بغداد تحول لاربيل نصف مليار دولار في خطوة لانهاء خلافاتهما
حولت بغداد الى اربيل نصف مليار دولار بعد يومين من بدئها تسويق نفط كردستان لحسابها في خطوات تتسارع لحل الملفات العالقة بين الطرفين .. فيما اعلن وزير النفط العراقي عن المباشرة بأجراءات أمنية في مصفاة بيجي النفطية الشمالية تمهيدا لاستئناف العمل فيها بعد يوم من تحريرها من سيطرة الدولة الاسلامية. واعلن وزير المالية هوشيار زيباري عن تحويل وزارته الى اربيل مبلغ 583 مليار دينار عراقي (500 مليون دولار) بناء على الاتفاق الموقع مؤخرا بين حكومة اقليم كردستان والحكومة الاتحادية. واشار زيباري خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم الى ان هذه الخطوة تأتي بعد تنفيذ حكومة الاقليم البند المتعلق بها بتسليم 150 الف برميل من النفط يوميا الى الحكومة الاتحادية في عمليات بدأت الاثنين الماضي حيث يتم تصدير هذه الكميات حاليا لحساب بغداد عبر ميناء جيهان التركي. واشار الى ان مباحثات سياسية وفنية بين اربيل وبغداد ستبدأ في وقت لاحق بهدف التوصل إلى حلول عملية وواقعية بشأن مستحقات الإقليم والمركز. وكان وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي قد اعلن الاثنين عن بدء بغداد بتسويق نفط أقليم كردستان يوميا لحسابها وأن أول دفعة منها وتبلغ 150 الف برميل قد وصلت إلى ميناء جيهان التركي لتصديرها ورجح عدم وجود ارتفاع سريع في اسعار النفط خلال الفترة الراهنة على الرغم من وجود محاولات تبذل لضمان استقرار سوق النفط او تحقيق ارتفاع نسبي في أسعاره لافتا إلى أنّ سعر النفط المتوقع احتسابه في بناء الموازنة لعام 2015 سيقدر بـ 80 دولارا للبرميل الواحد. واشار الى ان الاتفاق النفطي الاخير بين بغداد وأربيل سيوفر واردات مليون برميل نفط غابت عن نفقات عام 2014 منوها إلى عدم وجود خلاف بان جميع موارد النفط لابد ان تذهب لخزينة الدولة العراقية. وكانت بغداد وأربيل توصلتا الخمبس الماضي إلى حل لمشاكلهما النفطية بحيث تقوم الحكومة الاتحادية بتحويل مبلغ 500 مليون دولار لحكومة اقليم كردستان على ان تضع الاخيرة 150 الف برميل من النفط الخام يوميا تحت تصرف الحكومة الاتحادية . وبحسب الاتفاق سيقوم رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني "خلال الايام القليلة" المقبلة بزيارة إلى بغداد "لوضع حلول شاملة وعادلة ودستورية لجميع القضايا العالقة". وأشار وزير النفط إلى أنّ الوزارة في طور المراجعة للنفقات الخاصة بالدولة كونها لايمكن ديمومتها منوها إلى أنّ الاموال الموجودة حاليا يمكن لها بناء موازنة تسهم بالتنمية مشددا على الحاجة لتنويع مصادر الاقتصاد العراقي خاصة بعد تراجع العديد من القطاعات الاقتصادية مقابل ارتفاع الاعتماد على قطاع النفط خلال السنوات الماضية. ودعا إلى اللجوء لخطوات جريئة في مجال الاستثمار وجذب رؤوس الاموال للنهوض بالواقع الاقتصادي وامكانية الاستفادة من اموال الاستثمار في الموازنة ، مبينا ان الاتفاق مع اقليم كردستان لايرتبط بمنح كمية من الاموال مقابل كمية من النفط وانما اتفاق مهم لغرض التوصل إلى اتفاق نهائي بين الحكومة والاقليم. اجراءات امنية للمباشرة باستئناف العمل بمصفاة بيجي بعد طرد داعش منها واعلن وزير النفط عادل عبد المهدي اليوم عن المباشرة بأجراءات امنية في مصفاة بيجي النفطية الشمالية تمهيدا لاستئناف عملها بعد يوم من تطهيرها من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" . وقال الوزير في بيان صحافي اليوم ان الملاكات الهندسية والفنية في الوزارة تستعد للمباشرة بإعادة تأهيل المصفى وتشغيله بعد استكمال بعض الاجراءات الامنية . واضاف ان القوات الامنية ومتطوعي الحشد الشعبي استطاعوا بعد كسر الحصار المفروض على مصفى بيجي من دخول منوها الى ان هذه المنشأة الاستراتيجية تمثل شريانا حيويا في مجال انتاج الوقود والطاقة الكهربائية في العراق. واشار الى أن "الملاكات الهندسية والفنية في الوزارة ستباشر بعد استكمال الاجراءات الامنية بإعادة تأهيل المصفى وتشغيله لرفد الصناعة النفطية العراقية لاسيما قطاع التكرير والتصفية بكميات من المشتقات النفطية والزيوت لما يمثله المصفى من اهمية بالغة في هذا المجال". واكد ان "300 مقاتل استطاعوا تحويل هجمات الدواعش الانذال الى رماد منثور على بوابات الموقع". ومن جانبه ثمن رئيس الوزراء حيدر العبادي دور القوات المسلحة والحشد الشعبي لاستعادة بيجي وفتح الطريق من بغداد الى المصفى وقال في بيان "نهنئ عمليات صلاح الدين والقوات المسلحة والحشد الشعبي المتجحفلة معها وجميع ابناء الشعب العراقي على الانتصارات الباهرة التي حققوها في استعادة مدينة بيجي بالكامل وفتح الطريق البري من بغداد الى مصفى بيجي". واضاف العبادي مخاطبا القوات الامنية والمتطوعين قائلا ان "ما سطرتموه من بطولات وملاحم اثبتت للعالم اجمع قدرة العراقيين على الصمود والوقوف بوجه الارهاب وتخليص العراق والمنطقة والعالم اجمع من خطر داعش والجماعات الارهابية واعادة البسمة الى ضحايا الارهاب من عوائل الشهداء والجرحى والنازحين والمفقودين". واكد ان "هذه المسيرة البطولية لن تتوقف حتى تحرير كامل التراب العراقي من دنس الدواعش واشباههم". وتمكنت القوات العراقية امس الثلاثاء تمكنت القوات العراقية من فك حصار تنظيم داعش لمصفاة بيجي شمال مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد) . وكانت قيادة عمليات صلاح الدين اعلنت الجمعة الماضي عن استعادة السيطرة على قضاء بيجي بالكامل من قبضة داعش الذي سبق وان تمكن من السيطرة على القضاء وعلى موقع المصفاة بعد يوم من سقوط مدينة الموصل ثاني اكبر المدن العراقية تحت سيطرة التنظيم في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي. وتبلغ الطاقة التكريرية للمصفاة 300 ألف برميل يوميا وهي تزود معظم محافظات العراق بالمنتجات النفطية وتعد مصدرا رئيسا للكهرباء في بغداد.