هل كركوك مقبلة على تشكيل كتائب من الحشد الشعبي؟
أثارت زيارة مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض إلى كركوك وتطرقه مع مسؤولي المدينة إلى إمكانية تطويع مقاتلين في الحشد الشعبي، جدلا بين شرائح مختلفة في المدينة النفطية المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان.
وأجرى الفياض زيارة إلى كركوك قبل يوم من ذكرى تأسيس الجيش العراقي، والتقى بمحافظها نجم الدين كريم الذي قال إن هنالك تفاهما "جيدا" بين الحكومة الاتحادية والحكومة المحلية لمعالجة الوضع الأمني.
ويرأس الفياض هيئة الحشد الشعبي، وقام بزيارته إلى كركوك إلى جانب نائبه أبو مهدي المهندس.
وتطرق الفياض وكريم في مؤتمر مشترك على هامش لقاء خاص، إلى إمكانية فتح باب التطوع لمقاتلين من الحشد الشعبي في المدينة.
ويرى المسؤولان بعدما أشادا بجهود البيشمركة والجيش، أن التطوع للحشد الشعبي هدفه مسك الأرض ودعم الحكومة المحلية في مواجهة الإرهاب.
وتثير قوات الحشد الشعبي انقساما بين السكان والمسؤولين من مختلف المكونات ولا يقتصر على فئة معينة.
ولا يعارض بعض المسؤولين الكورد تشكيل حشد وفق شروط أبرزها تنظيمية لانتزاع صفة "الميليشيا" منه بحسب ما يقول محمد كمال عضو مجلس المحافظة.
ويضيف كمال لـ"شفق نيوز" وهو عضو عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني أن "الحشد الشعبي يعني الدعم الشعبي، وهو مطلوب في الظروف الاستثنائية، لكن الأولى أن يكون الحشد ضمن جهاز منظم وليس جهازا ميليشاويا مرتبطاً بجهة واحدة".
ويتابع "لكن إذا انضم (الحشد الشعبي) تحت لواء تنظيم عسكري معين لمؤازرة الجيش في مواجهة الإرهاب لا مشكلة في ذلك.. ويجب ألا يبقى الحشد مسلحا بعدما يتم القضاء على الإرهاب".
ويشير كمال إلى أن "الحشد الشعبي قد يخلق مشكلات في كركوك، والأولى على الحكومة العراقية أن تدعم البيشمركة لأنها كانت منذ اليوم الأول (لسقوط الموصل) تواجه داعش، وبفضلها ظلت كركوك بعيدة تماما عما حدث في الانبار وديالى وصلاح الدين".
وعندما سئل عن إمكانية تحرك البيشمركة إلى عمق كركوك، تحدث كمال قائلا "طالما تكريت والموصل بيد داعش لا أظن أن البيشمركة تتحرك صوب الحويجة والرياض والزاب والعباسي التي يسيطر عليها داعش".
"هذا يحتاج إلى تطهير الموصل وصلاح الدين من الإرهاب اولا، ويمكن للبيشمركة حينها أن تقتحم تلك المناطق" يقول كمال.
وتقع مناطق جنوب غرب كركوك تحت سيطرة "داعش" وتضم قضاء الحويجة والنواحي التابعة له وهي الزاب والعباسي والرياض والرشاد.
ويسيطر "داعش" على بعض القرى التابعة لقضاء داقوق جنوب كركوك. وتفرض قوات البيشمركة الكوردية والشرطة المحلية سيطرتها بشكل كامل على المناطق الأخرى من كركوك.
وينقسم العرب والتركمان أيضا بين مؤيد ورافض حيال مشروع الحشد الشعبي وزيارة الفياض إلى كركوك.
ويقول مسؤولون محليون من العرب والتركمان إنه يتعين أن يحضر ممثلو كركوك في أي اجتماع امني، منتقدين بذلك اللقاء الخاص الذي جمع الفياض بمحافظ كركوك الذي يقود بدوره ملف الأمن في المدينة.
لكن تحسين كهية وهو عضو تركماني لم يجد أي مشكلة في زيارة الفياض ويوضح لـ"شفق نيوز" قائلا "نحن كتركمان نرى أنه من الضروري التنسيق بين الحكومة الاتحادية وحكومة كركوك".
ويضيف "هذا التنسيق مهم بسبب خطر الإرهاب الذي يهدد كركوك. كانت زيارة الفياض موفقة".
وأكد كهية وجود أفراد من الحشد الشعبي في كركوك وقال إن هناك رغبة لدى الشباب في مناطق جنوب كركوك (داقوق وما حولها) للانخراط في صفوف الحشد لمقاتلة إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية.
وتشكل الحشد الشعبي من آلاف المتطوعين ومقاتلين ينتمون إلى أحزاب وتيارات دينية وشعبية وعشائرية لإسناد القوات العراقية في المعارك التي تخوضها ضد داعش، ونجح في وقف زحف الإرهابيين نحو بغداد.
وعلى الرغم من استمرار الضربات الدولية على معاقل الإرهابيين في محيط كركوك، لا يلوح في الأفق أي تحرك لطردهم من أسوار المحافظة المتنوعة عرقيا وقوميا قبل استعادة السيطرة على تكريت والموصل، بحسب محللين.
شفق نيوز |