تحضيرات لتحرير الموصل: اجتماعات كردية عراقية وأسلحة للبشمركة

قال مصدر كردي في قوات "البشمركة" أن موضوع تحرير الموصل يأتي على رأس أولويات العمل المشترك في الفترة الحالية بين كردستان وبغداد. وعقدت لجنة التنسيق العسكرية العليا المشتركة بين إقليم كردستان والحكومة العراقية والجيش الأميركي أول اجتماع لها في مدينة أربيل، وهي التي تشكّلت عقب زيارة لوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إلى كردستان الشهر الماضي. 
  ويشير المصدر الكردي إلى إن وجود قادة التدريب والاستخبارات في قوات البشمركة من الجانب الكردي، ومسؤولي الجيش العراقي ومستشارين أميركيين، يؤكد أهمية موضوع مدينة الموصل بالنسبة لجميع الأطراف، موضحاً أن الخطة الخاصة باقتحام أسوار الموصل ستكون مرنة وقابلة للتغيير خلال ساعات المعارك الأولى في حال استجد أي طارئ او متغير وفقا لرؤية القوات الأميركية. وكانت الحكومة العراقية قد وافقت الشهر الحالي وللمرة الأولى منذ العام 2003، على صرف مخصصات مالية لقوات البشمركة، إذ قرر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي صرف مبلغ يقارب المليار دولار أميركي للبشمركة ضمن ميزانية الدفاع العراقية بهدف تجهيزها أسوة بالجيش العراقي، وذلك في إطار الاتفاق الاخير الموقّع بين بغداد وكردستان حول النفط والميزانية. إلا ان مصدراً كردياً أشار إلى أن العبادي ربط بذلك البشمركة بالجهد الذي يُعد لمعركة تحرير الموصل. وفي وقت سابق، أعلن مسؤولون أكراد أنهم لا يريدون إرسال قواتهم للقتال خارج إقليم كردستان، إلا أن ضغوطاً أميركية قد تكون دفعتهم إلى تغيير موقفهم. 
وسبق أن وضع مسؤولون أميركيون وعراقيون مواعيد تقريبية لموعد طرد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من مدن نينوى، وخصوصاً مركزها مدينة الموصل، وتوقّعوا ألا يتجاوز الموعد ربيع العام 2015. إلا أن ضعف القوات العراقية ممثلة بالجيش والشرطة يُعقّد الأمور وربما يؤجل الموعد، وهو ما يدفع بغداد إلى تقديم المزيد من الاغراءات لكردستان للمشاركة بتلك الحرب، فالأكراد بإمكانهم أن يدفعوا بأكثر من 10 آلاف من عناصرهم المدّربة للهجوم في الموصل من شمالها وشرقها على أن يهاجم الجيش من الجنوب. ومن دون المشاركة البرية للبشمركة الكردية، سيتعيّن على الولايات المتحدة تعويض ذلك بتكثيف عمليات القصف الجوي، إلا أن ذلك غير مضمون النتائج لا سيما أن المسلحين بدأوا بالتكيّف مع الهجمات الجوية وعلى دراية بخطط التمويه والتحرك لمنع رصدهم من قبل الطائرات. 
وفي هذا السياق، كشف الأمين العام لوزارة البشمركة في حكومة إقليم كردستان الفريق جبار ياور، عن بدء وصول الأسلحة والاعتدة إلى الاقليم استعداداً لمعركة تحرير الموصل.  
وقال ياور في تصريح لموقع وزارة البشمركة، إن "شحنة كبيرة من الأسلحة والاعتدة وصلت إلى مطار أربيل الدولي مساء الأحد 7 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وستذهب إلى عناصر الشرطة الذين يتم إعدادهم للمشاركة بمعركة تحرير مدينة الموصل".
ولم يكشف عن طبيعة وأنواع تلك الأسلحة ومصدرها، لكنه أكد أن خمسة آلاف من عناصر الشرطة يجري تأهيلهم في منطقة بعشيقة شمال مدينة الموصل، سيتلقون الأسلحة الجديدة وسيتم استعمالها في تحرير مدينة الموصل.
وكان عدد من مسؤولي نينوى الإداريين والعسكريين ممن لجأوا إلى إقليم كردستان عقب سقوط الموصل بيد مسلحي "داعش" في 9 يونيو/حزيران الماضي، قد بدأوا عملية تسجيل متطوعين وعناصر الأجهزة الامنية والجيش ممن غادروا الموصل بهدف إعادة تأهيلهم ودمجهم في القوات التي ستقوم بمهاجمة المدينة لتحريرها خلال الفترة المقبلة.
وإضافة الى إقناع البشمركة بالمشاركة في معركة تحرير الموصل، يسعى الأميركيون ولكي يعوّضوا ضعف الجيش العراقي وعدم جاهزيته، لتسليح العشائر في نينوى، ولكن هذا الأمر يصطدم بعراقيل عديدة تقف وراءها جهات متنفذة في العملية السياسية العراقية لأنها لا تريد تعزيز قوة العشائر.
وكان وفد من عشائر نينوى والأنبار بينهم محافظ نينوى أثيل النجيفي، قد زار واشنطن أخيراً للتنسيق حول مسألة تسليح العشائر في المحافظتين استعداداً لطرد مسلحي "داعش".
وتُبدي أوساط عراقية تخوفاً من قضية تسليح العشائر لأن ذلك برأيها سيؤدي إلى تعزيز قوة هذه العشائر، ما سيجعل الحكومة غير قادرة على تطويعها مثلما كان يفعل رئيس الحكومة السابق نوري المالكي.

كتابات