مسؤولون يهرعون الى تقاسم المناصب قبل انتهاء ولاية الحكومة الحالية
اعتبرت اوساط سياسية واعلامية عراقية، قرار تعيين عضو ائتلاف "دولة القانون"، رئيس "لجنة الثقافة والاعلام" في البرلمان السابق علي الشلاه، رئيسا لمجلس امناء شبكة الاعلام العراقي، بديلا لحسن السيد سلمان، قرارا "خاطئا" في ظل مرحلة انتقالية، تنتقل فيها الصلاحيات الى الحكومة الجديدة.
واكدت مصادر في شبكة الاعلام العراقي لـ"المسلة" ان اقالة حسن السلمان بحسب وفق ما ورد في الكتاب الرسمي لاقالته، تعود "تغيبه عن الدوام لمدة ثلاثة اشهر". غير ان اوساطا سياسية واعلامية قالت لـ"المسلة" ان "دوافعا سياسية وراء هذا التبديل".
ووصف مصدر مطلع تعيين الشلاه في المنصب الجديد، باعتباره "لعبة سياسية بين ياسين مجيد ومدير شبكة الاعلام العراقي محمد عبد الجبار الشبوط".
واضاف "انه جزء من صراع تقاسم النفوذ والمناصب في ظل هذه المرحلة الانتقالية".
وجاء تعيين علي الشلاه تأكيدا لما اشيع عن ان المسؤولين السابقين في الحكومة المنتهية ولايتها، قد تم توزيعهم على مناصب اخرى في الوزارات.
وقال محلل سياسي لـ"المسلة" ان "الحكومة ارتكبت خطئا كبيرا، فقد كان من المفترض الانتظار لحين تشكيل الحكومة التي تأخذ على عاتقها تعيين رئيس امناء للشبكة، وان لا تفرض على الحكومة الجديدة وجوها (قديمة)، باتت رموزا لحقبة سجلت عليها مآخذ كثيرة ابرزها الفساد المالي والاداري".
واعتبر المحلل ايضا ان تعيين الشلاه، هو "نقيض المطالبات بالتغيير وفسح المجال للكفاءات والخبرات الجديدة لكي تأخذ على عاتقها عملية النهوض بالبلد وتجاوز سلبيات المرحلة الماضية".
الى ذلك، رصدت "المسلة" على حساب رئيس شبكة الاعلام العراقي، محمد عبد الجبار الشبوط، تهنئته للشلاه بالمنصب الجديد،
حيث كتب الشبوط "الدكتور علي الشلاه في مكانه الصحيح، رئيسا لمجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي، كيف لا وانت الابن البار للإعلام العراقي، مبارك لك أخي الفاضل أبا الحسن".
غير ان الناشط المدني شريف الروضان رد على الشبوط "تحية لك استاذ محمد عبد الجبار الشبوط، هل حقا انت مرتاح لتعيين علي الشلاه في هذا الموقع الخطير ؟ هذا الاعلامي (الصدامي) المنغمس في مدرسة العفالقة بكل عنفها وعنصريتها وطاغوتيتها هو شريك لجلاوزة النظام وواحد منهم، تصريحك عجيب، وانت غير مجبر على ذلك اتعجب لاني اعرف قناعاتك جيدا".
فيما تفاعل مع تدوينة الشبوط بالقول "انه قرار سليم، لان قناة (العراقية) غير متزنة وتحتاج مهرج لكي يسيطر على طلبات الفرقاء"، في اشارة الى الفساد المالي والاداري الذي يخيم على عمل الشبكة.
وكان الشلاه خسر في الانتخابات البرلمانية الاخيرة حيث لم يحصل على الاصوات الكافية في مدينته بابل، بعدما عزف الناس عن انتخابه لعدم قدرته على الايفاء بوعوده الانتخابية.
وفي مواقع التواصل الاجتماعي تشير ردود الافعال الى امتعاض بين الاوساط الاعلامية والثقافية من تعيين الشلاه الذي يعتبره عراقيون "بعثي" الثقافة، وعرف عنه ولاءه للنظام السابق ومجّده في قصائد، كما عمل في تنظيماته الحزبية باعتباره كادرا موثوقا به.
واعتبر المهندس مهدي الكعبي في تدوينة ان "الشلاه سعى الى الحصول على منصب بديل ليحتفظ بكافة الامتيازات التي كان يتمتع بها خلال السنوات الماضية"، مذكرا بحديثه على شاشة "الفضائية" العراقية من ان "احد اطفاله انفق نحو الاربعة الاف دولار شهريا على المكالمات الهاتفية"، ما يوضح "حجم الامتيازات التي يتمتع بها الشلاه"، بحسب الكعبي.
الى ذلك انتقد الكاتب والاعلامي عدي الهاجري، تعيين الشلاه مشيرا الى ان "العملية هي توزيع للكوادر الفاشلة على المناصب قبل انتهاء ولاية الحكومة الحالية".
غير ان اعلامي عراقي رفض الكشف عن هويته، اخبر "المسلة" ان "الشبوط ابدى ارتياحا لتعيين الشلاه رئيسا لمجلس الامناء لاعتقاد الشبوط ان الشلاه سيتيح له البقاء في منصبه باعتبار ان ذلك يبقي على نفوذ ياسين مجيد المهيمن على شبكة الاعلام".
ويقول الكاتب والاعلامي هادي الحسيني في حديث لـ"المسلة" ان الخطوة التي قامت بها رئاسة الوزراء المنتهية ولايتها بتعيين علي الشلاه كرئيس لمجلس الامناء ليست في محلها، فقبل ان يستلم رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، مقاليد السلطة، عين الشلاه بمنصب آخر".
وتابع "لعل الشلاه لا يصلح لمثل هذا المنصب الذي هو من المناصب المهمة في الاعلام العراقي الذي يواجه الكثير من الهجمات عبر فضائيات اقليمية ".
واستدرك "المعركة اعلامية مع الارهاب الى جانب القتال على الارض، ومحمد الشبوط الذي يترأس شبكة الاعلام قادتها بطريقة سيئة الى ابعد الحدود، وان هكذا مناصب يفترض ان يشرف عليها من اساتذة الجامعات في كلية الاعلام والذين لهم باع طويل في هذا المجال".
المسلّة |