مظلة "سنيّة" ضد "داعش"
بعد أن وصلت النار الى بيتها، وبعد طول نداء من العراق، بان الارهاب لا يقتصر على بلد دون آخر، تستعد السعودية لاستضافة دول عربية، وتركيا، اضافة الى المحور الرئيس في التحالف الجديد، وهي الولايات المتحدة الامريكية، لمناقشة استراتيجية القضاء على تنظيم "الدولة الاسلامية" الارهابي في العراق وسوريا.
على ان المثير، في هذا الاجتماع، ان الدول التي تسعى الى محاربة "داعش" هي المسؤولة عن توسعه وتمدده، فقد موّلت دول الخليج وعلى رأسها السعودية، الارهابيين في سوريا لفترة طويلة، التي عبرت الى العراق ايضا.
كما ساهمت هذه الدول في استفحال التمرد المسلح والاحتجاجات "الطائفية" في العراق، تحت حجة دعم مطالب "الاقلية السنية".
اما تركيا، فقد فتحت حدودها ومطاراتها على مصراعيها، لدخول الارهابيين الى العراق وسوريا على حد سواء.
انّ على العراق الذي من المؤمل، ان يشارك في اجتماع جدة، الخميس المقبل، ان يطالب هذه الدول بتجفيف منابع الارهاب، وان تمنع هذه الدول من "تسرب" مواطنيها الى العراق، وان تجرّم دعاة الفتنة و"الجهاد" في العراق وسوريا.
ان العراق يدرك ان الولايات المتحدة والدول المجتمعة لم تتحمّس لشن الحرب على "داعش" الا لأنها ادركت الخطر المحدق بها،
ووفق ذلك فانه يطالبها لا بلجم الارهاب وابعاده عن اراضيها فقط، بل مساعدة العراق بالمال والسلاح لهزيمة "داعش" والجماعات الارهابية على اراضيه.
واذا كان مؤتمر جدة يؤسس لمظلة "سنيّة" لمكافحة الارهاب، واحتمال التدخل العسكري، في كل من العراق وسوريا، فان العراق يرفض الدعوات الى تأسيس مليشيات "سنية" تصبح دمية بيد السعودية وتركيا ودول أخرى، تحت شعار محاربة "داعش"، ولن يقبل الا بالخيار "الوطني"، لدحر التنظيمات الارهابية "الطائفية" من اراضيه.
المسلّة |