الضابط إلى أن عملية الزحف توقفت بعد مقتل قائد بـ”الحشد الشعبي”، يدعى مهدي خويدم خلال اشتباكات الأربعاء بطريق سامراء – الدور. من جانبه، قال جاسم محمد، نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، الذي يرافق القوات الأمنية، في تصريحات إن “الدولة الاسلامية أقدم على حرق آبار ومنشآت نفطية في حقل عجيل النفطي قرب بلدة العلم (10 كلم شرق مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين)”. وقال الملازم في الجيش العراقي، علي محمد، إن “ثلاثة انتحاريين يقودون سيارات مفخخة حاولوا استهداف تجمعاً للقوات الأمنية في منطقة تل كصيبة شرق تكريت”. وأضاف إن “الطائرات المروحية التابعة للجيش العراقي فجرت اثنين من السيارات المذكورة قبل أن تصلا إلى هدفهما، فيما فجر الانتحاري الثالث السيارة المفخخة التي كان يقودها عند النقطة الأمنية ما أسفر عن مقتل 5 جنود وإصابة 15 آخرين بجروح متفاوتة”. ومنذ ثلاثة أيام، أعلنت القوات العراقية بدء عملية عسكرية واسعة بصلاح الدين بإسناد مقاتلي العشائر السنية في المحافظة وكذلك الحشد الشعبي، لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لتنظيم “الدولة الاسلامية”، ونجحت في التقدم في عدد من المناطق، بحسب مسؤولين عراقيين، في حين نفى مقاتلون في التنظيم ذلك بتسجيل مصور نشروه في وقت سابق من اليوم الخميس. من جانبه أكد أحمد العبيدي المقدم في الجيش، لـ”الأناضول” أن “قوات أمنية من الجيش والشرطة وبمساندة مقاتلي العشائر تمكنت من صد هجوم لتنظيم الدولة الاسلامية على منطقة جبة جنوب ناحية البغدادي (90 كم غرب الرمادي) بمحافظة الأنبار (غرب) وقتلت ثمانية عناصر بينهم انتحاريين اثنين يرتدون احزمة ناسفة”. كما قالت وزارة الداخلية العراقية في بيان لها إن “القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر تمكنوا من تحرير منطقة المعمل العراقي وجسر الصبيحات في ناحية الكرمة (50 كم غرب بغداد) شمالي قضاء الفلوجة”، التابع لمحافظة الانبار. أما في محافظة نينوى، شمالي العراق، تصدت قوات البيشمركة (جيش اقليم شمال العراق) لهجوم شنه الدولة الاسلامية على مواقعها، فيما فجر التنظيم الدولة الاسلامية مقرا رئيسيا للجيش العراقي في مدينة الموصل مركز المحافظة. وقال ضابط في البيشمركة، طلب عدم الكشف عن هويته إن “مواجهات اندلعت خلال تصدي قوات البيشمركة لهجوم شنه عناصر من الدولة الاسلامية في بلدة تلسقف في قضاء تلكيف شمال شرق، وبعشيقة شرق الموصل، أدت إلى مقتل 3 وإصابة 5 آخرين من تنظيم الدولة الاسلامية، فيما أصيب 3 عناصر من البيشمركة بجروح”. وقال مصدر أخر في البيشمركة إن “طيران التحالف الدولي وقوات البيشمركة تمكن من احباط هجوم لتنظيم الدولة الاسلامية قرب جبل زردك (العين الصفراء ـ 20 كلم شرقي الموصل) مساء اليوم الخميس″. وأضاف: “تم رصد آليات مسلحة للتنظيم وهي تتقدم نحو مواقع البيشمركة، فاستهدفتها الطيران الحربي الدولي وقوات البيشمركة بالقصف والراجمات وقذائف الهاون ما أدى إلى تدمير 5 عجلات ومقتل أكثر من 15 عنصرا كانوا بداخلها”. ومن جهة اخرى قالت مصادر أمنية إن قوات إيرانية محدودة تشارك في العمليات العسكرية الجارية ضد تنظيم الدولة الاسلامية بمحافظة صلاح الدين، شمالي العراق. وقالت المصادر إن الإيرانيين يشاركون في عمليات تحرير تكريت (مركز المحافظة) ومحيطها ويتقدمون القوات ويشاركون بالقصف بالراجمات. وتكريت هي مسقط رأس الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الذي دخل بحرب مع إيران خلال ثمانينيات القرن الماضي، استمرت ثماني سنوات، غير أنها تخضع لسيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” منذ حزيران الماضي. المصادر نفسها استدركت قائلة إن أعداد الإيرانيين محدودة ويتواجد البعض منهم في ناحية امرلي بطوزخورماتو (120 كلم شرق تكريت) بغية البحث عن حطام الطائرة الايرانية المسيرة (بدون طيار) التي سقطت قبل يومين في طوزخورماتو. وسقطت طائرة ايرانية مسيرة بسبب خلل فني بحدود طوزخورماتو قبل نحو يومين بحسب صور نشرها ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وأكدتها مصادر أمنية. وتابع المصدر أن “الإيرانيين يشاركون بتسير المروحيات الحربية وتفكيك المتفجرات والعبوات أيضا”. ورغم ما قاله جاسم جبارة، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين بأنه “لم يشاهد تواجدا لعسكريين ايرانين في محافظة صلاح الدين خلال العمليات”، لكن وسائل إعلام إيرانية أكدت مشاركة قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني بعمليات تحرير تكريت التي انطلقت مطلع الشهر الجاري واستعيدت خلالها بضع بلدات بمحيط مناطق تكريت والدور والعلم.
كتابات
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words