فساد في زمن التقشف
احدهم وقد التحق بالوظيفة الوزارية حديثا لم يصدق انه تسنم المنصب حتى اخذ يتصرف في الوزارة ومع "الايفادات" بشكل مناف للقوانين والطبيعة والمزاج والذوق!.
يمضي اغلب الوقت مع السكرتيرة الشخصية ويصرف جل الوقت معها وكانها هي الوزارة وهي البرنامج الحكومي وهي التحالف الذي استقدمه لهذه المهمة ولو علم "ربعه" ما يفعله بهم في الخارج ولاسيما في القاهرة هذه الايام لاخذوا منه بالوتين وارجعوه الى حياة الفقر والفاقة التي كان عليها حين كان في قرية نائية من قرى الشمال!.
في الاسبوع الماضي قدم الوزير درسا في البذخ و"التقشف" الذي دعت اليه الدولة العراقية باصراره على ترك كل الذي يقال في بغداد عن سياسة "شد البطون والاحزمة" واعطى ظهره لهذا الكلام ومضى الى غايته في تقديم ما خف وزنه وغلا ثمنه لصديقته في "النضال الوطني والقومي" وهي تمضي اغلب الوقت معه ..وانعل ابو التقشف!.
هو يعرف نفسه جيدا وقد تعمدت عدم ذكر اسمه للابتعاد عن احراجه واحراج الجريدة مع انني واثق كل الثقة ان الوزير "المحترم جدا" اذا رفع قضية على الجريدة بسبب هذا المقال فسيخسر الدعوى وستربحها "الخبر" لاننا نمتلك الوثائق والشهود على ما نقول!.
هل من المعقول ان نشهد بعد 100 يوم على ولادة هذه الحكومة الوطنية التي سميت بحكومة الوحدة الوطنية تصرفات وسلوكا غير منطقي مثل هذا بحيث يضرب وزير عرض الحائط السمعة والمصداقية والوظيفة الوزارية ولايحضر اجتماعا واحدا من الاجتماعات التي كان لا بد من تسجيل حضور فيها وارسال موظف من الدرجة الثالثة او الرابعة للانابة عنه فيما يمضي اغلب الوقت مع سكرتيرته التي جلبها معه من الوزارة؟!.
هذا الكلام لا يجب ان يمر من امام الاخ الرئيس حيدر العبادي بسهولة ابدا وهو يعرف من خلال الاقنية الدبلوماسية التفاصيل "الدقيقة" عن هذا السلوك الهجين كما لا يجب ان يمر هذا التصرف الاهوج واللامبالاة التي كان عليها الوزير من امام منصة تحالفه السياسي الذي استقدمه لهذه المهمة ولاسيما ان وزراء اصدقاء له في تحالفه اظهروا انضباطا نوعيا في الخدمة ولم يتجاوزوا على التقاليد والقوانين الوطنية الموجبة.
اعتقد ان مثل هؤلاء الوزراء "النص ردن" عليهم ان يعودوا من حيث اتوا ويؤتى بوزراء حقيقيين يستاهلون شرف تمثيل حكومة ولدت بصعوبة في ظل اجواء حرب كونية يخوضها العراق في مواجهة العدو الداعشي وتحديات مالية ومجامعية لاقبل له بها.
عمار البغدادي
وكالة خبر
|