السيستاني : العراق بحاجة لدعم دولي لكن بلا هيمنة غربية
حذرت مرجعية المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني من استغلال الدعم الخارجي للعراق ضد تنظيم الدولة الاسلامية للهيمنة الخارجية والمساس بأستقلال وسيادة العراق ودعت الوزراء الجدد الى العمل على مكافحة الفساد والتخلص من حزبيتهم لصالح البلاد ومواطنيها.
ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم القادة السيايين للعراق بأن يكونوا على مستوى اليقظة والحذر للوقوف بوجه محاولات استغلال المساعدة الخارجية التي تقدم للبلاد لمحاربة "داعش" للمساس باستقلال القرار السياسي والعسكري للعراق وان لايتخذ التنسيق والتعاون مع هذا الجهد الدولي ذريعة لهيمنة القرار الاجنبي على مجريات الاحداث خصوصا العسكرية والميدانية . واشار الى انه برغم حاجة العراق لمساعدة الاشقاء والاصدقاء في محاربة ما يواجهه من الارهاب الا ان الحفاظ على سيادته واستقلال قراره يحظى باهمية بالغة يجب الحفاظ عليها.
واشار الى ان الحاجة الى التعاون الدولي لمحاربة داعش لاتعني عدم قدرة ابناء العراق وقواته على مواجهة هذا التنظيم فقد اثبتت الشهور الماضية ان ابناء هذا البلد قادرون بعو على الوقوف بوجهه ودحره وان طالت المعركة. وطالب قوات الجيش وطيرانه الى دعم ابناء الضلوعية قرب بغداد "والوقوف الى جانبهم في محاربة هذه العصابات التكفيرية وفك الحصار عن مدينتهم".
وقال ان الجهد العسكري وان كان مؤثراً في الحد من الارهاب الا انه لوحده ليس كافيا للقضاء عليه ولذلك لابد من معالجة الجذور الاساسية لنشوء هذه الظاهرة واستفحالها في عدة دول .. موضحا ان الفكر المتطرف الذي يقصي الاخر ولايقبل بالتعايش السلمي جرى الترويج له ودعمه عن طريق الالاف من المؤسسات والدعاة خلال عقود مضت وهو العامل الاساس لما ابتليت به المنطقة والعالم من الارهاب .
واشار الى خطورة تمدد رقعة هذا التنظيم الى اكثر من دولة وبشاعة جرائمه ووحشيتها وانتهاكاته لجميع القيم الانسانية والدينية وعدم استثنائه لأي احد من اعماله المخزية ولا سيما الاقليات الدينية وامكانية امتداداه الى دول ومناطق اخرى.
وشدد معتمد السيستاني على ضرورة العمل من اجل معالجة المناشئ الفكرية والثقافية لهذه الظاهرة الخطيرة بالاضافة الى مواجهة ما يمتلكه المتطرفون من وسائل اعلامية عالمية وتجفيف منابع الاموال الطائلة التي تدعم انشطتهم وذلك حتى يمكنَ ايقاف هذه الظاهرة وتأثيراتها الخطيرة على دول المنطقة والعالم. كما دعا الاجهزة الامنية المكلفة الى وضع الخطط المناسبة لمواجهة العمليات الارهابية وان لايقتصر اهتمامها على المدن الساخنة وانما الى المدن الاخرى وخاصة المقدسة منها المعرضة ايضا لهذه الاعمال الارهابية.
وكان اجتماع عقده الرئيس العراقي فؤاد معصوم للرئاسات الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة ضم نوابه ورئيس الوزراء ونوابه ورئيس البرلمان ونائبيه قد اكد امس على ضرورة عدم تأثير الدعم الدولي للعراق لمواجهة داعش على سيادة البلاد ووحدته وبالإتفاق مع الحكومة العراقية ولا يربط العراق بتكتلات سياسية، إقليمية أو دولية.
دعوة الوزراء الجدد لمكافحة الفساد والتخلص من حزبيتهم لصالح الوطن
وحول مباشرة وزراء حكومة حيدر العبادي الجديدة بمهامهم فقد دعاهم معتمد المرجعية الى معالجة الاخفاقات السابقة التي حصلت في العديد من الوزارات ودراسة اسبابها وتقويم النجاحات التي حصلت في بعضها الاخر والاستفادة منها وتطويرها.
كما طالب هؤلاء الوزراء الجدد بالجدية في مكافحة الفساد بكل اشكاله ومحاسبة المقصرين وعدم المجاملة في ذلك لمجرد انتماء الوزير لكتلة معينة او حزب بعينه وفي الوقت نفسه مكافأة وتشجيع المتميزين والمبدعين والمخلصين في عملهم. واكد ضرورة الاستعانة باهل الاختصاص والخبرة والكفاءة والاخلاص ومنحهم الصلاحيات وتكليفهم بإدارة المواقع المهمة .. وشدد على اهمية ان لا يكون المعيار في اختيار الاشخاص لمواقع المسؤولية المهمة هو اتنماءاتهم السياسية او المناطقية وانما اعتبار الخبرة وحسن الادارة والشجاعة في اتخاذ القرار .. واشار الى قيام بعض الوزراء السابقين باستبدال اصحاب الكفاءة ممن يشغلون مواقع ادارية مهمة بأشخاص اخرين لمجرد انتمائهم للحزب او الكتلة او المنطقة او العشيرة التي ينتمي اليها الوزير. وطالب الوزراء الجدد ايضا بالتواجد الميداني المستمر والاطلاع على معوقات العمل ومعايشة الموظفين في مهامهم وعملهم والانفتاح على المواطنين للاطلاع عن كثب على احتياجاتهم ومشاكلهم..
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد تعهد لدى اعلان حكومته في الثامن من الشهر الحالي بالعمل على القضاء على الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة كواحد من اهم الملفات والركائز التي سيعتمدها خلال الفترة المقبلة.
كتابات |