اليعقوبي يتهم "المتنفذين" بعد عام 2003 بإشاعة "الفساد والاستئثار بالسلطة ومحاولة تدمير" العراق
عد المرجع الديني محمد اليعقوبي، اليوم الخميس، أن السلطة "لا قيمة لها وكانت وبالاً على صاحبها"، إذا خلت من "إحقاق الحق وتحرير الإنسان وبسط العدل بين الناس"، وفي حين اتهم "المتنفذين" في العراق بعد عام 2003 بإشاعة "الفساد والاستئثار بالسلطة وإثارة صراع دموي واحتراب طائفي"، أكد أن وجود العلماء العاملين والشعائر الدينية كانا سبباً بعدم "انهيار بنية المجتمع العراقي ومحو هويته".
وقال المرجع اليعقوبي، في بيان تسلمت (المدى برس) نسخة منه، إن "الذي يتدبر في سيرة أهل البيت وكيفية تعاطيهم مع السلطة والأحداث السياسية عموماً، يجد أنهم ينظرون إلى السلطة على أنها وسيلة وليست غاية كما يفهمها المتصارعون على الدنيا، ووسيلة لإحقاق الحق وإزهاق الباطل وتحرير الإنسان وبسط العدل بين الناس"، مشيراً إلى أن "السلطة إذا خلت من تلك الأغراض فلا قيمة لها، وهي وبال على صاحبها".
وأضاف المرجع الديني الشيعي، في حديثه مع جمع من القيادات الشابة لحركة (انصار الله في اليمن) بقيادة عبد الملك الحوثي، في مجالات الإعلام والثقافة والتبليغ الديني والعمل الإنساني، وفقاً للبيان، لقد "عُرِضت السلطة على الأئمة مرات عديدة جاهزة على طبق من ذهب خصوصا عند أسقاط الدولة الأموية في زمان الإمام الصادق، لكن الإمام كان يرد هذه العروض لأنها لم تكن صادقة في تحقيق هذه الأهداف النبيلة".
وأوضح المرجع اليعقوبي، أنه في "ضوء هذه الحقيقة لا بد أن نقيّم كل الثورات والتغييرات الاجتماعية التي حصلت في الدول العربية والإسلامية فنجاحها يكون بمقدار نجاحها في بناء الإسلام الصالح والمجتمع الصالح والدولة العادلة"، عاداً أن "مواجهة الطواغيت والمستكبرين يجب أن تتحرى تلك الأهداف ابتداءً واستدامةً أي من حين انطلاق العمل وحتى ما بعد تحقيق النصر وتسلـُّم مقاليد الامور ومنع حصول أي انحراف في الهدف وفي الوسيلة".
ورأى المرجع الشيعي، أن " أسوأ ما ينتجه حكم الطواغيت والمتجبرين هو تحطيم الإنسان وسحق كرامته وتدمير القيم الصالحة في المجتمع"، مبيناً أن "التغيير في السلطة لا بد أن يستهدف إعادة كرامة الإنسان وبناء المجتمع الصالح والحكم العادل، ليشعر الناس بالتغيير فعلاً وأن الظلم قد زال وحلّ العدلُ محلّه أما مجرد تغيير الظالم والاتيان بآخر فلا قيمة له كما حصل عند مجيء العباسيين بدل الامويين".
وتابع اليعقوبي، "إننا نتحدث بمرارة عن تجربة التغيير في العراق عام 2003 إذ لم تحقق تلك الأهداف المطلوبة ولم يعمل المتنفذون في السلطة على بناء الإنسان والمجتمع الصالحين بل بالعكس أشاعوا في المجتمع فساداً مستشرياً واستئثاراً وأنانيةً وصراعاً دموياً واحتراباً طائفياً وقومياً ومزقوا نسيج المجتمع وفرّقوا أبناءه ودمروا حضارته"، لافتاً إلى أنه "لولا لطف الله تبارك وتعالى وبركات وجود العلماء العاملين والشعائر الدينية المباركة وبقية من الأخلاق والضوابط الاجتماعية لانهارت بنية المجتمع تماماً ومحيت هويته".
وأكد المرجع الديني، أن من "أهم وسائل بناء الإنسان الصالح نشر المعارف القرآنية والعودة إلى كتاب الله تعالى لأن القرآن متفق عليه ولا يمكن ردّه فهو الأساس والمنطلق وهو سيؤدي تلقائياً الى ضرورة اتباع أهل البيت وبذلك نمنع من التشويش والصخب الذي يحاول به الخصوم التعتيم على نشر تعاليم أهل البيت"، مستطرداً أن "تحقق هذا العمل من خلال المحاضرات والندوات والكتب والنشرات والمدارس القرآنية لقطع الطريق على من يريد تأويل القرآن على غير وجهه وخداع الناس بقراءته المنحرفة حتى استطاعوا تجنيد الكثيرين لممارسة الجريمة بأبشع صورها".
يذكر أن حركة (أنصار الله)، هي حركة سياسية دينية مسلحة تتخذ من صعدة في اليمن مركزا رئيساً لها، عرفت باسم "الحوثيين" نسبة إلى مؤسسها حسين الحوثي، الذي قتل على يد القوات اليمنية سنة 2004، ويعد الأب الروحي للجماعة، وقد تأسست الحركة سنة 1992 نتيجة ما يشعرون أنه "تهميش وتمييز" ضدهم من الحكومة اليمنية، وتنتمي قيادة وأعضاء الحركة إلى المذهب الزيدي من الإسلام.
المدى برس/ |