الأنبار تشكّل 'صحوات' جديدة لمحاربة الدولة الاسلامية
قاعدة الحبانية العسكرية ـ التحق ألوف من أبناء العشائر في معقل السُنة بمحافظة الأنبار العراقية بمراكز تدريب في قواعد للجيش غربي العاصمة بغداد في أعقاب مصادقة الحكومة في الآونة الأخيرة على تسليح العشائر السُنية لكي تساعد في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية.
يأتي ذلك بينما تقول مصادر سنية في الانبار إن الولايات المتحدة والحكومة المركزية في بغداد ربما تكون قررت استنساخ تجربة مجالس الصحوات التي نجحت بين سنتي 2006 و2007 في مساعدة الحكومة المركزية في بغداد والجيش الأميركي على القضاء على تنظيم القاعدة وقتل زعيمه آنذاك ابو مصعب الزرقاوي.
وتدرب نحو 1500 متطوع من عشيرتي البوفهد والبومحل في قاعدة الحبانية العسكرية التي تقع على بعد نحو 8 كيلومترا غربي بغداد.
وأتم ما يزيد على 2000 آخرين تدريبا عسكريا في قاعدة عين الأسد العسكرية تحت إشراف مدربين أميركيين.
ونشرت الولايات المتحدة فريقا مؤلفا من نحو 50 فردا في قاعدة جوية بمحافظة الأنبار العراقية ليمهدوا الطريق لمهمة استشارية في معقل حملتها على متشددي تنظيم الدولة الاسلامية.
وتقدمت الدولة اسلامية في الأنبار العام الجاري حتى قبل أن تستولي على معظم شمال العراق في يونيو/حزيران.
ويقول مقاتلو العشائر السُنية الذين يعارضون الدولة الاسلامية ان الجيش الأميركي والحكومة العراقية لايمدونهم بالدعم الكافي.
ودفع كثيرون منهم ثمنا باهظا لوقوفهم في وجه المقاتلين المتشددين في الأسابيع الأخيرة.
وقال متطوعون انهم يريدون أن يقاتلوا ويهزموا مقاتلي الدولة الاسلامية وينتقموا للذين لاقوا حتفهم على أيدي هؤلاء المتشددين.
وقال متطوع يدعى أحمد نهاد (16 عاما) "جئت للتطوع هنا في الأكاديمية.. شجعونا أهلنا على حرب داعش وإرجاع المهجرين والاخذ بثار أخي وابن عمي.. نريد تكرار الماضي مثلما حاربناهم في 2007 و2006.. هذا الجيل في 2014 سيكرر الإنجازات الماضية.
ويشير هذا المتطوع إلى تجربة مجالس الصحوات في العراق التي تم تأسيسها في تلك الفترة، والتي قيل إنها ساهمت الى حد كبير في دعم الجيش الأميركي ومساعدته على دحر تنظيم القاعدة والقضاء على زعيمه أبو مصعب الزرقاوي.
وقتل الزرقاوي في غارة أميركية في الـ7 من يونيو/حزيران 2006.
وبعد نجاح الجيش الأميركي في القضاء على التنظيم الإرهابي، تخلت حكومة المالكي عن مقاتلي الصحوات ووعودها لهم بإدماجهم في القوات الأمنية النظامية وأوقفت عنهم مرتباتهم.
واضطر هؤلاء المقاتلون للاختفاء بفعل هذا التجاهل سياسة نكران الجميل التي مارستها ضدهم الحكومة الطائفية في بغداد وأيضا بسبب خوفهم من التعرض لهجمات انتقامية من مقاتلين سنة اعتبروا مقاتليها قد "مارسوا دور قوة عميلة" للأميركيين والحكومة الشيعية اللذين أمعنا في تقتيل السنة على الهوية تحت شعار محاربة الإرهاب.
وقال متطوع يدعى محمد شاكر (23 عاما) "جئت الى هنا لأتطوع وأتدرب وأقيم بين أهلنا وعشائرنا في كل محافظة الأنبار.. لا يريد شرفا كل من لا يأتي للتطوع والوقوف ضد داعش حتى يصير عراقيا أصليا."
ويواجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مهمة شاقة هي تحقيق التهدئة في العراق لاسيما محافظة الأنبار ذات الصحاري الشاسعة.
وتشكل الأنبار معظم حدود العراق مع سوريا حيث يسيطر متشددو الدولة الاسلامية على مساحات شاسعة من الأراضي أيضا.
ويعتبر كسب السُنة أمرا حيويا لأي جهد يهدف الى احتواء العنف في البلاد المتمثل في عمليات خطف يومية وإعدامات وتفجيرات.
وقال الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي زعيم عشيرة البوفهد للمتطوعين في مركز التدريب "واعلموا أن أهل الأنبار كلهم ينظرون اليكم ليوم مشهود تشهده الأنبار ويشهده العراق ويشهده العالم أجمع. هؤلاء رجال الأنبار هؤلاء الأبطال الذين يسحقون الارهاب ويحافظون على وحدة البلد."
وأبدت عشيرة البونمر وهي سُنية أيضا مقاومة عنيفة لتنظيم الدولة الاسلامية على مدى أسابيع لكن ذخيرتها وطعامها ووقودها أوشك على النفاد في النهاية الأسبوع الماضي مع إغلاق المقاتلين المتشددين لقرية زاوية البونمر.
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في الآونة الأخيرة أن إدراته تعتزم إرسال قوة يصل قوامها الى 1500 فرد إضافيين للعراق مضاعفا تقريبا عدد أفراد القوات الأميركية هناك مع توسيع مهمتهم والبدء في تدريب قوات عراقية.
كتابات
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words