داعش تفرز التأخي السني - الشيعي في الضلوعية وكيفية تحشيد الأهالي ضدها
تمدد "داعش" في المناطق السنية وتجنيد المتطوعين في المناطق الشيعية يبدو للكثيرين انه بوادر عنف طائفية اعتقد العراقيون في فترة من الزمن انه سيغيب عنهم.
العاشر من حزيران غير الكثير من الواقع العراقي، اذ تسبب بتحول البلاد الى ثلاث مناطق بشكل رسمي، واحدة للسنة واخرى للشيعة وثالثة تخضع للحكم الذاتي الكوردي اصلا.
ومع تمدد الدواعش في المناطق السنية التي بدت مؤخرا هناك مقاومة من قبل الاهالي ورفض لتواجدهم ظهرت مدن اخرى امتنعت اصلا من السماح لهم بالدخول مثل الضلوعية.
تعتبر الضلوعية (80 كلم جنوب تكريت) مدينة ستراتيجية لانها تقع على طريق العاصمة بغداد، وتسكنها عشائر عربية سنية والكثير من سكانها من السلفيين.
وتحد الضلوعية مناطق شيعية مثل بلد التي يساعد سكانها ابناء الضلوعية بالطاعم والدواء وحتى السلاح، خاصة ان ابناء الضلوعية بنظر ابناء بلد يسطرون اروع الملاحم في التصدي للارهابيين الذين قد يتقدمون باتجاه بلد ومن ثم الدجيل، وبعدها لن يكون اي عائق للوصول الى العاصمة بغداد.
"نحن واحد في بلد والضلوعية وكل ما نحاتجه يوفروه لنا" يقول علي جاد الله (24 عاما) احد مقاتلي عشيرة الجبور المناوئة لوجود "داعش" في الضلوعية وهو يقف على ساتر ترابي لمنع تقدمهم.
يضيف جاد الله "قتلنا اليوم خمسة من الدواعش، ثلاثة منهم يرتدون احزمة مفخخة".
الصراع مع "داعش" يظهر صور كثيرة من بينها قيام الشباب في مقارعة الارهاب وعدم الاعتماد على الجهود الحكومية.
ويقول العقيد قنديل خليل مدير شرطة الضلوعية لـ"شفق نيوز" ان "الكثير من الشباب الصغار والكبار وكذلك مقاتلون عديدون من عشائر مختلفة يشاركون في الدفاع عن الضلوعية، لكنهم يحتاجون الى دعم حكومي اكثر".
ويشاهد عناصر من متطوعي الحشد الشعبي وهم يقاتلون الى جانب عشائر الضلوعية.
ويعتبر الجبور من اكثر العشائر المناوئين لـ"داعش" هناك، وكذلك هو الحال بالنسبة لعشيرة خزرج وباقي عشائر السوامرة المتواجدين.
وتمكنت العشائر من صد هجوم كبير لداعش بمساعدة ابناء الشرطة المحلية، لكنهم تعرضوا لخسائر بالارواح حيث قتل نحو 18 عنصرا بالشرطة والعشائر وجرح 55 الأسبوع الماضي.
وجرح ممثل تلفزيوني كوميدي يعرف بأسم عبور اثر مشاركته في قتال داعش ايضا بالضلوعية.
ورغم سقوط بعض مناطق الضلوعية بيد "داعش" واستعادة اجزاء مهمة منها بعد تنفيذ عملية عسكرية كبيرة، الا ان المدينة تعاني من وضع انساني سيء، خصوصا انها محاصرة من قبل "داعش" ولا يوجد طريق سوى النهر.
ويعبر السكان عبر زوارق بدائية الى مدينة بلد المجاورة لغرض الحصول على طعام او دواء او معالجة المرضى ومن يسقط جريحا في الصراع.
وبصورة سوداوية للوضع في الضلوعية يقول الكاتب والباحث في شؤون الجماعات المسلحة هاشم الهاشمي، في حديث لـ"شفق نيوز"، "انتظرنا بصبر أسناد الحكومة لأهالي الضلوعية بمدد السلاح والعتاد، حيث كان الوضع ممكن السيطرة عليه منذ شهر تقريبا، وكانت جماعة البغدادي تخضع لضغط السلاح الجوي الأمريكي شمالاً".
ويضيف "كنا نتوقع أنه يتم تحرير شمال الضلوعية ويكون هو مفتاح النصر بأتجاه العلم والإسحاقي، لكن الخطط العسكرية لا عقل لها!".
ورفض مسؤول كبير الكشف عن اسمه في الضلوعية، قال لـ"شفق نيوز" ان "السكان لن يسلموا جميع مناطق الضلوعية، وهم سيحافظون على الارض او يقتلون لا خيار ثالثهم لهم الا في حال ساعدتهم الحكومة".
ورغم قوة "داعش" لكن المناطق التي تقاتلهم يصعب عليها دخولها، وهو ما حدث في امرلي وحديثة وحتى العلم، رغم سقوط الاخيرة في يدهم.
شفق نيوز |