يبحث رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في الرياض اليوم مع العاهل السعودي الملك عبد الله تطوير علاقات البلدين وتعاونهما في مواجهة الارهاب .. ويلتقي الجبوري في الرياض اليوم الثلاثاء مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ورئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ عبد الله محمد آل الشيخ الذي استقبله في المطار لدى وصوله الليلة الماضية سبل تطوير العلاقات بين العراق والسعودية في مواجهة الارهاب.
وقال الجبوري الذي يترأس وفدا برلمانيا رفيعا ان العراق لديه الرغبة بتعزيز العلاقة مع المملكة خاصة وان البلدين تربطهما الكثير من الوشائج المشتركة. وشدد على ضرورة التواصل مع جميع الاشقاء العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية من اجل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمته "أيلاف" .. واضاف ان "العراق والسعودية يواجهان تحدياً واحداً متمثلا بالارهاب".. مؤكدًا "ضرورة إيجاد الأواصر والقنوات للتفاهم من خلالها لمواجهة هذه التحديات منوها الى أن هناك علاقة متينة ومشتركة وصلات عميقة بين الشعبين".
واشار الجبوري الى أن الوفد البرلماني العراقي الذي يرافقه يمثل الأطياف السياسية لكل التوجهات الفكرية والاختلافات المناطقية ،وينقل رسالة واحدة مفادها ضرورة توحيد الرؤية والتوجه لبناء علاقة مميزة تربطنا مع إخواننا وأشقائنا في المملكة. واوضح أن هناك ملفات عديدة سيناقشها مع رئيس ومسؤولي مجلس الشورى السعودي منها ما يتعلق بجوانب تشريعية ..مؤكداً الحرص على بناء الركائز الأساسية التي تربطهم مع المملكة منوها بأن هناك بعض القضايا التي تحتاج إلى بحث. وأعرب عن "سروره بلقاء الاشقاء في مجلس الشورى السعودي للتباحث معهم حول توطيد العلاقات وفتح آفاق التواصل وإيجاد أطر مشتركة".
وتأتي زيارة الجبوري الى السعودية بعد يوم من لقائه في النجف الاحد مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله االسيد علي السيستاني الذي بارك تحركات المسؤولين العراقيين الاخيرة نحو دول الجوار وجهودهم في تطوير علاقات العراق معها لما فيه مصلحة جميع الاطراف .
ويقوم الجبوري بزيارته هذه تلبية لدعوة رسمية تلقاها مؤخرا من آل الشيخ قال فيها "انطلاقا من العلاقات التي تربط بلدينا ودعما لاواصر الصداقة والتعاون بين شعبينا وحكومتينا فانه يطيب لي ان اوجه الدعوة الى معاليكم لزيارة المملكة العربية السعودية على راس وفد من البرلمان العراقي.. وانني على ثقة بان هذه الزيارة سوف تكون فرصة طيبة لتبادل الاراء بشان القضايا ذات الاهتمام المشترك ولتعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا".
وقد اشار الجبوري لدى اعلانه قبول الدعوة ان لقاءاته في السعودية ستتناول العمل على اعادة العلاقات بين البلدين الى طبيعتها وفتح السفارة السعودية في العراق والتعاون في المجالات السياسية والامنية لمواجهة الارهاب.
وزيارة الجبوري الى السعودية هذه تتم بعد ايام من زيارة مماثلة قام بها الرئيس العراقي فؤاد معصوم على رأس وفد حكوميرسمي كبير الاسبوع الماضي استغرقت يومين بحث خلالها مع كبار القادة والمسؤولين السعوديين يتقدمهم العاهل السعودي الملك عبد الله تطوير العلاقات الثنائية ووضع اسس لعلاقات سياسية وامنية لمواجهة الارهاب وتكثيف عمليات تبادل المعلومات في هذا المجال اضافة الى التأكيد على ضرورة الاسراع بفتح السفارة السعودية في العراق وهو امر اكده وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. وقال الفيصل في تعليقه على زيارة معصوم أنها "أولى الخطوات لعودة العلاقات الطبيعية وانها ستكون فاتحة خير لتليها لقاءات بين المسؤولين تثمر عن تطوير العلاقات بين البلدين".
يذكر ان العلاقات السعودية العراقية شهدت توترا خلال فترة ترؤس نوري المالكي للحكومة العراقية حيث دأب وقادة ائتلافه دولة القانون كيل الاتهامات الى السعودية بدعم الارهاب في العراق وتسهيل دخول مسلحي التنظيمات الارهابية الى اراضيه وهو الامر الذي نفته الرياض بشدة مؤكدة انخراطها في الجهود الدولية لمكافحة الارهاب .
ولذلك فقد تأخر افتتاح السفارة السعودية في العراق وتعيين سفير مقيم فيها حيث يقوم بمهامه السفير السعودي في الاردن مما اعاق تقدم وتطور العلاقات بين البلدين منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003.