تسوية سياسية بين بغداد وعمان وتساؤلات عن "زئير" الفأر الأردني في الحرب
ظهرت بوادر تسوية سياسية بين العراق والاردن حول الخلافات التي فجّرها انعقاد مؤتمر ما يسمى بـ"المعارضة " الشهر الماضي، وشاركت فيه أطراف سياسية عراقية، عرفت بدعمها للإرهاب.
فقد عاد السفير العراقي في الاردن الى مهام عمله، قبيل انعقاد اجتماعات التحالف الدولي ضد ما يعرف بتنظيم "الدولة الاسلامية" كما قطَع السفير الأردني إجازته المفتوحة وغادر إلى بغداد.
وبحسب تقرير تابعته "المسلة" في موقع "زاد" الاردني، فان التسوية قضت بتسريع حسم الملفات الأردنية العالقة مع بغداد، مقابل تعاون المملكة "امنيا" مع العراق، الأمر الذي مهّد له البلدان بإعادة سفرائهما تباعا، فما إن عاد السفير العراق في عمان جواد هادي عباس، إلى عمله، حتى نفّذت الأردن المطلوب من جانبها لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، واعادت سفيرها إلى بغداد.
وقال السفير العراقي إن "دعوته للتشاور في بلاده لم تكن بسبب المعارضين ممن تواجدوا في مؤتمر عمان، وإنما كان بسبب ارهابيين كانوا بين المؤتمرين، ممن لديهم أسبقيات في دعم الارهاب"، موضحا ان "عددا منهم عليهم قضايا جنائية، وان موقفهم كان شديد العداء للعراق الجديد".
وبحسب الموقع الاردني، فان التسوية، ستحسم الاتفاق حول ملفات النفط العالقة، وملف السجناء الموجودين لدى البلدين. وتحدث السفير العراقي في عمان عن استئناف جديد لجهود تبادل السجناء الاردنيين والعراقيين، كاستحقاق واجب تنفيذه.
وعلى الصعيد الاردني، تساءلت صحيفة "فورين بوليسي" الامريكية، عمّا يمكن ان يفيد زئير "الفأر" الاردني في الحرب على "داعش".
ذلك ان الاردن من أصغر الدول في الشرق الأوسط، وهو محدود الامكانات البشرية والمالية، لكنه يمكن ان يساعد في الحرب على "داعش" في المجال الاستخباري، لما لديه من شبكة من الجواسيس والمخبرين الذين ساعدوا الأميركيين في القبض على بعض أعدائهم، وتأمل واشنطن، أنها سوف تكون قادرة على القيام بذلك مرة أخرى، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة ايضا ان "الاردن لعب دورًا رئيسًا في مساعدة المخابرات الأمريكية في مطاردة وقتل أبي مصعب الزرقاوي، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وأردنيين سابقين".
ويقول مسؤولون أمريكيون سابقون إنه قد تم تدريب العديد من أعضاء المخابرات الأردنية على أيدي عدد من كبار موظفي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. والتي ساعدت الأردن، على الرغم من صغر حجمها، في أن تمتلك خدمة استخبارات قادرة على تحقيق انتصارات مثل توقيف رياض الزرقاوي ومساعدة الأميركيين في إخماد التمرد "السني" في العراق في 2006.
ويعتقد الامريكيون بحسب الصحيفة، ان صلات الأردنيين مع زعماء تلك العشائر "السنية" في العراق، يمكن الآن أن تلعب دورًا هامًّا جدًّا في تحويلها بعيدًا عن "داعش".
وفي يوليو الماضي، التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع شيوخ العشائر "السنية" في العاصمة الأردنية عمّان، وحثهم على الانقلاب ضد الجماعة المتشددة.
ومن المحتمل أن يوفر الأردنيون أيضًا الدعم اللوجستي للحملة الجوية الأمريكية، والتي أطلقت حتى الآن أكثر من 150 غارة ضد مقاتلي "داعش"، إضافة إلى المركبات، والمدفعية والطائرات بدون طيار والطائرات المأهولة أيضًا.
المسلّة |