الصحفيون يمارسون مهنة الموت في الشرق الأوسط
دعوات المنظمات الدولية لم تحقق الحماية للصحفيين الذين يتعرضون لهجمات في مناطق الشرق الأوسط والتي بلغت مستويات 'غير مسبوقة'.
أرقام قياسية بلغتها الاعتداءات والهجمات ضد الصحفيين في الشرق الأوسط، مما يجعل من الصحافة مهنة الموت في ظل الظروف التي تعاني منها الدول العربية.
تستمر التقارير الدولية في رصد ظروف عمل وواقع حرية الصحفيين في العالم، في الوقت الذي يتصاعد فيه حجم الانتهاكات ضد الصحفيين في العالم العربي، دون وجود رادع قانوني أو سبل لحمايتهم من الأوضاع المتردية في الشرق الأوسط وخاصة في ما يسمى دول الربيع العربي التي ترزح تحت ظروف أمنية شديدة الفوضى والاضطراب.
وذكرت لجنة حماية الصحفيين أن الهجمات على الصحفيين الذين يقومون بتغطية الأزمات في الشرق الأوسط بلغت مستويات “غير مسبوقة”، داعية الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تناول مسألة حرية الصحافة خلال اجتماعاتها السنوية هذا الشهر، قال جويل سيمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، إن الصحفيين يواجهون عمليات خطف وقتل في سوريا مع ظهور ما يعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية”كتهديد كبير في المنطقة، بينما ظلت حرية الصحافة مقيدة بالسجن في مصر وإيران. وجاءت هذه التصريحات ضمن كلمة لسيمون أمام رابطة مراسلي الأمم المتحدة.
ففي سوريا وحدها، قتل أكثر من 70 صحفيا واختطف 80 منذ بداية الانتفاضة، التي تحولت إلى حرب أهلية، عام2011. وأضاف سيمون أن “أزمة الإعلام في الشرق الأوسط غير مسبوقة حقا”، مطالبا الجمعية العامة للأمم المتحدة بمعالجة الوضع الأكثر سوءا للصحفيين وداعيا إلى حماية عالمية للصحافة.
وجاءت تلك التصريحات بعد مقتل الصحفيين الأميركيين ستيفن سوتلوف وجيمس فولي الشهر الماضي على يد تنظيم داعش، بعد اختطافهما أثناء تغطيتهما للحرب في سوريا.
هذا في الوقت الذي أصدرت فيه شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي ‘”سند” تقريرها الشهري الثامن عن شهر أغسطس حول الانتهاكات والاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون في عدد من الدول العربية أثناء قيامهم بواجبهم المهني.
جويل سيمون: الهجمات على الصحفيين في الشرق الأوسط بلغت مستويات غير مسبوقة
ورصدت الشبكة،91 واقعة انتهاك تتضمن نحو 207 من أشكال وأنواع الانتهاكات التي تختلف أنماطها واتجاهاتها بين دولة وأخرى، وقعت في حق نحو 131 إعلاميا وإعلامية ونحو 16 مؤسسة إعلامية وموقعين إلكترونيين.
وعبرت شبكة “سند”، في تقريرها، عن أسفها الشديد لمقتل اثني عشر صحفيا محترفا، منهم سبعة قضوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، فيما توزع الباقون بين العراق وسوريا وليبيا واليمن، إضافة إلى مقتل ناشط إعلامي سوري. وكررت دعوتها إلى كافة المؤسسات المدافعة عن حرية الإعلام وحقوق الإنسان لبذل المزيد من الجهود لتوفير الحماية للصحفيين، خاصة في مناطق الصراع والنزاع المسلح.
ويظهر تقرير الشبكة التي يديرها مركز حماية وحرية الصحفيين، ويرصد أبرز الاعتداءات على حرية الصحافة في العالم العربي، ارتفاعا بعدد الانتهاكات الجسيمة في حق كل من الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، إذ رصد التقرير 12 حالة قتل عمد و30 حالة مضايقة و27 حالة اعتقال تعسفي و14 حالة استدعاء أمني و14 حالة اعتداء جسدي و10 حالات تهديد بالقتل و9 حالات اختطاف واختفاء قسري.
وبلغت نسبة المضايقة15 بالمئة من مجموع الانتهاكات خلال شهر أغسطس، وحل ثانيا الاعتقال التعسفي بنسبة13 بالمئة، أما الاستدعاء الأمني والاعتداء الجسدي والخسائر في الممتلكات فبلغت6.8 بالمئة، والقتل العمد 5.8 بالمئة، من مجموع الانتهاكات لهذا الشهر.
بدوره أكد الاتحاد الدولي للصحفيين أن قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهجت استراتيجية مقصودة في استهداف المؤسسات الإعلامية والصحفيين خلال حربها على غزة.
وقال جيم بوملحة، رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين: “لقد توقف الجيش الإسرائيلي عن قصف غزة تاركا خلفه الصحفيين وعائلاتهم، وجميع سكان غزة في حالة صدمة.
وقد أسفر هذا عن مقتل 17 صحفيا، وجرح 19 آخرين، بالإضافة إلى العشرات الذين فقدوا بيوتهم، و11 مؤسسة إعلامية مدمرة. وأضاف أن هذه جرائم فظيعة إلى أبعد الحدود، وهناك دلائل لا يمكن دحضها تثبت أن الحكومة الإسرائيلية قد انتهجت استراتيجية مقصودة في استهداف المؤسسات الإعلامية والصحفيين.
ساحات التحرير
|