يتابع العراقيون بقلق التطورات الأمنية في محافظة صلاح الدين وخاصة ما يتعلق بوقوع هجمات عنيفة منذ ثلاثة أيام يقوم بها تنظيم داعش على مناطق قريبة من مدينة سامراء، التي تضم مراقد شيعية مهمة .
ووسط تضارب الأنباء عن تطورات المعارك في محيط مدينة سامراء، أفاد مصدر من داخل مدينة سامراء أن الكثير من سكان المدينة بدأوا في النزوح بعد سماع أنباء المعارك في مدينتي المعتصم ودجلة القريبتين وسيطرة تنظيم داعش عليهما، كما زاد من قلق الناس قيام بعض القوات الحكومية والميليشيات بالانسحاب الى داخل المدينة والتمركز في مواقع دفاعية جديدة، حسب المصدر .
وأكد المصدر لـ «القدس العربي» وصول تعزيزات كبيرة من الجيش والحشد الشعبي الى سامراء للدفاع عنها في حالة وصول عناصر داعش اليها، مؤكدا أن شخصيات عسكرية كبيرة وقادة ميليشيات وصلوا الى المدينة للإشراف على تنظيم القوات المدافعة عن المدينة، وأن حالة انذار قصوى وإجراءات أمنية مشددة تجري في مداخل المدينة.
وأضاف المصدر أن « المستشفيات في سامراء استقبلت أعدادا كبيرة من قتلى وجرحى القوات الحكومية والميليشيات ممن سقطوا في المعارك التي أسفرت عن سقوط مدينتي دجلة والمعتصم المحاذيتين لمدينة سامراء من المحور الجنوبي والشرقي».
وأكد المصدر ان تضارب الأنباء حول سير المعارك بين أنباء سيطرة تنظيم داعش على ناحيتي دجلة والمعتصم وبين بيانات رسمية تؤكد استعادتهما، قد أثارت المزيد من المخاوف لدى سكان سامراء، خاصة وأن القوات الحكومية سبق ان أعلنت السيطرة على تلك المدن ولكن التنظيم كرر هجماته عليها. كما أن دعوة السيد مقتدى الصدر أتباعه بالاستعداد للتحرك الى سامراء عزز تلك المخاوف.
وكانت وكالات أنباء محلية نقلت عن مصدر أمني عراقي، تحذيره من أن «تنظيم داعش بات على بعد 5 كلم من مركز مدينة سامراء الذي يضم مرقد الإمامين العسكريين، وهناك حالة استنفار عال في الجيش والحكومة « طالبا من قوات التحالف دعماً جوياً سريعاً للقوات على الأرض لمنع تقدم داعش نحو سامراء .
وأوضح المصدر وهو ضابط في عمليات صلاح الدين طلب عدم الكشف عن اسمه ،أن المعارك التي تواصلت الخميس، لم تسفر عن إيقاف تقدم المسلحين، الذين سيطروا على منطقة دجلة بعد سيطرتهم على ناحية المعتصم، ويواصلون تقدمهم باتجاه سامراء .
وأضاف: «مركز مدينة سامراء ومرقد الإمامين أصبحت جميعها في مرمى قذائف الهاون التي يملكها داعش، ونخشى من قصف مركز المدينة والمراقد في أي لحظة«.
وفي ناحية دجلة جنوب سامراء أعلنت مصادر أمنية أن عناصر تنظيم «داعش» شنت هجوما عنيفا على بلدة دجلة من عدة محاور مستخدماً انتحاريين والمئات من المقاتلين، ما اضطر الجيش والميليشيات التي تسانده إلى الانسحاب تكتيكيا من بعد سقوط خسائر في صفوفه.
وفي تطورات لاحقة صرح مصدر قيادي مخول من قوات الحشد الشعبي الخميس لكتائب الإعلام الحربي للحشد الشعبي بأن وضع مدينة سامراء مستقر ولا يوجد أي أشكال عسكري .
كما نقلت وكالة براثا الشيعية عن المصدر أن قوات الجيش العراقي وبمساندة قوات الحشد الشعبي جاهزه للتصدي لأي قوة غاشمة قد تفكر بالتعرض للمدينة او لمرقد الإمامين العسكريين .
وأكد المصدر ذاته أن ما يجري من عمليات عسكرية في قضاء سامراء هي من جهه الأطراف في ناحية المعتصم ومنطقة مكيشيفة والزلاية وليس نفس مدينة سامراء.
وبدورها، أعلنت وزارة الدفاع العراقية تطهير كامل ناحية المعتصم في مدينة سامراء من عصابات داعش الإرهابية.
وذكر بيان للوزارة ان «قوة تابعة لقيادة عمليات سامراء قامت بتطهير ناحية المعتصم بالكامل من دنس عصابات داعش الإرهابية بالتعاون مع أبناء العشائر والحشد الشعبي «. وأشار البيان الى ان «منطقة المعتصم الآن تحت سيطرة القوات الأمنية بالكامل».
وضمن السياق ذاته قتل قيادي في الحشد الشعبي بانفجار منزل ملغوم في شمال سامراء بمحافظة صلاح الدين بحسب مصدر امني . وقال مسؤول أمني إن «القيادي في الحشد الشعبي وممثل أمين عام منظمة بدر هادي العامري المدعو ابو رقية قتل بانفجار منزل مفخخ بأطراف ناحية دجلة شمال سامراء».
وهاجم تنظيم «داعش الأربعاء الناحية وسيطر على أجزاء منها، بينما تمكن الجيش من الحفاظ على الخط السريع الرابط بين سامراء وتكريت «.
وتعتبر مدينة سامراء في صلاح الدين من المواقع الشيعية المهمة، وتشهد المناطق القريبة منها معارك بين القوات الحكومية المدعومة من الميليشيات وبين تنظيمات مسلحة معارضة بينها تنظيم داعش، منذ أشهر دون حسم واضح، وخاصة في مدن تكريت وبيجي والمعتصم القريبة من سامراء.
القدسالعربي
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words