عبر مسؤولان عراقيان سنيان كبيران عن الغضب لقيام مليشيات شيعية بحرق وهدم بيوت السنة شمال العاصمة وطالبا بتحقيق عاجل ووضع آليات وضوابط تمنع تكرار هذه الأعمال التي تسيء للوحدة الوطنية وتقوض الأمن..
وقال نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي زعيم تحالف القوى الوطنية السني انه تلقى الاحد اتصالات متعددة من شيوخ ووجهاء العشائر العربية المتطوعة للقتال ضد تنظيم "داعش" في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) يشكون فيها التجاوزات التي حصلت اليوم في منطقة شيروين على المساجد ودور المواطنين وممتلكاتهم برغم ان أهل المنطقة من المتطوعين للقتال ضد "داعش" واشتركوا في قتاله لكن كل ذلك لم يمنع الأجهزة الأمنية وتشكيلات المتطوعين في اشارة الى الحشد الشعبي الذي يضم مليشيات شيعية مسلحة من الاعتداء عليهم واستهدافهم بشكل غير قانوني ولا يتفق مع مبادئ المواطنة وأخوة السلاح .
وقال مكتب النجيفي في بيان صحافي حصلت "أيلاف" على نصه انه بناء على هذه المعلومات فقد قام نائب الرئيس العراقي بالاتصال برئيس الوزراء حيدر العبادي وابلاغه بهذه بالخروقات التي تحدث مع الطلب بفتح تحقيق عاجل وايقاف استهداف منطقة شيروين ومحاسبة المقصرين وكذلك الاتصال بوزير الدفاع خالد العبيدي وابلاغه بما يحدث من تجاوزات ضد المواطنين والطلب بوقف ذلك ومحاسبة كل من اعتدى على المواطنين خارج القانون وبخاصة إن من تم الاعتداء عليهم هم من المتطوعين للقتال ضد "داعش" .واوضح النجيفي انه اتصل كذلك مع سليم الجبوري رئيس مجلس النواب حيث ابلغه بما يحدث في محافظة ديالى فأكد علمه ايضا بهذه المعلومات فتم الاتفاق على معالجة الأزمة بأسرع وقت ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات .
وشدد أسامة النجيفي على ضرورة فتح تحقيق عاجل وإعلان نتائجه ووضع آليات وضوابط تمنع تكرار هذه الأعمال التي تسيء للوحدة الوطنية وتقوض الأمن وثقة المواطن بمستقبله .. وقال "الجميع متفقون على أن داعش عدو ينبغي استهدافه والقضاء عليه على أن لا يكون القتال ضد هذا التنظيم الإرهابي مسوغا للبعض ممن يخرج عن القانون بارتكاب جرائم".
ومن جانبه عبر سليم الجبوري عن الغضب من قيام من اسماها بعناصر تخضع لاجندات تخريبية من حرق منازل وهدم مساجد في مناطق يتم تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" وهي عناصر طالما اشتكت قوى عراقية من انها تابعة لمليشيات شيعية ضمن تشكيلات الحشد الشعبي للمتطوعين وتقوم بهذه الممارسات ما دعا المرجع السيستاني الى تحريمها .
وقال الجبوري في تصريح صحافي تلقت "ايلاف" نصه انه في الوقت الذي يدعم فيه ويساند جهود القوات الأمنية في تحرير المناطق التي تحتلها عصابات داعش الارهابية فإنه يُكبر بالمؤسسة الأمنية والقوات المساندة لها في أن تقوم بأعمال تقلل من هيبتها وتسيء الى سمعتها وتتنافى مع ابسط المعايير الأخلاقية والانسانية".. موضحا انه قد وردت اليه "العديد من الأنباء التي تحدثت عن ممارسات مرفوضة تضمنت حرقا للمنازل وهدما لبيوت الله في عدة مناطق من ناحية المنصورية بمحافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) وهو ما يؤشر خللا واضحا وخرقا لابد من الوقوف عنده".
واضاف الجبوري انه في الوقت الذي يدين فيه تلك الأعمال التي تنفذها عناصر تخضع لأجندات تخريبية لا تريد الخير لهذا البلد فانه يدعو الى فتح تحقيق عاجل في تلك الأحداث ومحاسبة العناصر المتورطة فيها والمحرضة عليها. كما طالب الحكومة بالعمل الى إعادة إعمار المساجد ومنازل المواطنين التي تضررت بفعل تلك الأحداث وبأسرع وقت تلافيا لتداعيات قد تكون لها آثار سلبية على روابط التعايش الأخوي والعيش المشترك في تلك المناطق.
وكان المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني قد أفتى في الثالث من الشهر الحالي بحرمة عمليات حرق وسلب ونهب منازل تقوم بها هذه المليشيات الطائفية المسلحة معتبرا ان تلك الممتلكات ليست غنائم حرب محذرا من ان التسامح في القضاء على هذه الممارسات يستتبع عواقب غير محمودة وبالغة الخطورة داعيا الحكومة الى الضرب بيد من حديد على اي متجاوز على اموال المواطنين وحقوقهم.
يذكر ان مصادر عراقية عدة اكدت ان قادة مليشيات تشارك بمواجهة تنظيم "داعش" يصرون على ضرورة عدم السماح لسكان المناطق التي ُحررت من التنظيم للعودة إليها ويقررون من يمكنه البقاء ومن يجب أن يرحل ومن يجب تدمير منزله وأي المنازل يمكن أن يبقى. ويشير هذا الوضع إلى مدى التغيير الذي يطرأ على المناطق التي يعيش فيها الشيعة والسنة معا في وسط العراق.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إن أكثر من 130 ألف شخص أغلبهم سنة فروا من وسط العراق عام 2014 مع احتساب الأراضي الزراعية بحزام بغداد ومحافظة ديالى بشمال شرق العراق فقط حيث يقول من فقدوا منازلهم إن الميليشيات لا تفرق بين عناصر داعش والمدنيين حينما تجتاح هذه المناطق.
كتابات
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words