ماذا يفعل الاكراد بالقتال ضمن صفوف داعش ؟
مهما حاول السياسيون الكرد ان يقولوا ان تنظيم داعش بانه تنظيم شوفيني وان العرب هم الدواعش وان الكرد مستهدفون لقوميتهم، حتى تنكشف بين فترة واخرى حقائق تؤكد عكس ذلك، فالمعلومات الواردة تفيد ان هناك عددا كبيرا من الكرد التحقوا في صفوف التنظيم وان بعضهم شغل مناصب قيادية فيه.
ولعل ما كشفته وزارة الاوقاف في حكومة اقليم كردستان، عن وجود 500 مواطن من الاقليم ألتحقوا بتنظيم ما يسمى بداعش، خير دليل على وجود الكرد ضمن التنظيم.
وقال المتحدث باسم الوزارة مريوان نقشبندي إن "الاحصاءات داخل الاقليم تشير الى ان 500 كردي انضموا الى داعش، قتل منهم مائة خلال المعارك في سوريا والعراق فيما عاد منهم 58 عنصراً الى الأقليم".
واضاف أن "20 عنصرا كرديا من داعش سلموا انفسهم الى قوات البيشمركة في منطقة الكوير ومخمور نهاية الاسبوع الماضي بكامل اسلحتهم ومعداتهم".
واكد نقشبندي أن "حكومة الاقليم بصدد بذل المزيد من الجهد في ملاحقة الخلايا النائمة داخل كردستان الذي يعد ارضا خصبة للامن والاقتصاد والاستثمار لكثير من بلدان العالم”.
ورأى المتحدث بأسم وزارة الأوقاف في حكومة كردستان سلام كريم أن "وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ليست جهة أمنية لتراقب منتسبيها"، مشيراً إلى أن "استخدام وسائل شرعية غير ناضجة وأحاديث غير صحيحة وإغراءات مادية وجنسية هي وسائل تقوم بها المنظمة لاغراء الشباب".
ويوجد أكثر من ستة آلاف جامع ومؤسسة دينية يعج بها إقليم كردستان، تستوعب قرابة 15 ألف منتسب يتبعون وزارة الأوقاف، تحول البعض إلى داعش.
والتفجير الاخير الذي وقع قرب مبنى محافظة اربيل والذي تبناه داعش بتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري، قال ان المنفذ هو شاب كردي.
ويؤكد سكان من الموصل، ان "هناك من الدواعش في المدينة من يرتدي الزي الكردي ويتحدث اللغة الكردية فيما بينهم مما يؤكد ان الكرد داخل التنظيم باتوا قوة".
وليس في الموصل فحسب بل ان معارك كوباني التي شهدت ضراوة في القتال وتباكى من تباكي على انها حرب ابادة ضد الكرد، تبين لاحقا من من يقود تنظيم داعش في قتاله في كوباني هو ابو خطاب الكردي، الشخص القادم من احدى قرى محافظة السليمانية في العراق حاملا سلاحه ليقود المئات من الكرد من الذين التحقوا بداعش لقتال الكرد في كوباني.
والكثير من المعلومات تفيد ان القتال الذي وقع في كوباني بُني على اساس خلاف وثأر بين المتشددين الاكراد والاحزاب العلمانية الكردية، اضافة الى ان قوات حماية الشعب الكردي (ypg) كانت قد قتلت قبل اشهر شقيق ابو خطاب الكردي الامر دفع الكردي للثأر لشقيقه، اذن فهي ليست حرب قومية بل خلاف عقائدي وثأر بين ابناء القومية الواحدة.
ويقول عدد من سكان الموصل ان "الكرد ضمن تنظيم داعش باتوا قوة مؤثرة داخل التنظيم وان بعضهم شغل مناصب قيادية وله كلام مسموع وهناك عناصر كثيرة تقاتل داخل التنظيم، وهم من يشن الهجمات على القوات الامنية الكردية في نينوى من الاسايش والبشمركة، فضلا عن وجود عملاء لداعش داخل القوات الامنية الكردية يسربون المعلومات كما انهم يعطون ترددات اجهزة الاتصال اللاسلكي لتلكالقوات ليتجسس عليها داعش ولا يوجد افضل من الكرد ضمن داعش لفهم ما يتحدث به ابناء جلدتهم من عناصر البشمركة عبر اجهزة الاتصال".
يذكر أن القوات الامنية العراقية تخوض معارك طاحنة منذ اكثر من خمسة اشهر ضد عصابات داعش الإرهابية وبعض التنظيمات المتشددة الأخرى وكبدتهم خسائر كبيرة بمعاونة العشائر والحشد الشعبي وتمكنت من تحرير مناطق عدة، خصوصا بعد أن دخلت طائرات أم 35 والسيخوي الخدمة بالجيش العراقي، وسيما بعد ان هددت تلك المجاميع الامن والاقتصاد معا.
الغد برس |