مجلس الأمن يعقد جلسة خاصة حول العراق بمشاركة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة ومفتوحة حول العراق إستمرت أربع ساعات ونصف عصرالجمعه إنتهت بإصدار بيان رئاسي بالإجماع يدين المنظمات الإرهابية، بما فيها الدوله الإسلاميه في العراق والشام (داعش) ويطلب من المجتمع الدولي مساندة حكومة العراق في جهودها لمحاربة هذه الجماعات وتنفيذ أجندتها الجديدة.
وقد عقدت الجلسة تحت رئاسة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي تترأس بلاده المجلس للشهر الجاري، وتحدث فيها 24 وزير خارجية من بينهم وزراء خارجية كل من بريطانيا وفرنسا وتركيا وقطر والأردن وإيران والإمارات العربية وإسبانيا والأرجنتين وألمانيا، بينما تحدث مندوبون عن تسع دول على مستوى الممثل الدائم. كما شارك في الجلسة وزير الخارجية العراقي الجديد إبراهيم الجعفري. وقد إستمع أعضاء المجلس في البداية إلى إحاطة شاملة حول الوضع في العراق من الممثل الخاص للأمين العام في العراق نيكولاي ملادينوف، نيابة عن الأمين العام، فأكد على أن الحكومة العراقية الجديدة سوف تحتاج الدعم الدولي حيث تعمل على إعادة الأمن إلى أجزاء واسعة من البلاد. وقال “إن الشبكات الإرهابية التي تنتشر في المنطقة وما بعدها قد أتاحت الفرصة لمقاتلين أجانب للانضمام إلى معركتهم في تفكيك الدولة العراقية”. وقال ملادينوف إن الأمم المتحدة تواجه مأساة إنسانية حيث تحاول أن تقدم مساعدات إغاثة طارئة لنحو 1.8 مليون مشرد داخليا في العراق منذ كانون الثاني/يناير من هذا العام.
ثم تناول الكلمة بعد ملادينوف وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الذي دعا إلى ضرورة محاربة الإرهاب باعتباره آفة دولية، وأكد على ضرورة التعاون والتكاتف من أجل القضاء عليه.
وعن الوضع في العراق قال الجعفري أمام مجلس الأمن الدولي إن التحول النوعي الذي طرأ على فكر الإرهابيين وخطر التنظيمات الإرهابية لن يقتصر فقط على العراق وسوريا، وإن التلكؤ في القضاء على هذا الخطر يعد جريمة بحق الأبرياء. وأضاف: “إن محاربة هؤلاء الإرهابيين في العراق وإنقاذ الشعب العراقي من شرورهم هو إنقاذ لكل بني الإنسان في كل العالم. فهي حرب لإسناد الإنسان العراقي وهي حرب بالوكالة للدفاع عن كل بني الإنسان. إن العراق اليوم منتهك الإنسان ومنتهك السيادة ومنتهك الأرض، وقد أصبحت انتهاكات داعش جرائم ضد الإنسانية طالت مكونات الشعب العراقي كافة من مسيحيين وإيزيديين وتركمان، شيعة وسنة وكردا. وأدى ذلك إلى توقف الحياة الطبيعية وعمل المؤسسات الحكومية في الدوائر والمدارس وفي تقديم الخدمات المدنية إلى المواطنين في المحافظات المنكوبة.”
ودعا الوزير العراقي الدول الأعضاء من جديد إلى مساعدة العراق عسكريا وإنسانيا، غير أنه أكد أنه مهما كانت مكافحة الإرهاب ناجعة عسكريا، إلا أنها لن تكون مستدامة ما لم تكن شاملة، وأن الإرهاب لن يزول ما لم يحارب الفكر التكفيري الذي يقوم عليه والذي يشكل قوة جاذبة لشد الشباب إليه، والعمل في المقابل على إشاعة ونشر ثقافة التسامح وقبول الرأي الآخر.
وفي البيان الرئاسي الذي تلاه السيد كيري، أدان المجلس بشدة الهجمات التي تشنها المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان، وأعرب عن غضب أعضاء المجلس الشديد لتعرض العديد من العراقيين ورعايا الدول الأخرى إلى القتل والخطف والاغتصاب والتعذيب والتجنيد القسري على يدي داعش.
كما شدد الأعضاء على ضرورة مثول الذين ارتكبوا انتهاكات للقانون الإنساني الدولي أو انتهاكات لحقوق الإنسان في العراق أمام العدالة ليحاسبوا على ما ارتكبوه من جرائم. وأكد البيان على أن بعض هذه الأعمال قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. كما دعا المجلس كافة الدول إلى التعاون مع حكومة العراق في محاربة الإرهاب وإتباع نهج شامل ومستدام تشارك فيه كل الدول والمنظمات الدولية والإقليمية بهدف شل هذه الجماعات وإضعافها وعزلها ومن ثم هزيمتها.
القدس العربي
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words