استخدم تنظيم داعش الإرهابي، كلاما لابن تيمية لتبرير طريقة "حرق" الطيار الأردني، معاذ الكساسبة حيا.
وتضمن شريط الفيديو العبارة الآتية المنقولة عن "شيخ الإسلام"... "فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان، أو زجر لهم عن العدوان، فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع".
وابن تيمية، هو أحد أبرز المراجع الفكرية للحركات الوهابية منذ قرون، وقدّم السند الشرعي لعملية إحراق الطيار كما تعتقد داعش.
واشار موقع "سي ان ان بالعربي" ان التنظيم عرض خلال فيديو إحراق الكساسبة لموقف ابن تيمية من خلال رسالة ظهرت على الشاشة جاء فيها: "فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع" الأمر الذي دفع مراقبين مثل الصحفي السعودي المعروف، جمال الخاشقجي، إلى الإشارة لـ"اجتزاء" الفتوى.
ويقول الكاتب العراقي على مارد في هذا الصدد في حديث لـ"المسلة"،ان "هذه الجريمة البشعة في حرق الطيار، وجرائم ذبح الجنود العراقيين،يجب ان تكون مدعاة لحرق مؤلفات بن تيمية من قبل المسلمين السنة".
واعتبر مارد ان "الطيار الاردني ما نال هذه القتلة الوحشية الشنيعة، الا بسبب فتوى الناصبي، مكفر الشيعة، بن تيميه"، على حد تعبير مارد.
والشيخ بن تيميه او "شيخ الإسلام"، كما يحلو للبعض ان يلقبوه، هو واحد من اشد غلاة السنه تعصبا واكثرهم تطرفا وتكفيرا، ويعتبر بجداره الاب الروحي للارهابيين.
وتشير كتب أتباع الوهابية ان ابن تيمية يقول "يمثلُ بالكفارِ إذا مثلوا بالمسلمين معاملةً بالمثل"، وينتقل عنه زقيل قوله في فتاويه: "فَأَمَّا التَّمْثِيلُ فِي الْقَتْلِ فَلَا يَجُوزُ إلَّا عَلَى وَجْهِ الْقِصَاص" كما قال: "وَيُكْرَهُ نَقْلُ رَأْسٍ، وَرَمْيُهُ بِمَنْجَنِيقٍ بِلَا مَصْلَحَةٍ.. الْمُثْلَةُ حَقٌّ لَهُمْ، فَلَهُمْ فِعْلُهَا لِلِاسْتِيفَاءِ وَأَخْذِ الثَّأْرِ، وَلَهُمْ تَرْكُهَا وَالصَّبْرُ أَفْضَلُ، وَهَذَا حَيْثُ لَا يَكُونُ فِي التَّمْثِيلِ بِهِمْ زِيَادَةٌ فِي الْجِهَادِ، وَلَا يَكُونُ نَكَالًا لَهُمْ عَنْ نَظِيرِهَا، فَأَمَّا إذَا كَانَ فِي التَّمْثِيلِ الشَّائِعِ دُعَاءٌ لَهُمْ إلَى الْإِيمَانِ، أَوْ زَجْرٌ لَهُمْ عَنْ الْعُدْوَانِ، فَإِنَّهُ هُنَا مِنْ إقَامَةِ الْحُدُودِ وَالْجِهَادِ الْمَشْرُوعِ، وَلَمْ تَكُنْ الْقِصَّةُ فِي أُحُدٍ كَذَلِكَ، فَلِهَذَا كَانَ الصَّبْرُ أَفْضَلَ."
وأشار مغردين على "تويتر" إلى أبحاث دينية صادرة من جامعات حكومية في السعودية، مثل البحث الذي يحمل عنوان "التحريق بالنار" والموجود على موقع إحدى الجامعات السعودية وجاء فيه أن رجال الدين اختلفوا في التحريق في فعل ذلك وفي هوية من يتعرض للإحراق، سواء من الأعداء أو المجرمين، ويورد البحث أيضا مناقشة "ابن حجر" لمعنى حديث النبي بأن التحريق لا يكون إلا من الله بالقول: "قال المهلب : ليس هذا النهي على التحريم بل على سبيل التواضع".
وأما الازهر فقد كان له موقف حازم، وفي هذا الإطار استنكر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بشدَّة عملية الإحراق، واصفا إياها بـ"العمل الإرهابي الخسيس الذي أقدم عليه تنظيم داعش الإرهابي الشيطاني". وأعرب عن استيائه الشديد من الإقدام على هذا العمل الذي قال إنه "يستوجب العقوبة التي أوردها القرآن الكريم لهؤلاء البغاة المفسدون في الأرض الذين يحاربون الله ورسوله أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف" مذكرا بحديث النبي محمد الذي ينهى عن التمثيل بالأعداء.
المسلّة