العاني.. أوراق طائفية محروقة لتشويه انتصارات الجيش ومتطوعي "الجهاد الكفائي"
وجّه المهندس عقيل محي الدين سؤالا الى القيادي في ائتلاف "متحدون" ظافر العاني عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن موقفه "بعد اعلان داعش المسؤولية عن جريمة مسجد مصعب بن عمير، وفيما اذا العاني مازال مصرا على موقفه في اتهامات مليشيات شيعية بارتكاب الحادث".
والعاني، اضافة الى سياسيين عراقيين ينتمون الى كتل واحزاب محسوبة على المكون "السني" في العراق اتهمت ميلشيات وصفتها بـ"الشيعية" بارتكاب قتل المصلين في مسجد "مصعب بن عمير" في ديالى الاسبوع الماضي، لتشويه قوات "الحشد الشعبي"، ونسبة الكثير من اعمال القتل والتفجيرات في المناطق الساخنة مثل ديالى وتكريت وجرف الصخر اليها.
ويقول محلل سياسي في حديث لـ"المسلة" ان هناك حملة منظمة ومدروسة لتشويه (الجهاد الكفائي) الذي زَجر الارهاب ولجمَ تقدّم ما يسمى بـ"الدولة الاسلامية" وقوات العشائر "الداعشية" المتحالفة معها.
وكان العاني اتهم من على قناة "الحرة" الاسبوع الماضي، "قوات شيعية"، باقتراف جريمة مسجد "مصعب بن العمير"، مشيرا الى ان "هذه القوات استفادت من فتوى المرجعية الدينية".
وكانت مجموعة مسلحة، فتحت نيران اسلحتها على المصلين اثناء خروجهم، من جامع "مصعب بن عمير" شرقي بعقوبة، مركز محافظة ديالى، ما ادى الى سقوط العشرات منهم بين شهداء ومصابين. وفيما طالب رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، الأجهزة المعنية، الإسراع بإعلان نتائج التحقيق، أعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة، عن تشكيل لجنة "عالية المستوى" للتحقيق في الحادث.
وفي رد فعل على تصريحات العاني، اعتبر عراقيون في احاديثهم لـ"المسلة" ان "العاني بمواقفه هذه اصبح ناطقا للتنظيمات الارهابية في العراق التي تتستر بمسميات عديدة ابرزها (ثوار العشائر)".
وسارعت اطرف سياسية محلية واقليمية وفضائيات ووسائل اعلام، عُرفت بدعمها للإرهاب والسعي الى تخريب العملية الديمقراطية في العراق، الى تأجيج نار الطائفية والفتنة بين مكونات الشعب العراقي عبر نسبة العملية الارهابية في مسجد بديالى، الى اطراف سياسية محسوبة على (المكون الاكبر) في البلاد، من دون انتظار لما تسفر عنه نتائج تحقيق الجهات الامنية.
واثار نجاح الجيش العراقي والقوات الامنية بمساعدة قوات الحشد الشعبي في تحرير الكثير من المناطق من سيطرة الجماعات الارهابية لاسيما في تكريت وديالى وجرف الصخر، ما جعل الدعاية المساندة للإرهاب تطلق الاشاعات والاتهامات حول جرائم ابادة وتهجير قسري تقوم به القوات الامنية وفصائل المتطوعين.
ويعتقد محلل سياسي في حديث لـ"المسلة" ان "جريمة المسجد هي رد فعل مباشر على انتصارات الجيش العراقي في العظيم في ديالى بصورة خاصة ".
وما يثير في الامر، ان العاني واطراف سياسية اخرى على شاكلته، لم تسْتَسْلَمَ الى حقيقة ان تنظيم "داعش" هو من اقترف الجريمة في مسجد "مصعب بن عمير" في ديالى، واستمرت في التحشيد الطائفي، اعلامياً وشعبياً، ضد قوات المتطوعين التي استطاعت طرد "داعش" من "جرف الصخر" و"ديالى" وتكريت، ومناطق اخرى.
وفي نفاق سياسي وتفسير طائفي للحادث، اعتبرت قناة (الشرقية) لمالكها سعد البزاز، اعدام مصلين بدم بارد بانه ابشع من جرائم داعش. واتهمت القناة ضمنا مليشيات محسوبة على (المكون الاكبر) باقترافها الجريمة. وعلى نهج الشرقية، اعتبرت قناة (البغدادية) انّ مليشيات برعاية الحكومة قتلت المصلين.
واعتبر المتهم بالإرهاب والمطلوب للعدالة رافع العيساوي "ان الحكومة ترعى جماعات مسلحة قتلت المصلين".
فيما سارعت قناتا (الجزيرة) و(العربية) الى اعتبار الحادث (تصفية للسنة) في العراق!.
وقال المُدان الهارب طارق الهاشمي ان "الحادث هجمة جديدة يتعرّض لها العرب السنة في ديالى في إطار التطهير الطائفي الذي يقوده وزير في حكومة تصريف الاعمال من غير ان يسمّيه".
غير ان محللا سياسيا قال "ان هدف الحادثة هو تشويه صورة افواج المتطوعين الذين يقاتلون الارهاب"، مشيرا الى ان الذي قام بالحادث هم "افراد من (داعش) او اطراف محسوبة عليها، لخلق فتنة طائفية تحول دون القضاء على الارهاب".
ويرى الكاتب مهدي المولى ان هؤلاء السياسيين "ربما على علم مسبق بهذه الجرائم"، مشيرا الى ان "هؤلاء ستنكشف حقيقتهم مثلما انكشفت حقيقة طارق الهاشمي ومحمد الدايني وناصر الجنابي واحمد العلواني ورافع العيساوي واخرين في دعمهم للاعمال الارهابية ".
وفي صدد العمليات الارهابية يتساءل المحلل السياسي علي مارد عن "حقيقة آلاف العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة والاغتيالات بكواتم الصوت والخطف والذبح والتفخيخ، مارستها قوى مسلحة ضد المكون الاكبر في البلاد منذ 2003 الى الان فيما يتم التكتم عن هوية الفاعل بشكل يثير الاستغراب ".
وزاد في القول "كل الانتحاريين و مسلحي داعش والقاعدة وثوار العشائر و36 فصيلا مسلحا بالمنطقة الغربية هم من مكون معين وهذه العمليات تتبناها تنظيمات في وسائلها الاعلامية، جهارا".
الكاتب سعدون جابر في حديثه لـ"المسلة" يشير الى "الازدواجية التي تعامل فيها الاعلام مع الحوادث الامنية"، فيقول "تنظيم داعش (يتبنى) عملية كان ضحيتها ما يقارب 30 من المرتدين حسب (قوله) في جامع مصعب ابن عمير في ديالى، وفي الجهة المقابلة تتحدث وسائل الاعلام عن مليشيات (شيعية) ترتكب مجزرة وابادة جماعية راح ضحيتها أكثر من 70 من المصلين الأبرياء في جامع مصعب بن عمير في ديالى".
ويفسر متابع للشأن العراقي في حديث لـ"المسلة" بان هؤلاء قرروا العودة على ما يبدو الى "العنف الطائفي" لإثبات وجودهم بعدما خسروا جميع اوراقهم التي اعتقدوا انها رابحة وهي "داعش" وثوار العشائر، ذلك ان المجتمع الدولي اليوم يقف مع العراق ضد هذا التنظيم الارهابي، كما ان "ثوار العشائر" انكشفوا على حقيقتهم كظهير للارهاب، وبدا الناس في المناطق الغربية والشمالية يعودون الى الانضمام الى الصف الوطني والالتحاق بالجيش العراقي وقوات المتطوعين.
المسلّة |