عشائر الأنبار تتحرّك نحو النجف وواشنطن طلباً لإسناد عاجل: 20 ٪ من شباب الأنبار لن يحققوا النصر
يتسلّل شاب من متطوعي العشائر في الأنبار الى مكان قناص آسيوي من "داعش" كان قد شاغل القوات الامنية والعشائر المقاتلة لأيام عبر فتحة صغيرة من احد المباني المهدّمة في منطقة البو غانم، شرقي الرمادي. الشاب في العشرين من عمره ومن سكنة المنطقة ذاتها، استطاع أن يقتل القناص ويحصل على بندقيته التي اكتشف فيما بعد بانها نوع "شتاير" إسرائيلية الصنع ويصل مداها إلى 7 كيلومترات، وسعرها يتجاوز الـ30 ألف دولار.
ويتداول المقاتلون النظاميون والمتطوعون على حد سواء في الأنبار التي سيطر تنظيم "داعش" على بعض بلداتها بداية العام الماضي، احاديث عن دعم اجنبي –خفي- للتنظيم، ويؤكد مسؤول هناك أن القوات الأمنية قالت، مؤخرا، إنها شاهدت منطاداً كالذي تستخدمه القوات الأميركية يهبط على مناطق تواجد المسلحين في بلدة البو ذياب، شمالي الرمادي، وبداخله سلاح وعتاد.
بالمقابل فأن العشائر المقاتلة والقادة العسكريين في الأنبار الذين يتناقص أعداد جنودهم يومياً في سجل الحضور -بحسب مسؤول محلي-، يزداد يأسهم من الحصول على السلاح من الحكومة الاتحادية، والأمر يدفع بعض العشائر الى ان لا تتردد في الحديث عن طلب الدعم من "ايران" او اي دولة اخرى. وتقول مصادر ان العشائر ستعقد مؤتمرا قريبا في الأنبار لتطلب من مرجعية النجف، ارسال الدعم من الحشد الشعبي الذي ينظر له بحساسية في بعض المناطق، بسبب حدوث خروقات لـ"مندسين" داخل الحشد، وبموازاة ذلك يقوم رئيس مجلس الأنبار صباح الكرحوت بجولة في بغداد لاطلاع مسؤولين رفيعي المستوى بينهم رئيسا مجلس الوزراء والنواب، على مطالب المحافظة التي سيعرضها في وقت قريب خلال زيارة يقوم بها لواشنطن.
ويقول زعيم قبلي بارز في الأنبار "يبدو ان الحكومة لا تثق بنا، ولاتملك المال لشراء السلاح، وسنطلب في الايام المقبلة خلال مؤتمر للعشائر المقاتلة، سيعقد في وسط الرمادي، من اية الله العظمى السيد علي السيستاني بالتدخل لإنقاذ الانبار وإرسال الحشد الشعبي الذي يملك السلاح والعتاد والمعدات الثقيلة".
فيما لم يستبعد شيخ العشيرة الذي يقاتل اتباعه في الرمادي والذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح لـ"المدى" ان "تطلب العشائر السلاح من ايران مباشرة بعد ان فقدوا الأمل من تسليح واشنطن". ويؤكد أن المؤتمر يحظى بدعم القادة العسكريين في الأنبار، والذين يشعرون بالإحباط بسبب عدم وصول تعزيزات لقواطعهم المنتشرة منذ اشهر. فيما سيرأس المؤتمر الشيخ محمد سرحان الفهداوي، والشيخ عامر الفهداوي، وهو شيخ عموم البوفهد، والشيخ غسان العيثاوي، وهم من ابرز العشائر المقاتلة في الرمادي، وسينبثق عنه لجنة سياسية ستذهب الى بغداد وربما لمدينة النجف أيضا للتباحث مع السياسيين ورجال الدين الشيعة.
الى ذلك يقول رافع الفهداوي وهو احد شيوخ العشائر في الرمادي بان "العشائر المقاتلة في الانبار ليس لديها حساسية من الحشد الشعبي، وابناء الانبار والجنوب من دم واحد".
