نفت السفارة الأميركية في بغداد، اليوم الأربعاء، خروج أجزاء من الأرشيف اليهودي العراقي من الولايات المتحدة، وأكدت أنه مازال في عهدة إدارة المحفوظات الوطنية، وفيما أشارت إلى أن واشنطن ملتزمة ببنود اتفاقيتها مع الحكومة العراقية، لفتت إلى أن بلادها تسعى لمواصلة التعاون لإقامة معارض للارشيف اليهودي في مدن أخرى.
وقال المتحدث باسم السفارة جيفيري لوري في بيان اطلعت (المدى برس)، على نسخة منه، إن "الأرشيف اليهودي العراقي ما زال في عهدة إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية الأميركية، بينما يتم الانتهاء من وضع خطط لمعارض مستقبلية في الولايات المتحدة"، مؤكداً أن "أياً من مواد الأرشيف لم تخرج الى خارج الولايات المتحدة".
وأضاف لوري، أن "الولايات المتحدة ملتزمة ببنود اتفاقيتها مع الحكومة العراقية"، لافتاً الى أن "عرض مواد الأرشيف في معرض واشنطن خلال العام 2013 وفي نيويورك عام 2014 أدى الى زيادة التفاهم بين العراق والولايات المتحدة وطوّر المعرفة بالتراث المتنوع للعراق".
وأكد لوري "نحن نتطلع إلى مواصلة تعاوننا مع الحكومة العراقية في هذا الشأن ليتسنى إقامة معارض للأرشيف في مدن أخرى في الولايات المتحدة".
وكانت عضوة لجنة الثقافة في مجلس النواب العراقي، ميسون الدملوجي، طالبت، يوم الأحد،(25 كانون الثاني 2015)، وزارة الخارجية والسفارة العراقية في الولايات المتحدة الأميركية والبرلمان، بالاحتجاج على تسريب مخطوطة للتوراة التي تشكل جزءاً من الأرشيف اليهودي العراقي إلى اسرائيل، مؤكدة أن العراقيين يرفضون التعامل مع أملاكهم وآثارهم "بصمت".
فيما ردت وزارة السياحة، بالاحتجاج على "الاستحواذ غير القانوني" لمخطوطة التوراة العراقية من قبل إسرائيل، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات العالمية، بمساعدة العراق على استعادة تلك المخطوطة، وذلك في بيان لها أمس الأحد.
وكشفت مصادر رفيعة المستوى، يوم الاثنين،(26 كانون الثاني 2015)، عن مطالبة وزارة الخارجية مركز (نارا) الأميركي الذي يتولى صيانة الأرشيف اليهودي العراقي، بتحديد عائدية مخطوطة التوراة التي أعلنت عنها اسرائيل، وما إذا كانت جزءاً من ذلك الأرشيف تمهيداً لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وفي حين حمّل مسؤول آثاري الأميركيين مسؤولية فقدان الكثير من المخطوطات العراقية بما فيها ذلك الأرشيف، انتقد باحث "ضعف" الدوائر الثقافية العراقية، وعدم لجوئها إلى مؤسسات قانونية عالمية لاسترجاع تلك المخطوطات ووضعها في المتاحف الوطنية.
ونقلت (المدى برس) عن وكالة الاسوشييتد برس (AP) الأميركية الإخبارية، اول امس السبت،(2 كانون الثاني 2015)، بأن وزارة الخارجية الاسرائيلية، احتفلت بحصولها على مخطوطة نادرة للتوراة عمرها 200 عام، كانت من ضمن مقتنيات الأرشيف اليهودي في العراق، حيث قطعت تلك التوراة رحلة "غامضة" من بغداد، بعد الغزو الأميركي للعراق سنة 2003، لتحل أخيراً في أروقة الخارجية الاسرائيلية في القدس، حيث استقبلت الخميس الماضي،(الـ22 من كانون الثاني 2015 الحالي)، بمراسيم دينية تخللتها "الأهازيج والتراتيل وتوزيع الحلوى".
ونقلت الوكالة، أن وزير الخارجية الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان، عدّ أن رحلة المخطوطة، التي عثر عليها في مخزن المخابرات العراقية، إلى المعبد اليهودي في الوزارة "تمثل مصير اليهود"، في حين أقر مختصون اسرائيليون بأن تلك المخطوطة من بقايا الجالية اليهودية التي عاشت في العراق منذ القدم، وبيّنوا أن طريق وصولها إلى اسرائيل "يبقى غامضاً"، في ظل تقديم المسؤولين نظريات وإفادات مختلفة بشأنها.
وكان المدير العام السابق لدار المخطوطات العراقية، أسامة ناصر النقشبندي، كشف في (الـ13 من آذار 2013 المنصرم)، عن تمكن جهاز المخابرات الاسرائيلي "الموساد" من السيطرة على أكبر مكتبة يهودية أثرية في العراق، كانت محفوظة في دائرة المخابرات العراقيّة السابقة، مبيناً أن ضباطاً من وكالة المخابرات الأميركية (CIA) هم من سهلوا تهريب تلك الوثائق العراقية.
وكانت دراسة أميركية بعنوان (استهداف المخطوطات في العراق خلال الحرب 1991 - 2003) ذكرت أن ممثل وزارة الدفاع "البنتاغون" المدعو إسماعيل حجارة، وهو أميركي الجنسية، أرسل للإشراف على هيأة الآثار والتراث العراقية، وأنه هو الذي كان وراء نقل المخطوطات إلى أميركا.
يذكر أن صحيفة هآرتس الاسرائيلية، قد بيّنت أن النائب العمالي اليهودي موردخاي بن بورات، وهو أحد المنحدرين من يهود العراق وباحث في مركز إرث يهود بابل الواقع قرب تل ابيب، كشف عن أن مسؤولين حكوميين في العراق أهدوا الكيان الصهيوني بعضاً من المخطوطات الاثرية الثمينة، وانهم تمكنوا من الحصول على تعليق نادر لسفر أيوب نشر سنة 1487 وقسم من كتب الأنبياء المنشورة في البندقية سنة 1617 من مخازن حصينة لأجهزة الأمن العراقية السابقة.