أكاديميون ينتقدون النظام التعليمي: مناهجنا قديمة وليست تطبيقية
ابدى عدد من الاكاديميين وطلبة الجامعات امتعاضهم من "قدم المناهج التدريسية في الكليات"، داعين الى إتّباع الطرق الحديثة وادخال المناهج التطبيقية الى الجامعات، وفيما اوضحت لجنة التعليم النيابية ان الاقسام في الجامعات هي التي يجب ان تأخذ على عاتقها تلك المسؤولية، اكدت وزارة التعليم العالي انها شكلت لجنة تحت مسمى (لجنة استحداث المناهج) لتحديث مناهج الدراسات الاولية والدراسات العليا.
قال الاستاذ التدريسي في جامعة النهرين محمد سعيد في حديث لـ"المدى"، ان "الطرق التي تتبعها مؤسساتنا قديمة وغير كافية لتوصيل المادة العلمية الى ذهن الطالب"، مبينا ان "هناك طرقاً حديثة وعملية تطبقها جميع الدول المتقدمة".
واضاف سعيد انه "يجب على المؤسسات التدريسية تطبيق الجانب العملي اكثر من النظري"، مستدركا بالقول " على الجهات المعنية تطوير المناهج التدريسي بما يواكب تطور العالم سواء التكنلوجي والفكري".
في نفس السياق اعتبر الطالب سيف عماد، ان "المناهج التي يتم العمل بها الان في المؤسسات التعليمية قديمة جدا"، منوها الى ان "الكتب ليست قديمة فقط وانما النظام التدريسي في طرقه التطبيقية بصورة عامة يعتبر قديما".
اضاف لـ"المدى"، ان "غالبية الكليات تستعمل الطرق النظرية فقط، بينما في الواقع وبعد التخرج سيفاجأ الطالب في حياته العملية بصعوبة العمل وفق الشهادة التي يمتلكها", داعيا "وزارتي التربية والتعليم تطوير المناهج الدراسية, اضافة الى الاعتماد على طرق حديثة في تطبيق المناهج".
من جانبه قال رئيس لجنة التعليم النيابية شيركو ميرزا في حديث لـ"المدى", ان "لجنة التعليم النيابية لم تطالب وزارة التعليم العالي الى الان بتغيير بعض المناهج الدراسية في الجامعات", موضحا ان "بعض العلوم الانسانية تحتاج الى مواكبة النظام التعليمي المتطور".
واضاف ميرزا ان "الاقسام في الجامعات هي التي يجب ان تأخذ على عاتقها تلك المسؤولية عن طريق لجانها العلمية, فضلا عن تقديم الطرق الحديثة في التعليم للطلبة", لافتا الى ان "تبديل المناهج الدراسية امر لا يحتاج الى تشريع قانون تحت قبة البرلمان".
الى ذلك قال المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كاظم العمران، ان "هناك لجنة حددتها الوزارة تحت مسمى (لجنة استحداث المناهج) من اجل النهوض بواقع المناهج "الافلاطونية" القديمة والتحرر منها الى مناهج تواكب عملية سير التكنولوجيا".
واضاف العمران ، في حديث لـ"المدى" ، ان "اللجنة باشرت عملها بتطوير المناهج ولا توجد مدة محددة لانتهائها، اذ ان هناك وسائل وطرق عديدة للتحديث من بينها العمل على جعل المواد النظرية اكثر قربا من الدراسة التطبيقية".
واشار ، الى ان "التحديث طال الدراسات الاولية وكذلك الدراسات العليا، ولا سيما ان هذا التطوير تضمن الدروس التطبيقية التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات"، لافتا الى ان "في السابق كان الاهتمام منصبّا تماما على الدروس النظرية، لكن بعد التحديث ستتساوى الدراستين النظرية والتطبيقية معا ".
وتابع المتحدث باسم وزارة التعليم العالي قائلا، ان "تحديث المناهج سيؤدي الى تأهيل الطلبة واعدادهم اعدادا صحيحا قبل ان يصطدموا بالبيئة العملية بحسب كل اختصاص"، موضحا ان "للجانب التطبيقي في مجال العمل الأثر الواضح على الحياة المهنية العامة".
يشار الى ان وزارة التعليم العالي احدثت طفرات نوعية في تطوير المناهج الدراسية وعلى المستويين الدراسات الاولية والعليا، رافقها تطور واضح خلال السنوات الاخيرة رغم ما تمر به البلاد من تحديات امنية.
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قررت في (العاشر من تشرين الأول 2014)، إجراء دور تكميلي للطلبة الذين لم يتمكنوا من أداء الامتحانات النهائية لأحد الدورين أو كليهما ولجميع المراحل الدراسية، ومنحت الجامعات وهيئة التعليم التقني والجامعات والكليات الأهلية صلاحية تحديد موعد أداء الامتحانات، وهذا القرار جاء نظراً للظروف الاستثنائية التي يمر بها بلدنا العزيز.
يذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قررت، في (13 تشرين الأول 2014)، احتساب السنة الدراسية 2013/2014 سنة عدم رسوب نظراً للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، فيما أكدت أن القرار استثنى الطلبة الراسبين بالغش أو العقوبات الانضباطية.
المدى |