من الذي يعرقل تحرير الموصل؟
في الوقت الذي مضى فيه على سقوط مدينة الموصل، ما يقارب الأربعة شهور، تُتّهم اطراف سياسية عراقية، بانها تسعى الى تأخير تحرير المدينة، من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، الذي اجتاحها في العاشر من حزيران 2014.
واحد أبرز المتهمين في ذلك، فصائل سياسية تمثل المدينة تسعى الى استكمال استحواذها على مراكز النفوذ في المدينة بعد تحريرها، وأطراف كردية
تبذل الجهود الحثيثة لاستكمال سيطرتها على مناطق محاذية الى الموصل وضمها الى مناطق إقليم كردستان.
ومنذ سقوط المدينة، تتوالى المشاريع والتصريحات المتعاقبة لمحافظ نينوى اثيل النجيفي باكمال الاستعدادات لتحرير المدينة.
وبحسب مراقبين فان الامر لم يتجاوز الى الان، الدعاية الإعلامية.
وفي ظل التسابق على استثمار مرحلة احتلال داعش للموصل، روجت الدعاية الكردية مطالبة اهالي قضاء سنجار وناحية ربيعة بالانضمام الى الإقليم، فيما نفى النائب عن محافظة نينوى، عضو اتحاد القوى الوطنية احمد مدلول الجربا، الاثنين ذلك.
وسعى الاكراد الى استغلال حصار تنظيم داعش الإرهابي للمنطقة، عبر تمرير رسالة الى الأهالي بان قوات البيشمركة على استعداد لمساعدتهم شرط انضمامهم الى الإقليم.
وكان الاعلام الكردي روج لاتفاق سري بين شيوخ العشائر و سياسيين أكراد، لضم المناطق التي تسمى بالمتنازع عليها كقضاء سنجار، وناحية ربيعة، التابعة لقضاء تلعفر الى الإقليم.
وكان تنظيم داعش، سيطر مطلع آب الماضي، على قضاء سنجار، ما تسبب بحصول عملية نزوح كبيرة إلى محافظة دهوك، فضلاً عن محاصرة عشرات الآلاف من الايزيديين في جبل سنجار، وممارسة عمليات قتل وخطف جماعي بحقهم من قبل التنظيم.
وبين اجندة كردية لتعطيل تحرير الموصل، استكمالا لمخططهم استثمار الوقت، لفرض سياسية أمر واقع، على المناطق التي انهزمت منها داعش، وبين فصائل سياسية تسعى الى تأمين دور سياسي لها بعد تحرير المدينة، تتعطل اجندة التحرير، عبر السعي ابعاد الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي عن تحرير المدينة.
واعتبر الكاتب نوح سمعان ان "اجندة تحرير المدينة التي يقودها اثيل النجيفي، لم تتجاوز الاستعراض البائس لعشرات الجنود وهم يضعون على أكتافهم الكلاشنيكوف، من دون وجود لآلية عسكرية أو سلاح متوسط".
وتابع القول "نتمنى أن يكون ما يقوله المحافظ صحيحاً لنطمئن، لكن لا نرضى إطلاقاً أن يضحك علينا أو يخدعنا أحد، وحتى الآن لم نجد ما يشير إلى صدق ما يُذكر من وجود لمثل هذه القوة".
وما يعطل تحرير الموصل، بحسب خبير عسكري، في حديث لـ"المسلة" ان الزعماء الاكراد لا يتجاوبون مع أي محاولة لنشر قوات للجيش العراقي والحشد الشعبي في إقليم كردستان، حتى وان كان المبرر لذلك تحرير الموصل.
الى ذلك فان اثيل النجيفي، بدأ يروّج لفصائل مقاومة في الموصل تنفذ أوامره، وتشن عمليات تنظيم داعش داخل المدينة، لكن لا يوجد الدليل على قوله، سوى كونها محاولة لإسكات الأصوات التي تشير الى "تقاعسه" عن تحرير المدينة.
وبحسب مصدر، فان ضباط الجيش والشرطة في المحافظة أبدوا على الدوام، رفضا، للتعاون مع اثيل النجيفي ما اضطره الى رفع نحو 165 اسما
لضباط في الشرطة مطالبا بفضلهم من الخدمة بحجة تواطؤهم مع داعش، قبيل احتلال الموصل، لكن الداخلية العراقية كشفت الامر، وتريثت في فصلهم بعدما اتضحت الأهداف الحقيقية للنجيفي.
و يجمل الكاتب نوح معرقلات تحرير الموصل، بالانقسام الشديد بين المحافظ وكتلته الانتخابية "النهضة"، والتي وصل بها الأمر إلى أن تفصله من عضويتها، وخلافاته مع بقية الكتل السياسية إلا كتلة الحزب الديموقراطي الكردستاني التي اشترك معها في صفقات تجارية ونفطية واسعة، ولا تجد ما يدعوها إلى معارضة المحافظ أو الاستعجال في تكوين القوة الموصلية المسلحة.
ويعمل الاكراد الى تأخير تشكيل أي قوات عراقية من العرب السنة، او من الشيعة بالتنسيق مع الجيش العراقي، لانها سوف تسقط اتفاقات النجيفي مع الاكراد.
ان قوات البيشمركة الكردية تسابق الزمن اليوم، لاستكمال السيطرة على الحقول النفطية في نينوى والمناطق المتنازع عليها بعد استمالة الأقليات واقناعهم بان لا مستقبل لهم في العيش، الا مع الاكراد.
كما ان القوة العسكرية التي ينوي النجيفي توسيعها والسيطرة عليها، ليس الغرض منها تحرير الموصل، بقدر تصفية الحساب، مع المعارضين السياسيين والقبائل التي أبدت معارضة، على استمراره في الاستحواذ على مقدرات المدينة.
المسلّة |