تصفيات تعصف بـ«داعش» في كركوك وديالى

المصدر: 

بغداد- البيان والوكالات

تعصف تصفيات داخلية بتنظيم داعش الإرهابي في ديالى وكركوك بالعراق وخلافات كشفت عن أزمة قيادة في التنظيم في مناطق العمليات، حيث أعدم مسؤوله الشرعي في كركوك بتهمة اختلاس الأموال، كما أبعد عناصره الأكراد من جبهة جبال حمرين للاشتباه في تعاونهم مع البيشمركة وقوات التحالف، في وقت عثر على جثة المسؤول الإعلامي للتنظيم في ديالى.

 وأطلق تنظيم داعش الإرهابي حملة إبادة ضد أبناء عشيرة البونمر في أربع مدن عراقية بمحافظة الأنبار وأعدم دفعة جديدة من معتقلي العشيرة بلغت 85 شخصاً ليرتفع العدد الموثق لضحايا حملة الإبادة إلى 323 عراقياً، في وقت اتهم زعماء عشيرة البونمر عشائر منافسة لهم في الأنباء بالتآمر مع التنظيم الإرهابي وقيادتهم لحملة الإعدامات.

في سياق التصفيات الداخلية التي تعصف بـ«داعش»، أفادت مصادر عراقية بأن التنظيم نفذ حكم الإعدام بحق المسؤول الشرعي للتنظيم بتهمة تورطه في سرقة الأموال التي يجنيها التنظيم في مناطق جنوب غربي كركوك.

وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن تنظيم داعش قام بإعدام الحاكم الشرعي له لقضاء الحويجة المدعو أحمد عاصي وهو من القومية الكردية ويشغل هذا المنصب منذ العاشر من يونيو الماضي عقب سيطرتهم على القضاء ونواحي الزاب والرياض والعباسي والرشاد والملتقى وتم إعدامه وسط القضاء.

وذكرت أن سبب إعدام عاصي وهو أستاذ بكلية الزراعة بجامعة كركوك جاء بعد اكتشاف والي الحويجة الجديد الذي اختير قبل أسبوعين بدلاً من الوالي السابق الذي قتل بقصف للتحالف الدولي لمناطق جنوب غربي كركوك بوجود نقص كبير في الأموال التي يجنيها التنظيم من الجباية.

إبعاد الأكراد

أفاد مصدر محلي في محافظة ديالى، بأن التنظيم قرر إبعاد مقاتليه الأكراد عن جبهة حمرين شمال شرق بعقوبة، مبيناً أن سبب ذلك هو لتعاون بعض هؤلاء مع قوات البيشمركة.

وقال المصدر إن «ما يسمى بوالي منطقة حمرين (50 كيلومتراً شمال شرق بعقوبة)، المكنى أبو زكريا الباكستاني اصدر قراراً يتضمن إبعاد مقاتلي التنظيم من القومية الكردية عن جبهة حمرين بشكل كامل خاصة في ناحيتي السعدية وجلولاء».

اضاف ان «هذا القرار جاء بعد اكتشاف خروقات داخلية تتمثل بتعاون بعض الأكراد مع قوات البيشمركة من خلال اعطاء المعلومات عن أنشطة وتحركات داعش، ما ادى الى توجيه ضربات تكبد خلالها التنظيم خسائر فادحة بالأرواح والمعدات».

وتابع ان «التنظيم بدأ منذ أسابيع عدة بعمليات تصفية ومحاكمات واستبعاد طالت العديد من عناصره للخلاص من هوس الاشتباه والخروقات».

إعلام «داعش»

في غضون ذلك، تم العثور على جثة أهم رجل في إعلام داعش شمال شرقي بعقوبة، فيما أوضح أن المقتول كان يلقب بأنه «العقل المدبر» لإعلام التنظيم. وقال مصدر أمني إن مسؤول إعلام تنظيم داعش لمناطق حوض حمرين في ديالى والمكنى بأبو بالقعقاع، عثر عليه جثة هامدة ملقاة قرب نهر صغير في أطراف ناحية السعدية مبيناً أن الجثة بدت عليها آثار نحر بآلة جارحة وعليها آثار طلقات نارية في منطقة الصدر.

بدوره، أعلن قائد شرطة محافظة ديالى الفريق الركن جميل الشمري عن انتشار حالة من التذمر بين صفوف عناصر التنظيم، مشيراً الى ان التنظيم نحر ثلاثة من عناصره لرفضهم تنفيذ أوامر احد قادته.

وكان مصدر محلي اكد في ديالى في 22 سبتمبر الماضي ان داعش اعدم اربعة من عناصره الأكراد في اطراف ناحية السعدية بتهمة تعاونهم مع قوات البيشمركة.

هجوم الأنبار

من جهة أخرى، اعلن مصدر امني في عمليات الجزيرة والبادية، مباشرة قوات الجيش وأبناء العشائر بهجوم كبير لتحرير مناطق غربي الانبار. وذكر المصدر ان القوات الأمنية فتحت جبهات قتال مع تنظيم داعش الإرهابي في منطقتي كبيسة والزوية التابعتين لقضاء هيت غربي الانبار.

وأوضح ان الهدف من فتح عدة جبهات قتالية هو تحرير عدد من المناطق، بالإضافة الى استنزاف القدرة العسكرية لداعش، مبينا ان طائرات التحالف الدولي تقوم بقصف تجمعات داعش في منطقتي كبيسة والزوية التابعتين لقضاء هيت.

مجزرة «البونمر»

من جهة اخرى، قال زعيم عشائري ومسؤول أمني إن تنظيم «داعش» قتل 85 آخرين من أفراد عشيرة البونمر في العراق في حملة قتل بدأت الأسبوع الماضي رداً على المقاومة لتقدم التنظيم على الأراضي.

وقال أحد زعماء العشيرة، نعيم الكعود، لوكالة «رويترز» إن تنظيم «داعش» قتل 50 نازحاً من أفراد العشيرة. وفي واقعة منفصلة قال مصدر أمني إنه جرى العثور على 35 جثة في مقبرة جماعية. ليرتفع بذلك عدد قتلى العشيرة إلى 223 خلال حملة الإبادة التي تتعرض لها.

ويمارس التنظيم القتل وقتما يشاء في ظل عدم وجود مؤشرات على ان القوات المسلحة العراقية ستنقذ العشيرة قريباً.

وصمد أفراد عشيرة البونمر لأسابيع تحت حصار مقاتلي «داعش» في الأنبار إلى الغرب من بغداد لكن إمدادات الذخيرة والطعام والوقود بدأت تنضب لديهم في الآونة الأخيرة.

وانسحب مئات من المقاتلين كما فر مئات من أفراد العشيرة من قريتهم. وأسر «داعش» الكثير من أفراد العشيرة وقتلهم بالرصاص من مسافة قريبة.

في السياق، أعلن زعيم عشيرة البونمر، معين الكعود، عن قيام التنظيم بتنفيذ حملات واسعة لاعتقال أبناء العشيرة في أربع مدن تابعة لمحافظة الأنبار. وقال الكعود إن مسلحي تنظيم داعش الإرهابي نفذوا حملات واسعة لاعتقال أبناء عشيرة البونمر في مدن عانة وراوة والرطبة والقائم التابعة لمحافظة الأنبار.

وكان النائب غازي فيصل الكعود وهو أحد شيوخ عشيرة البونمر أكد، أن قاتلي أبناء العشيرة لم يأتوا من خارج الحدود بل جميعهم من محافظة الأنبار، مشيرا إلى أن العشيرة تعرفهم بالأسماء.

وجهاء العشيرة

إلى ذلك، كشف أحد وجهاء عشيرة البونمر، عن استيلاء مسلحي التنظيم على كمية كبيرة من السلاح والعتاد عثروا عليها في منزل شخص يدعى يوسف النجرس. وأوضح ، أن السلاح كان بالأساس جزءاً من دعم قدمه قائد الفرقة السابعة للجيش العراقي للعشائر التي تقاتل داعش.

وأكد ان «قائد الفرقة قدم لعشيرة البونمر دعماً كبيراً ووفر لها السلاح والعتاد بما يغطي حاجة المحافظة، وليس هيت وحدها، لكن في الحقيقة لم نكن نعلم أين ذهب كل هذا السلاح». وعلق الشيخ قائلاً: «ثمة شيوخ في الأنبار غدروا بنا، وتحولوا إلى تجار حروب».

مقتل 44

على صعيد العمليات، أعلنت الشرطة العراقية مقتل 44 من داعش في حوادث متفرقة في مدينة بعقوبة وتكريت.

وقالت مصادر الشرطة إن طيران التحالف الدولي قصف خمسة معاقل للمسلحين في المناطق الواقعة بين ناحية قرة تبة وناحية السعدية ما أسفر عن مقتل 16 مسلحاً.

وأضافت أن القوات الأمنية أحبطت هجوماً لمسلحي التنظيم على منطقة سدة الصدور المائية في قضاء المقدادية تمكنت خلالها من قتل ثمانية من داعش.

ونفذت القوات الأمنية والطيران العراقي عملية أمنية في منطقة التايهة التابعة للأطراف الشمالية لقضاء المقدادية ما أسفر عن مقتل خمسة من مسلحي داعش.

وفي تكريت، قتل 15 مسلحاً بقصف جوي لطيران الجيش استهدف تجمعاً لهم.

هجوم

شنت قوات البيشمركة هجوماً كبيراً لتحرير ناحية سنجار من سيطرة تنظيم داعش من أكثر من محور شمال غربي الموصل، وتتقدم باتجاه مجمعات القيراون ودهولا والقحطانية بعد أن استخدمت أحدث الأسلحة الثقيلة والخفيفة ضد عناصر التنظيم لإعادة سيطرتها على سنجار.