مفاجاة من العيار الثقيل.. فان غوخ مات مقتولا ولم ينتحر

فجر خبير أميركي في الأدلة الجنائية مختص بالإصابات الناجمة عن أسلحة نارية مفاجاة من العيار الثقيل حينما اعلن ان الرسام فنسنت فان غوخ، مات مقتولا ولم ينتحر كما تقول الرواية الشائعة ، مثبتًا رأيه بأدلة علمية، توصّل إليها من خلال ملف القضية.

وبحسب النظرية المقبولة عمومًا، فإن الفنان الذي كان يعاني من اضطرابات سلوكية ناجمة عن اصابته بمرض عقلي، أطلق النار على نفسه في حقل قرب باريس عام 1890.

وقد يتعين الآن إعادة النظر بهذه النظرية بعد القنبلة التي فجرها الدكتور فنسنت دي مايو، خبير الأدلة الجنائية المختص بالإصابات الناجمة عن أسلحة نارية. إذ توصل الخبير الأميركي المعروف بعد مراجعة الأدلة إلى أن الفنان ما كان بمقدوره قط أن يطلق النار على نفسه في الصدر.

واستخدم دي مايو أدلة وشهادات من ملف القضية للتوصل إلى هذه النتيجة، قائلا ان آثار الجروح القاتلة على جسم الفنان، لا تشير إلى انها من صنعه هو، كما أفادت مجلة فانتي فير الأميركية.

وكان المؤرخون يعتقدون بأن البقعة الداكنة حول المنطقة التي دخلت منها الرصاصة ناجمة عن قرب المسدس من صدر فان غوخ، وان سبب اللون البني هو حروق من جراء البارود.

ولكن الدكتور دي مايو، اوضح ان الدائرة البنية الداكنة تظهر في كل الجروح التي يحدثها اختراق الرصاصة وان وجودها أو عدمه لا يعني شيئاً سوى الاشارة إلى مكان دخول الرصاصة.

كما شكك الدكتور دي مايو في تمكن فان غوخ من اطلاق النار على نفسه في الجانب الأيسر من صدره بالمسدس الذي يُقال انه استخدمه لقتل نفسه.

وقال دي مايو ان “اطلاق النار على الجانب الايسر باليد اليسرى، عملية بالغة الصعوبة والطريقة الأسهل هي وضع الأصابع على مؤخرة المقبض واستخدام إصبع الابهام للضغط على الزناد”.

واضاف ان” استخدام اليد اليمنى غير معقول، حتى بقدر أكثر لأنه سيتعين وضع الذراع اليمنى على الصدر ومرة اخرى وضع اصابع اليد على مؤخرة المقبض واستخدام الإبهام لاطلاق المسدس″.

وقال الخبير الجنائي الاميركي ان “آثار حروق كانت ستظهر على يد الفنان، لو أطلق النار على نفسه من هذه المسافة القريبة، وليست هناك افادة أو أدلة تشير إلى ان هذا ما حدث وقت النظر في القضية”.

وكتب الدكتور دي مايو في ختام تقريره “أرى ان الأرجح طبياً ان الجرح الذي أُصيب به فان غوخ لم يكن من صنع يده، بكلمات اخرى، انه لم يطلق النار على نفسه”.

وظل الفنان يتعذب 29 ساعة قبل ان يفارق الحياة متأثرًا بإصابته، وتوفي بعد ايام على طلبه مزيداً من الاصباغ في مؤشر إلى انه لم يكن يعتزم الانتحار.

ويُعتقد ان الشرطة حققت في الحادث لفترة قصيرة دون وجود ملفات عما توصّلت اليه.

وسرى همس في قرية اوفير سور واز شمال شرق باريس حيث عاش ومات فان غوغ بأنه قُتل على أيدي شبان.

وفي ثلاثينات القرن الماضي سافر الباحث الاميركي جون ريولد إلى اوفير وسأل قرويين كانوا يعيشون فيها وقت وقوع الحادث عما يعرفونه.

وقال بعضهم ان فان غوغ قُتل بطريق الخطأ على يد مجموعة من الشبان وان الفنان قرر عدم الكشف عن هويتهم بالقول انه حاول الانتحار.

وطرح الباحثان ستيفن نافيه وغريغوري وايت سميث النظرية القائلة إن الرسام قُتل ولم ينتحر على مسؤول في متحف فان غوخ في امستردام الذي قال لهما “ان من طبع فنسنت أن يحمي الشبان ويعتبر الحادث مخرجاً غير متوقع ينهي حياته المعذبة”.

ولكنه اضاف ان “اكبر عقبة تصطدم بها هذه النظرية تتمثل في ان الانتحار محفور في أذهان الأجيال السابقة والحالية واصبح حقيقة بديهية”.

وقال المسؤول “ان انتحار فنسنت هو النهاية الكبرى لشهيد الفن ، بل انه تاج الأشواك على رأسه”.

عراق برس