من المسؤول عن تردي خدمة الانترنيت
قاسم المالكي
كلنا نعرف ان الانترنيت بات حالة ضرورية ولكافة المستويات الرسمية وشبه الرسمية والفرد والمجتمع حيث تستطيع الدولة او شركات القطاع الخاص ىان تتطلع وتتباحث مع من تريد في كل العالم وان تعقد الصفقات وكذلك التوقيع دون ان تبذل اموالا طائلة في تشكيل الوفود والأيفادات على حساب خزينة الدولة او الشركة التجارية وانت جالس في بيتك..
اذن فهو وسيلة حضارية وتجارية كبيرة الى جانب الابعاد الاخرى التي يحققها الانترنيت كاالاقتصادية والثقافية والعلمية ... واذا اردنا ان نبتعد اكثر فان الانترنيت دخل المجال الطبي بشكل عام حيث يستطيع بعض الاطباء اجراء العمليات الجراحية من خلال الأنترنيت وهذا ما دأبت عليه كبريات المؤسسات الصحية في العالم من خلال استعانتها بكبار الاطباء من ذوي الاختصاص الجراحي ..
وعراقنا الجريح لم يسعفه الحظ ان ينعم في هذه الثورة التكنلوجية والعلمية في عالم الاتصالالت الا بعد عام 2003 بعد سقوط النظام الفاشي حيث ان النظام السابق لم يجرء على انشاء تلك الشبكة العنكبوتية لاسباب امنية وسياسيه كان ضحيتها الشعب الذي اصبح اكثر من 50 %منه بعيدآ عن هذا التقدم الحضاري واليوم بعد دخول الانترنيت الى العراق منذ اكثر من ثلاثة عشر عامآ تجده البلد الوحيد في العالم الذي يشكو من خدمته المتردية وكذلك هو البلد الوحيد في العالم الذي يدفع مبالغ طائلة ولم يحصل على الخدمة بشكل كامل من خلال الشركات التي تتحكم في الخدمة وقد اشارت بعض الدراسات ان ضعف الخدمة وترديها اصبح واضحآ في الايام الاخيرة اي منذ نهاية عام 2014 والى يومنا هذا وقد تفنن بعض المجهزين في النفاق الخدمي للانترنيت حيث قام بعضهم برفع اجور الخدمة من 40 الف دينار الى 50 الف دينار بكون هذه الزيادة ستوفر السرعة في الحصول على الخدمة والحال انها اكذوبة تجارية لجأ اليها البعض لان كافة البث والتجهيز واحدة ولن تتغير .. ويوعز البعض من هذا الضعف في الخدمة الى اسباب عديدة منها ان الشركات والمصادر ( تعبانة ) وغير قادرة على الفعل المتواصل دون قطوعات . والاخر يوعز الى الوضع الامني وهذه عبارة عن شماعة يتكآ عليها بعض الفاشلين من المجهزين او الشركات وهناك من يقول ان الزيادة في عدد المشتركيين قد اثرت تأثيرا كبيرا وجعلته ان يضعف في حين هناك فريق اذ يقول ان كثرة الابراج ساهمت في ذلك من خلال التقاطع البث فيما بينهم حيث اصبح عدد الابراج في العراق 12 الف برج وهذا عدد ليس بقليل ويؤثر تأثيرآ كبيرا في عملية التوصيل والبث لذلك ينصح هؤلاء بضرورة الاعتماد على الكيبل الضوئي بدلآ من تلك الابراج المستهلكة وقد اكد خبراء الانترنيت ان المسافة الحقيقية والعلمية بين برج وبرج أخر هو 500 متر في حين تجد الان المسافة قد قصرت واصبحت 100 متر وهذا قد ساعد على التداخل في بث الابراج ..
وانطلاقآ من ذلك وللظرورة الملحة خاصة في مجال الصحافة والاعلام التي تعتمد في بثها وطباعتها واصداراتها على الانترنيت لابد من تدخل مباشر من قبل وزارة الاتصالات النائمة وكذلك هيئة الاعلام والاتصالات الغافية في سباتها العميق وليس لديها اي عمل سوى مراجعة الصحف والفضائيات في بثها وما تطرحه من برامج فعلى هاتين المؤسستين ان تأخذ دورهما في العمل بايجاد ومراقبة تلك الشركات لان النت اصبح حالة ضرورية ولايمكن الاستغناء عنه ولانه جزء من حركة الانسان العراقي . |