هدد نائب وزير الداخلية اليوناني، غيانيس بانويزسيس، بإغراق أوربا بطوفان من مئات آلاف اللاجئين إن لم تساعد بلادَه في استيعاب ورعاية ما بين 0.5 و1.5 مليون مهاجر يقيمون فوق أراضيها.
وقال بانويزسيس، في مقابلة مع أسبوعية فوكوس الألمانية، وتابعتها ( الإخبارية) : إن اليونان المتضررة بفعل أزمتها، وهي بحاجة الى مساعدة مالية عاجلة من الاتحاد الأوربي لتوفير وسائل الإعاشة المطلوبة لأعداد كبيرة وصلت إليها من المهاجرين غير الشرعيين.
وهدد بأنه إذا لم تصل أموال من أوربا، فإن بلاده ستقوم بتزويد ما بين ثلاثمائة ألف إلى نصف مليون من هؤلاء اللاجئين بأوراق ثبوتية ووثائق سفر وترسلهم في موجات تغرق الدول الأوربية.
وعد المسؤول اليوناني – المستقل حزبيا والقريب من ائتلاف سيزيرا اليساري المتشدد الذي وصل الى الحكم في أثينا بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة في 25 كانون الثاني الماضي - 'إن الاتحاد الأوربي مطالب بمساعدة اليونان المضروبة بفعل أزمة ديونها السيادية، وعدم تركها وحدها تعاني التبعات المالية الهائلة المترتبة على استقبالها لأعداد كبيرة من اللاجئين'.
ورأى نائب وزير الداخلية اليوناني أن اتفاقية دبلن2 الخاصة بتوزيع اللاجئين في دول الإتحاد الأوربي خاطئة وتجاوزها الزمن، لإلزامها أول دولة أوربية يصل إليها اللاجئون بتحمل مسؤوليتهم وإبقائهم فوق أراضيها وعدم إرسالهم الى دولة أوربية أخرى.
وقال : إن الواقع الحالي فرض حاجة الى توزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوربي بشكل عادل يراعي الأوضاع الاقتصادية لكل دولة.
ورفضت وزارة الداخلية الألمانية التعليق على تصريحات، بانويزسيس، عادة هذه المطالب موجهة الى الإتحاد الأوربي وليس لبرلين.
في المقابل أيدت منظمة 'برو أزيل' الحقوقية الألمانية - التي تعد أكبر منظمة لمساعدة اللاجئين في أوربا- مطالبة نائب وزير الداخلية اليوناني بدعم بلاده لمواجهة الأعداد المتزايدة من اللاجئين القادمين إليها، لكنها انتقدت توجيه بانويزسيس هذه المطالب بصيغة التهديد.
وقال الأمين العام للمنظمة الحقوقية، غونتر بوركهاردت، في تصريح صحفي إطلعت عليه ( الإخبارية) : إن المسؤول اليوناني صاغ مطالبه بأسلوب تهديد مرفوض، ومن حق بلاده الفقيرة طلب مساعدتها بإستيعاب المهاجرين، وفي المقابل ليس مقبولاً من أوربا رفض هذا الطلب، واللاجئون لا ينبغي استخدامهم كتهديد.
وأضاف بوركهاردت 'أن أعداد اللاجئين القادمين إلى اليونان عبر تركيا ومركز البحر المتوسط مرشحة للتصاعد هذا العام، مما يتطلب تقديم مساعدة كبيرة لهذا البلد ليتمكن من إعاشة هؤلاء الضيوف'، موضحاً أن أعداد المهاجرين الذين قدموا الى اليونان تضاعفت عام 2014 بنسبة 280%.
وعد الخبير الحقوقي الألماني أن أوربا مطالبة بإلغاء اتفاقية دبلن2، وفتح أبوابها لأخذ قسم كبير من اللاجئين الموجودين باليونان، واستقبال المهاجرين القادمين عبر مياه البحر المتوسط، داعياً الحكومة اليونانية الجديدة لفتح حدود بلادها مع تركيا لاستقبال اللاجئين السوريين العالقين هناك لرغبتهم في الوصول الى أوربا.
وأشار الأمين العام لمنظمة 'برو أزيل' إلى أن 'معاملة اليونان المروعة للاجئين عرّضتها الشهر الماضي لإنتقادات شديدة من المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين التي طالبتها بإيقاف الهجمات العنصرية التي يتعرض اليها المهاجرون'.
كما طالب بوركهاردت حكومة أثينا الجديدة بإحترام حقوق الإنسان والتوقف عن سجن اللاجئين، وإفراغ سجونها المكتظة بهؤلاء الأشخاص الباحثين عن حماية، موضحاً أن اللاجئين الموجودين في اليونان يعانون في هذا البلد أوضاعاً معيشية متردية نتيجة قلة المراكز اللازمة لإيوائهم، والزج بأعداد كبيرة منهم بالسجون لحين البت بطلبات لجوئهم.
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words