ويتوقع الفهداوي في تصريح لـ"المدى" قرب عقد مؤتمر عشائري في الرمادي للمطالبة بدعم المقاتلين في الأنبار. ويقول "نريد السلاح والعتاد والمعدات اللازمة لقتال (داعش) من اي دولة حتى لو كانت ايران".
ويضيف الفهداوي ان"80% من أبناء الأنبار غادروها بسبب احتلال المسلحين لمدنهم واستمرار الحرب، والـ20% المتبقين غير قادرين لوحدهم على القتال، لذا نحتاج الى قوات إسناد، سواء من الجيش او الحشد الشعبي".
وتمتلك الانبار فوجين من المقاتلين –غير المسلحين- تخرجوا للتو من دورة تدريبية في معسكر الحبانية، شرقي الرمادي، ضمن لواء "احمد صداك" الذي يفترض ان يصل عددهم الى 6 الاف عنصر، فضلا عن الف متطوع في عامرية الفلوجة، جنوب الفلوجة، وهم بدون سلاح ايضا، فيما يخرج ضباط اميركان 200 متطوع كل اسبوعين ضمن دورات تدريبية سريعة يقيمها في معسكر البغدادي، غربي الانبار، وتضم عددا غير محدد من المتطوعين.
بالمقابل يقول عضو مجلس الانبار اركان الطرموز ان "القيادات العسكرية في الرمادي تؤكد بانها تخسر يوميا من 6 الى 7 عناصر، وهي بحاجة الى دعم بالسلاح والآليات، وتقول بان وزارة الداخلية، وعلى ما يبدو، تخلت عنا".
ويحصل الجنود المقاتلون في الرمادي على بندقية واحدة و"شاجور" يضم 30 اطلاقة لا تكفيهم لقتال ساعة واحدة، فيما يؤكد الطرموز لـ"المدى" بان "المسلحين يمتلكون حرية التحرك والمناورات، وطيران التحالف لم يعد يشترك فعلياً، فهو يقصف مواقع محددة جدا".
ويستغرب الطرموز والمقاتلون في الأنبار كيف كانت الولايات المتحدة تشن الفي غارة يوميا في اجتياحها للعراق عام 2003، بينما اليوم تتجاهل طلبات القادة العسكريين في قطع الامدادات القادمة من الفلوجة الى شرق الرمادي. حيث تعجز قوات "سوات" والرد السريع منذ 50 يوما عن تطهير منطقة "السجارية" القريبة من نهر الفرات، والتي يتحصن داخلها "قناصون" عبروا بالزوارق الحربية النهر وفخخوا الطرق والمنازل.
ويتحدث المسؤول المحلي عن تعقد المشهد الأمني في الانبار بسبب ضعف الإمدادات الواصلة للمقاتلين، ومشاهدات بعض العناصر المقاتلة لوصول امدادات محمولة للمسلحين في مناطق، شمال الرمادي. بالمقابل يقول ان "90% من المسلحين في الانبار هم ابناء المناطق ذاتها ومن المتورطين مع التنظيم، ومنهم ضباط بعثيون، ولديهم خبرة كبيرة في الخطط العسكرية وحماية المناطق التي يسيطرون عليها بزرع المفخخات". ويشير الطرموز الى "ان العرب والاجانب في التنظيم لا يشكلون سوى 10% فقط ".
في غضون ذلك يقول عذال عبيد وهو عضو اخر في مجلس الانبار بان "وفدا من مجلس المحافظة، وبتنسيق وفره احمد ابو ريشة سيزور واشنطن قريبا لبحث اوضاع الانبار".
ويؤكد عبيد لـ"المدى" ان "الوفد سيطلب من الولايات المتحدة دعم العشائر بالسلاح وتدريب القوات الأمنية واعادة اعمار المحافظة"، معتبرا ان اللقاء المباشر مع المسؤولين الأميركيين سيحقق لواشنطن هدفها الذي تبحث عنه في الحصول على موقف –سني- موحد تجاه "داعش".
المدى
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words