ألاعلام العراقي يسقط بفخ الايراني ويسمي شط العرب "أروند"
في سقطة غير متوقعة للاعلام العراقي فقد اطلق اليوم على شط العرب ملتقى نهري دجلة والفرات بجنوب محافظة البصرة العراقية الاسم الايراني بالفارسية "أروند" نقلا عن تقارير ايرانية عن توقيع اتفاقات بين البلدين للربط البري والجوي والبحري من دون ان يشير هذا الاعلام الى الى ان النهر المقصود هو شط العرب. فقد نقلت وكالات الانباء المحلية العراقية ومعظم قنوات التلفزيون العراقية عن الاعلام الايراني تقريرا عن توقيع وزير النقل العراقي القيادي بالمجلس الاعلى الاسلامي باقر جبر الزبيدي في طهران الاربعاء مع نظيره الايراني عباس اخوندي علي مذکرة تفاهم لتطوير التعاون في مجالات النقل الجوي والبحري والبري عبر السکك الحديدية اضافة الى التعاون الفني والهندسي في هذه المجالات. وقال الاعلام الايراني ان البلدين "اتفقا علي البدء باتخاذ الاجراءات التنفيذية لرفع الطمي من نهر "اروند" الحدودي بين البلدين نظرا لحاجة عبور السفن الکبيرة من النهر" .. لكن الاعلام العراقي ردد كلمة "اروند" الفارسية لشط العرب وكأنه قد قبل بها ون دون تسمية الشط بأسمه العربي حيث اعتبر مراقبون ذلك محاولة لطمس الاسم العربي للنهر الذي يربط الاراضي العراقية بالايرانية حين يلتقي نهرا دجلة والفرات عبر الاراضي العراقية في جنوب البصرة ليكونا الشط الذي يبلغ طوله حوالي 190 كيلومترا. واتفقت طهران وبغداد في مذکرة التفاهم علي مد خطوط السککك الحديدية بطول 37 کم بين شلامجة - البصره لربط خطوط السکة الحديدية بين البلدين وذلك لرفع حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين ايران والعراق وتمهيد الارضية لعبور المزيد من المسافرين والبضائع بين البلدين. کما نص الاتفاق علي بناء جسر متحرك بطول 700 متر علي نهر "اروند" اي شط العرب لربط خطوط السکك الحديدية الايرانية بخطوط السکك الحديدية العراقية وتسيير القطارات بين البلدين. ويطلق الايرانيون على شط العرب التسمية الفارسية "نهر أروند" وهو نهر ناتج من التقاء نهري دجلة والفرات في مدينة القرنة على بعد 375 كم جنوب بغداد. ويصب نهر شط العرب في الخليج العربي عند طرف مدينة الفاو و التي تعتبر اقصى نقطة في جنوب العراق .. فيما يصل عرض شط العرب في بعض مناطقه إلى 2 كيلو متر أما بالنسبة لضفافه فكلها مزروعة بالنخيل. وظلت منطقة شط العرب أرضا عراقية عربية خالصة منذ الفتح الإسلامي للعراق وحتى القرن الثامن عشر ففي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر أدركت بريطانيا أهمية هذه المنطقة من أجل تأمين طرق مواصلاتها البحرية والمائية فبدأت بالتدخل في شؤونها. ومع اكتشاف النفط أوائل القرن العشرين زادت الأهمية الإستراتيجية لشط العرب وخضعت هذه المنطقة منذ ذلك الوقت لحيل سياسية وقانونية بريطانية كثيرة ورغم خروج القوات البريطانية فإن هذه المنطقة ظلت غير مستقرة حتى الآن. وقد فسخت ايران من جانب واحد معاهدة عام 1937 الخاصة باقتسام مياه شط العرب فبعد انسحاب العراق من حلف بغداد في أعقاب ثورة عام 1958 ضد النظام الملكي واعلان النظام الجمهوري بدلا عنه مارس نظام الشاه في إيران نشاطاً تخريبياً واسعاً ضد الجمهورية العراقية مدعوما من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا. وفي هذا السياق في 19 نيسان ( أبريل) عام 1969 أعلن وكيل وزارة الخارجية الإيرانية أمام مجلس الشيوخ الإيراني فسخ معاهدة الحدود الإيرانية العراقية لعام 1937 ورسمت إيران بتصرف أحادي حدوداً على شط العرب. وتنص هذه المعاهدة على ان الحدود بين إيران والعراق في المنطقة تمتد أساسا على الضفة الإيرانية لشط العرب وأن العراق يسيطر على كامل مجرى النهر الملاحي ماعدا بعض الأماكن المعينة. وأعلن العراق أن فسخ المعاهدة من قبل إيران خرق صارخ للقانون الدولي .. وبعد أسبوع دخلت سفينة تحمل العلم الإيراني المياه العراقية دون ان تدفع الرسوم المقررة وبعد ذلك نشر كلا البلدين قواتهما على امتداد شط العرب. وفي عام 1975 ولأهداف تتعلق برغبة عراقية في إخماد صراع الاكراد المسلح الذي كان يقوده الملا مصطفى البارزاني المدعوم آنذاك من قبل الشاه محمد رضا بهلوي قام العراق بتوقيع اتفاقية الجزائر مع إيران والتي تم بموجبها الاتفاق على ترسيم حدود شط العرب وفقا لما تريده إيران (وفق بروتوكول القسطنطينية 1913). ووافق الرئيس العراقي السابق صدام حسين على الترسيم بناء على نقطة خط القعر كحدود بين الدولتين ونقطة خط القعر هي النقطة التي يكون النهر فيها في أقصى حالات انحداره أثناء المد والجزر. لكن مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 أصبحت هذه الاتفاقية ملغاة وأصبحت منطقة شط العرب واحدة من ميادين القتال. ومنذ انتهاء الحرب عام 1988 وحتى الآن والوضع القانوني لشط العرب على ما هو عليه يحكمه بروتوكول القسطنطينية 1913 ومحاضر جلسات الحدود 1914 وميثاق سعد آباد لعام 1937 .
كتابات
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words