اعتبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن "العراق في حال استقراره وإجرائه دورة انتخابية كل خمس سنوات، يمكن أن يصبح بين أكثر البلدان نمواً في العالم"، مضيفاً "يكفي أن تثق الأحزاب والأطراف السياسية والمناطق ببعضها، وتشكل بنية سياسية تستوعب الجميع".
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الختامية لقمة الاقتصاد والطاقة، التي ينظمها المجلس الأطلسي (مؤسسة بحثية أمريكية)، بمدينة إسطنبول وبحضور نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن. وقال داود أوغلو "إن أعظم محاسن الديمقراطية، هي القدرة على التقاء أي مواطن وأي طرف سياسي على هدف مشترك، واستيعابهم لبعضهم البعض، كما أن هناك خلافات تراكمت في العراق جراء تهميش النظام السياسي لأطراف معروفة في السنوات الأخيرة، إضافة لتوتر العلاقات بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، وعدم دفع رواتب موظفي إلاقليم".
وأوضح داود أوغلو أن رغبة تركيا الشديدة، هي التوصل إلى اتفاق للطاقة بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان، مبيناً أن الوسيلة الأساسية لإبقاء العراق موحداً هي الحفاظ على الوحدة الوطنية فيه، مضيفاً "ويرتبط ذلك بتقاسم السلطة والموارد، ولا يمكن لأي دولة أن تكون سعيدة أكثر من تركيا في حال التوصل إلى اتفاق كهذا".
واعتبر داود أوغلو أن نقل الطاقة العراقية إلى أوروبا عن طريق تركيا، واستخدامها من الجانب التركي، يعد مصلحة للحكومة المركزية، وإقليم كردستان.
وتطرق داود أوغلو إلى المسألة العراقية، قائلاً: "إن تركيا تواصل الحوار مع الأطراف بشكل لا يتناقض مع الدستور العراقي، كما ستبذل قصارى جهدها بخصوص توريد موارد الطاقة العراقية إلى الأسواق الدولية".
ودعا داود أوغلو جميع الأطراف في العراق للتعاون من أجل إخراج العراق من دائرة الأزمات، وتحويله إلى بلد ناهضٍ اقتصاديّاً، قائلاً: "ابذلوا جهودكم في الداخل ونحن سنقدّم لكم كل العون والدعم في الخارج، لكي لا يقترن اسم العراق بالإرهاب، ولتصبح المدن العراقية قبلة للثراء والرفاه، إن الدور الأكبر في هذه المرحلة منوط بالقيادات السياسية، لقد شعرت بالسعادة وكونت انطباعات إيجابية في بغداد وأربيل، فقد رأيت الأجواء هناك إيجابية، وتشاركت بتلك الانطباعات مع بايدن، وهو بدوره على علم بتلك الأمور والتطورات، لأنه يعرف جميع الزعماء العراقيين واحداً واحداً، ويحفظ حتى أسماء أحفادهم".