منتسبوا الأجهزة الأمنية يطالبون برفع سؤال القومية والمذهب من استمارات التطوع

تعد الأجهزة الأمنية مثالاً رائعاً للتلاحم الوطني بين أبناء الشعب العراقي لما تحويه من تعددية قومية ودينية ومذهبية بين منتسبيها إلا إن وجود بعض الأسئلة عن القومية والدينية والانتماءات في استمارة التطوع للقوات الأمنية، ومابعد التطوع أياً كان الغرض منها قد تشوه هذه اللوحة الجملية وتسئ لصورة التلاحم الموجود بين أفرادها

وأبدى عدد من منتسبي الأجهزة الأمنية في حديثهم إستيائهم من وجود أسئلة في استمارة التطوع، فضلاً عن الاستفسارات المتكررة من خلال استمارات توزع بين الحين والآخر على منتسبي الوزارات الأمنية جميعها ، يسئل فيه عن إذا كان أحد أقاربه في النظام السابق او في الحكومة الحالية، وتوجهاته الدينية وكتابة بعض الأسطرعن حياته ، مما أثارت استغراب وقلق منتسبي الأجهزة الأمينة

حيث أعتبر المنتسب في وزارة الدفاع برتبة نائب ضابط عماد محمد ( 32سنةٍ) سؤال الراغب بالإنتساب والتطوع الى الأجهزة الأمنية عن قوميته ودينه إساءة للوحة الرائعة التي رسمتها طبيعة تكوين هذه الأجهزة في الوحدة الوطنية بين العراقيين، مؤكداً استيائه من وجودها

وقال محمد: إن أفراد الأجهزة الأمنية ينتمون لكافة الشرائح القومية والدينية للشعب العراقي مكونين من ذلك صورة متكاملة عن التلاحم الوطني بين أبناء هذا البلد لذا فإن اي سؤال عن قومية ودين كل من يرغب للإنتماء اليها سيسئ لهذه اللوحة وربما يتولد عنها نفساً طائفياً

وذكر محمد: الموقف البطولي في تضحية الشهيدين أحمد السبع ونزهان الجبوري بروحهما الطاهرتين من أجل حماية أبناء شعبهما في الزيارة الماضية لأربعينية الإمام الحسين(ع)، موضحاً: إن نزهان الجبوري من أهالي كركوك وضحى بروحة الطاهرة لحماية إهلة العراقيين في محافظة ذي قار دون النظر الى إنتمائاتهم المذهبية

فيما أعرب العريف في وزارة الدفاع حسين صاحب (28عاماً) عن استغرابه لورود هذه البنود في استمارة الانتساب الى وزارته ، فضلاً عن توزيع استمارات بشكل مستمر والأسئلة المتكررة عن القومية والطائفة وإذا كان لديك أقارب في النظام السابق او الحكومة الحالية جميعها أسئلة استفزازية

وقال حسين: سألت يوماً ما أحد ضباط وحدتنا العسكرية عن الغرض من سؤال الراغب في الانتساب الى الأجهزة الأمنية عن أسم قوميته ودينه فرد علي"ربما لمعرفة العناصر الإرهابية المخترقة للأجهزة الأمنية" فتسألت في نفسي "هل للأرهاب دين أو قومية ليعرف منه"،مبيناً: عدم وجود مبرر لمثل هذه الأسئلة

وأوضح حسين : إن زملائه يتعاملون مع بعضهم على أنهم عراقيين ويجمعهم شرف خدمة وحماية تراب العراق الطاهر بغض النظرعن قومية ودين كل واحد منهم، مستبعداً وجود نفس طائفي بين أفراد الأجهزة الأمنية أوفي تعاملهم مع المواطنين

فيما أجابنا نائب عريف في الشرطة الأتحادية التابعة لوزارة الداخلية علي عبد الجبار (34عاماَ)عما أذا كان الانتماء الى قومية أودين محدد يؤثر في مدى قبول الراغب بالتطوع الى الأجهزة الأمنية، معرباً: عن استيائه لوجود مثل هذه البيانات

وقال عبد الجبار: لا أعلم ما الغرض من وجود هذه الأسئلة في استمارة الانتساب الى الأجهزة الأمنية وهل لوجودها تأثير على مدى قبولهم للمنتسب الذي جاء اليهم ليدافع عن بلده وشعبه أياً كان انتمائه القومي والديني والمذهبي، وتابع عبد الجبار: أدليت بهذه المعلومات حتى لا يرفض طلب تطوعي بالرغم من استيائي لوجودها في الاستمارة

فيما طالب المنتسب في وزارة الدفاع برتبة نائب ضابط محمد سوادي شطب الأسئلة الموجودة في استمارة التطوع الى الأجهزة الأمنية حول قومية ودين للراغب بالانتساب اليها

وقال سوادي: إن وجود أسئلة عن قومية ودين الراغب بالتطوع الى القوات الأمنية قد يثير شعور لدى من لم ينجح في الأختبارات السابقة للقبول بالتطوع اليها بإن أسم قوميته أو دينه ومذهبه كان وراء رفض طلب تطوعه مما يولد أحساس بالتهميش والأقصاء عند البعض ولاسيما الأقليات القومية والدينية

وأضاف سوادي: أن منتسبي القوات الأمنية يسهرون من أجل حماية أبناء شعبهم في كل شبر من أرض العراق بدون تفريق بين قومية وأخرى أو مذهب أودين