( داعش ) تحطم إصول القرآن في الموصل
يوجد في التوراة ( مراثي إرميا ) وقراءتها لمعرفة اين نحن ، وماهي الافكار التي تقدم في هذا الكون .
وجود التداخل الثقافي المعروف بين العراق وإيران ، إشتغل عليه للتلاعب على عواطف الناس ، وكتبت له كتب الفقه الصفوي ، ليتغلل فيها الفكرالمجوسي بين الناس ، لتغسل أدمغتهم ، ويوجهوا حيث يريد الغريب ، وإلتقى هذا الفكر مع ذاك الفكر ( مراثي إرميا ) كما إلتقت فكرة صراع الحضارات مع فكرة حوار الحضارات ، ولم تتقاطع معها ، وإلتقى محمد خاتمي مع هنكتن في فكرته ، للتلاعب على الناس من خلال التغلل في عقائدهم ، ضمن تداخل ثقافي ليس موضوعه في هذا المقال .
من حطم آثار الموصل ومن شكل المليشيات ، كلهم لديهم مصلحة في طمس إصول العراق ، وفكرة حوار الحضارات لخاتمي ، لاتختلف عن فكر ( داعش ) التي حطمت الاثار ، والمليشيات كداعش تستأصل إرتباط العراقيين بعراقيتهم ، ترفع صور خامنائي وتتخذ من سليماني قائدا لها ، وهذا يكمل لذاك ، وذاك يشرع لهذا .
زعماء الحرب والمليشيات من خليفة الموصل وهادي العامري وقيس الخزعلي ، يقودون أسفل وأقذر حملات للتصفيات الطائفية والعرقية ، يحرقون الناس في كربلاء والموصل وسوريا ، وتهديد الاكراد بحرب تقلق الامنين ، تهجير مسحيي الموصل أهل البلد الاصليين ، والقتل الممنهج للابرياء في المساجد والحسينيات ، والطرق المؤدية الى كربلاء ، وخصوصا في منطقة ديالي والشمال الشرقي لبغداد ، في الموصل تحطم الاثار ، وتستهدف حضارة عمرها اكثر من سبعة آلاف عام ، وعلى الجانب الاخر يتحرك قاسم سليماني و مليشياته ليحطم سايكلوجية بشر من الداخل .
مشروع الاحتلالات المركبة ، بشقيه الايراني والامريكي من البداية واضح ، وأطرافه وأدواته الغبية تكمل بعضها بعضا ، ذاك في الموصل يحطم الاثار ، وهذا يهجر ويصفر دولة ويقضي عليها بالكامل ، ووجود داعش تحرص على إدامته ايران ، ليكمل لها مشروعها ، وداعش هذه لاتتقاطع ولاتختلف مع مشروع المليشيات الايراني في العراق ، وهي طرف في المعادلة ، وبدونها لايستمر الدكان الطائفي والصراع الشاذ في العراق والمنطقة .
فعندما تخرج ( داعش ) لتحطيم آثار الموصل ، فهي تكمل مشروع سليماني في وسط وجنوب العراق ، لعسكرة الناس وخندقتهم طائفيا ، واسلمتهم أمريكيا ، ومع ذلك عاد وعي بعض العراقيين بعد إنتهاء التخدير ، وطلبوا من ابناءهم الانسحاب من معسكر سليماني في مايسمى الحشد الشعبي .
سأفترض أن ( داعشا ) وكل عناصرها مسلمون ، وفرض المحال ليس بمحال ، والاسلام من دون العرب ، لاقيمة له تذكر ، إسلام متستهدف ليل نهار من الاعلام الايراني .
الله أنزل القرآن باللغة العربية ، أنزله لشريحة واسعة من البشر ، وهم عرب ، والمشتغلون في أداءه والقادرون على حفظه وإدامته هم عرب ، وعندما يقرأ الاعجمي آيات القرآن لايميز بين المرفوع والمنصوب ، ويغيير المعني ، ليفهم ان الله يخشى من العلماء ويبرأ من رسوله ص ، لكن مشروع الاحتلالات المركبة في العراق ، أول إستهداف له ، إستهدف اللغة العربية ، وشكك بنسب صاحب الرسالة ، وأرجعه مرة الى الارامية وأخرى الى الفارسية ، وإلتقى خطاب ايران الاعلامي مع خطاب الاسرائليين في تشويه سمعة كل عربي ووضع جميع العرب في سلة واحدة .
الانسان الواعي وخصوصا العربي الاصيل غير مغسول الدماغ من قبل خليفة ( المسلمين ) أو ولي الفقيه ، يعي خطورة المرحلة ، ولاتمر عليه هكذا مشاريع .
وسأفترض أيضا أن الجزء الاكبر من جنود داعش عرب ، وسأفترض أن عملهم في الموصل ( تحطيم الاثار ) رد فعل ، يدافعون عن دين وعقيدة ، ويتصدون لمليشيات الهلال الشيعي ، الممتد من ديالى حتى الانبار لتدجينها ، وبعد هذا الافتراض أسأل : ألم تكن هذه التماثيل في الموصل جذورا للديانات الثلاثة السماوية ( اليهودية والمسحية والاسلام ) ؟.
آثار الموصل هي جذور الديانات السماوية ، ولم يتعرض لها نبي ولا مرسل ، ولا خليفة من خلفاء المسلمين ، وكان على الدوام ابناء الديانات الاخرى وزراء ومستشارين في دولة الخلافة ، فأي دولة خلافة هذه التي تهجرهم اليوم ؟.
من الاكديين خرجت كل الديانات السماوية ، والاثار في العراق شواهد على أنه توجد حضارة وبشر خاطبهم الله بمفرداتهم ، ولم ينزل القرآن الا بهذه الادوات التي يستخدمها البشر ، من منظومة أخلاقية وقانونية وتشريعية وولغوية ، كلها نزلت بما هو متاح بشريا ، وضمن هذا المتاح الذي إعتمده القرآن ، وهو المنجز الاكدي ، وتحطيمه يعني تحطيم إصول الاسلام وتهشيمها ، والقرآن العربي لايمكن أن يصبح عربيا بدون الاكديين ، فمن الاكدية وجدت العربية ، فعمل داعش هو مكمل لما يقوم به قاسم سليماني للقضاء على حضارة وهوية شعب لغايات معروفة .
حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن |