قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن السياسات الخاطئة التي ارتكبتها الحكومة العراقية السابقة بقيادة نوري المالكي تسببت في ظهور التنظيمات الإرهابية، مبينا أن هناك حاجة ماسة لتقييم الأزمتين العراقية والسورية معا لحل المشاكل التي تعاني منها المنطقة. ففي كلمة ألقاها خلال اجتماع وزاري في مجلس الأمن الدولي حول الأزمة العراقية، قال جاويش أوغلو إنهم عقدوا اجتماعات مكثفة من أجل مواجهة دولية للمشكلة، لكن هذا الأمر لم ينعكس على الحياة اليومية للعراقيين، "ولهذا السبب فإن المجتمع الدولي قد يواجه خطر فقد أمن الشعب العراقي". وشدد جاويش أوغلو على أهمية مشاركة كافة الأطراف المعنية في العراق في العملية السياسية وآلية اتخاذ القرار من أجل التوصل لحل لما تشهده بلادهم، مؤكدا على وجود العديد من المشاكل الحساسة والدقيقة التي تنتظر الحكومة العراقية الجديدة التي تم تشكيلها كخطوة أولى تم اتخاذها في هذا الاتجاه، بحسب قوله. وأكد ضرورة التنفيذ القائم على تنسيق، للاستراتيجيات الموجهة لتحقيق الأمن في العراق، مضيفا "كما ينبغي توفير المواد العسكرية بشكل منظم من أجل ذلك، ومساعدة العراق في تأسيس هيكل دفاعي في البلاد". ولفت إلى أهمية البعد عن أي إقصاء مذهبي أو عرقي في إعادة بناء مؤسسات الدولية والجيش وغيره من الأجهزة الأمنية، موضحا أن "الجماعات المتطرفة استغلت ما كان يمارس من قبل من إقصاء على أساس مذهبي وعرقى حتى وصلت البلاد لما هي عليه الآن". وتطرق الوزير التركي إلى البعد الإنساني للأزمة العراقية، مشيرا إلى أن تركيا منذ بداية الأزمة استقبلت النازحين العراقيين الذين قدموا إلى تركيا وبلغ عددهم 35 ألف شخص، بحسب قوله، فضلا عن 38 ألف إيزيدي. وأوضح أن أمس الجمعة فقط شهد نزوح نحو 10 ألاف كوردي سوري فارين من هجمات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مشددا على ضرورة تقديم المساعدات لهؤلاء النازحين، على أن تتولى منظمات الأمم المتحدة، والمنظمات الأهلية تنسيق هذا الأمر. وأكد أن هناك حاجة ماسة لتقييم الأزمتين العراقية والسورية معا من أجل نجاح الاستراتيجيات الموضوعة لحل المشاكل التي تعاني منها المنطقة، لافتا إلى أنه "إذا تم غض الطرف عما يحدث في سوريا، فلن يكون من قبيل الإمكان التوصل لحلول دائما لما نشهده في العراق. فلا يخفى عليكم أن النظام السوري هو من يحمي التطرف، فسياساته القائمة على العنصرية والطائفية تشكل تهديدا يعزز من إثارة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة". وأشار إلى أن "الاستقرار لا يمكن أن يتحقق في المنطقة أو سوريا، مادام النظام السوري باقيا في السلطة"، موضحا أن الاستقرار والأمن يمكن تحقيقهما بحل دبلوماسي قائم على أساس بيان جنيف".