العبادي: نعرف مؤسسات تساعد داعش في تهريب آثارنا وسنلاحقهم بمساعدة دولية
دعا رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، امس، مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى ملاحقة المسؤولين عن تهريب آثار مدينة الموصل وتدميرها، وأشار إلى أن منع تهريب الآثار يرتبط بقرار مجلس الأمن الذي ينص على قطع مصادر تمويل التنظيم، وفيما أكد أن من يقف وراء التنظيم ويقدم الدعم له معروف، تعهد بمحاربتهم وإخراجهم من العراق وإقامة العدل والسلام.
وقال رئيس مجلس الوزراء خلال حفل افتتاح المتحف الوطني وسط بغداد وحضرته (المدى برس)، "إننا ندعو مجلس الأمن والأمم المتحدة والدول المحبة للسلام إلى ملاحقة المسؤولين عن تدمير آثار مدينة الموصل ومهربيها".
وأشار العبادي، إلى أن "منع تهريب الآثار مرتبط بقانون مجلس الأمن الخاص بقطع تمويل التنظيم الإرهابي"، مبيناً أن "التنظيم يسعى من خلال تهريب الآثار الى تمويل آلات قتله للشعبين العراقي والسوري".
وأكد العبادي، أن "الذين يقدمون الدعم للتنظيم ويمولون نشاطه معروفون"، متعهداً بـ"محاربتهم وإخراجهم من العراق وإقامة العدل والسلام والدفاع عن جميع المواطنين".
واستنكر العبادي بشدة ما قام به تنظيم (داعش) من تدمير لآثار مدينة الموصل، واتهم "جهات ومؤسسات" بتقديم العون للتنظيم وتمويله من خلال تهريب الآثار، وفيما أكد أن بغداد تمتلك معلومات مفصلة عن قطع الآثار في نينوى، تعهد بملاحقة المسؤولين عن تدمير آثار المدينة وتهريبها بمساعدة العالم.
الى ذلك اثار نشر تنظيم "داعش" شريط فيديو يظهر تدمير قطع أثرية قيمة في مدينة الموصل استنكارا عالميا واسعا ومخاوف من مصير مشابه لمواقع اخرى في شمال العراق.
وقارن علماء وخبراء في الآثار بين هذا العمل وقيام حركة طالبان في العام 2001، بتدمير تمثالين عملاقين لبوذا في منطقة باميان الافغانية.
ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التدمير "الهمجي" للآثار. وقال خلال زيارته الفيليبين "الهمجية تطال الاشخاص والتاريخ والذاكرة والثقافة"، مضيفا "ما يريده هؤلاء الارهابيون هو تدمير كل اوجه الانسانية".
ووصف الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الامر "بالجريمة الوحشية التي تفوق الوصف بهمجيتها وبربريتها"، معتبرا انه يمثل "واحدة من ابشع الجرائم التي ارتكبت في هذا العصر بحق تراث الإنسانية جمعاء".
بدورها، وجهت مديرة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" ايرينا بوكوفا، رسالة الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، آملة في "اطلاق تحالف دولي ضد تهريب القطع الاثرية".
واعتبرت تدمير القطع "عملية تطهير ثقافي وتدمير متعمد للتراث يستهدف هويات مختلف المجموعات التي تعيش في العراق". وكانت بوكوفا طالبت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي.
وفي شريط تدمير آثار الموصل، يقول عنصر انها "اصنام واوثان لاقوام في القرون السابقة كانت تعبد من دون الله عز وجل"، مضيفا ان النبي محمد "أزال الاصنام وطمسها بيده الشريفة عندما فتح مكة" قبل زهاء 1400 عام.
ويعتبر متخصصون في الدراسات الاسلامية ان ما قام به الرسول مع الاصنام المخصصة للعبادة، لا يقارن بتماثيل تعد ارثا حضاريا بحتا.
وقال رضوان السيد استاذ العلوم الاسلامية في الجامعة اللبنانية، في اتصال مع وكالة فرانس برس، ان مقارنة التنظيم بين ما فعله وما قام به النبي محمد، امر "غير صحيح على الاطلاق وقياس سخيف ومخطئ".
واضاف ان الاصنام في عهد النبي "كانت تماثيل لآلهة موجودة حول الكعبة (...) بينما الآثار والتماثيل الموجودة في متحف الموصل والمواقع الاثرية الاخرى ليست تماثيل لآلهة، بل تماثيل لأباطرة وحيوانات وطيور".
واثار تدمير الآثار مخاوف على ما تبقى من مواقع تاريخية في محافظة نينوى، وكبرى مدنها الموصل. وابلغ عناصر التنظيم الجهادي حراس بوابة نركال، ان هدفهم المقبل سيكون موقع نمرود الاثري جنوب الموصل، بحسب عالم الآثار العراقي عبد الامير حمداني.
وقال حمداني، ومقره جامعة ستوني بروك الاميركية، لفرانس برس "هذه ليست نهاية القصة، على المجتمع الدولي التدخل".
واضاف ان نمرود "واحدة من اهم العواصم الآشورية، ثمة نقوش وثيران مجنحة هناك... ستكون كارثة حقيقية"، متخوفا من قيام داعش ايضا "بمهاجمة الحضر وتدميرها... وهي منطقة معزولة جدا في الصحراء".
وتقع مدينة الحضر التاريخية على مسافة مئة كلم جنوب غرب الموصل، وهي مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.
وقال المهندس المعماري العراقي المقيم في عمان احسان فتحي لفرانس برس "اخشى ان المزيد من التدمير قادم"، معتبرا ان عناصر التنظيم يمكنهم "ان يفعلوا كل شيء (...) من سيوقفهم؟".
ويشن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية ضد التنظيم، في وقت تحاول القوات العراقية والكردية على الارض استعادة المناطق التي يسيطر عليها داعش.
الا ان حماية الآثار الواقعة في مناطق بعيدة عن متناول القوات الامنية، يبدو امرا شبه مستحيل.
ويقول منير بوشناقي، مدير المركز الاقليمي العربي للتراث العالمي في البحرين، "اذا لم يكن لديك احد على الارض، فمن الصعب جدا (حماية الآثار)، وتكون تخاطر ايضا بالحاق مزيد من التدمير بها".
المدى برس |