وثائق لـ " داعش" تكشف عن مخطط لشن هجمات على السعودية والأردن ولبنان
عثرت قوات الجيش التي شنت قبل أيام عملية عسكرية على قضاء المقدادية, في محافظة ديالى, على وثائق مهمة لتنظيم داعش، تكشف عن وجود مخطط إقليمي للتنظيم لمهاجمة ثلاث دول هي : السعودية ، ولبنان، والأردن.
وقال قيادي في التحالف الوطني في تصريح صحفي، تابعته ( الإخبارية)، اليوم، إن : الوثائق تضمنت رسائل بين قيادات “داعش” في العراق وسورية تتحدث عن مخطط لمهاجمة لبنان انطلاقاً من بلدة القلمون السورية التي شهدت وصول تعزيزات من التنظيم, والهدف هو السيطرة على مناطق واسعة في شمالي لبنان والتقدم باتجاه مدينة طرابلس, لأن الهدف الستراتيجي هو احتلال هذه المدينة الحيوية أو جعلها منطقة قتال جديدة.
وأضاف ان هذه الرسائل تحدثت عن خلايا سرية لـ'داعش' داخل طرابلس والمناطق الحدودية, وأن العملية قد تبدأ بمهاجمة كل مواقع الجيش اللبناني الموجودة في شمالي لبنان بالتزامن مع تقدم مقاتلي التنظيم انطلاقاً من داخل الأراضي السورية, كما أن الرسائل تحدثت بوضوح عن نقل أسلحة الى بلدات لبنانية كجزء من العملية التي تريد اختراق مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية.
وكشف القيادي المقرب من العبادي، والذي تحفظ على ذكر إسمه, عن أن حكومة رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، أبلغت عبر قنواتها الإستخبارية, نظيرتها اللبنانية، بالمعلومات التي تتحدث عن مخطط لـ'داعش' للسيطرة على مناطق لبنانية أول مرة, كما أن الولايات المتحدة وبعض الدول الإقليمية طلبت من الجيش اللبناني إرسال المزيد من التعزيزات الى منطقة الحدود مع بلدة القلمون السورية لمواجهة احتمال هجوم بري غير تقليدي من التنظيم بعدما حشد على وفق آخر المعلومات 1400 مقاتل, ونقل أسلحة ثقيلة من العراق عبر سورية الى تلك البلدة.
وبحسب معلومات القيادي في التحالف الوطني, فإن الوثائق السرية المتعلقة بمخطط 'داعش', شملت التخطيط لعمليات عسكرية خاطفة ينوي التنظيم تنفيذها داخل الاراضي الأردنية والسعودية في الأونة القريبة المقبلة، وربما التمركز في مناطق حدودية قرب الدولتين.
واستناداً الى رؤيته, فإن بين أهم أهداف 'داعش' للتوسع باتجاه لبنان والإعتداء على الاراضي السعودية والأردنية, هو إشغال التحالف الدولي الذي يركز معظم غاراته في العراق, كما أن التنظيم يريد الحصول على بؤر جغرافية جديدة, لكي يعطي زخماً جديداً لعمليات التجنيد عبر العالم عندما يتعلق الموضوع بحرب شاملة وإقليمية لا تقتصر على دولة واحدة أو دولتين، بل مجموعة من الدول.
ولفت إلى أن التنظيم 'يريد ابتزاز هذه الدول للتوقف عن مساندة الحرب على الإرهاب في إطار منظومة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة'.
وأشار الى أن 'داعش' بات يدرك في حساباته الستراتيجية بأنه سيخسر حربه في العراق في الأشهر المقبلة, وبالتالي يريد البحث عن مناطق قتال جديدة لاستنزاف دول المنطقة واظهار نفسه ككيان عسكري قوي, ما يرفع معنويات مقاتليه الذين بدأوا يخسرون مواقعهم في المدن الشمالية والغربية في العراق.
وتابع وجهة نظره بالقول : أن التنظيم يحتاج الى توسيع القتال والتمدد الجغرافي في لبنان التي تعد الحلقة الأضعف اقليمياً بالنسبة له من الناحيتين العسكرية و السياسية, لأنه يحاول الإيحاء بأنه سيدافع عن السنة اللبنانيين في مواجهة حزب الله الشيعي, كما أوحى للسنة في العراق بأنه يريد الدفاع عنهم 'بوجه حكومة عراقية طائفية مدعومة من ايران'، بحسب تعبيره.
ويرى القيادي في التحالف الوطني, أن خيارات 'داعش' ستكون ممكنة بإتجاه احتلال مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية عندما تحين معركة تحرير مدينة الموصل, وهذا معناه انتقال آلاف المقاتلين من العراق الى سورية ومن ثم الى لبنان, لأن التوسع على الأرض واجتياز حدود الدول هي عقيدة ما يسمى بـ'الخلافة الإسلامية' التي أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي العام الماضي, 'لذلك على المسؤولين اللبنانيين أن يكونوا مستعدين من الآن لكل الاحتمالات و السيناريوهات'، على حد قوله.
وعد التعزيزات العسكرية الأخيرة التي اتخذتها السعودية والأردن على حدودهما مع العراق, خطوة صحيحة وفعّالة, لأن 'داعش' يحضّر لهجمات داخل أراضي البلدين الجارين لقتل جنودهما أو خطف عناصر من حرس الحدود, ليتم مقايضتهم بعناصره الموقوفة في سجون أردنية وسعودية وقد تصل الأمور الى إحتلال مناطق حدودية يستخدمها لاحقاً لنقل المسلحين والأسلحة.
وحذر القيادي في التحالف, من أن 'داعش' شرع منذ أسابيع بإقامة ما يسمى ملاذات آمنة لقواته بمعنى المناطق التي لا تصلها غارات التحالف الدولي على الحدود السورية – اللبنانية، أو على الحدود السورية – الأردنية، أو السورية – التركية, وهو يحشد مسلحيه ويقيم المعسكرات و يستقبل المجندين الجدد في هذه المناطق التي يعدها آمنة من الضربات الجوية 'الضعيفة والمحدودة داخل الاراضي السورية, وهي ميزة يستفيد منها التنظيم, لذلك من الضروري أن يفكر التحالف الدولي في توسيع ضرباته الجوية الاستباقية لتشمل كل مواقع التنظيم التي يمكنها أن تشكل تهديداً اقليمياً في المستقبل القريب على دول أخرى مثل لبنان والأردن والسعودية'.
الاخبارية |