نفت ايران، الخميس، عزمها على الربط بين مسألة التعاون مع القوى الغربية في الملف النووي والمساعدة في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.
ونقلت وسائل الاعلام، الخميس، عن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قوله ان ايران ستقبل بـ"القيام بخطوة" في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق لقاء تقدم في المفاوضات النووية مع الدول الكبرى.
وكانت فرنسا العضو في مجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) التي تتفاوض مع طهران، اعربت، الاربعاء، عن الامل في تحرك كل دول الشرق الاوسط وكذلك ايران، معا للتصدي للجهاديين الذين استولوا على مناطق كبيرة في العراق وسوريا.
واكدت وزارة الخارجية الايرانية ان "المعلومات المتعلقة بتصريحات الوزير حول ايران والتعاون مع الولايات المتحدة مقابل رفع العقوبات ليست صحيحة". واكدت ايران ان مفاوضات بدأت مع بعض الدول الاوروبية لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.
وكانت وكالة الانباء الايرانية نقلت عن ظريف قوله في تصريحات للتلفزيون الايراني "اذا قبلنا بالقيام بشيء في العراق على الجانب الاخر في المفاوضات ان يقوم بشيء في المقابل".
كما نقلت وكالة انباء مهر عن الوزير قوله "ما علينا القيام به في العراق غير واضح بعد وكذلك ما عليها (مجموعة 5+1 ) القيام به في المقابل وهنا تكمن الصعوبة".
واضاف بيان الوزارة ان "مسالة العراق لم يتم التطرق اليها وهذه المعلومات ليست صحيحة"، ملمحا الى ان ظريف قد يكون تحدث عن مفاعل اراك.
ويتشابه اللفظ بالفارسية كثيرا بين كلمتي العراق واراك.
لكن مراقبين يرون في نفي وزارة الخاريجة الايرانية، الجمعة، تراجعا عن موقفها الذي اعلن ظريف عنه، الخميس، بسبب ردود الفعل الغاضبة على المستويين الاقليمي والدولي من البراغماتية المفرطة التي يعكسها موقفه من الازمة الانسانية التي يشهدها العراق.
وقد طلب ظريف مجددا رفع "كافة العقوبات" الاقتصادية الدولية والاميركية والاوروبية لوقف برنامج ايران النووي التي يشتبه بانها تسعى الى امتلاك القنبلة الذرية. وقال ان على مجموعة 5+1 "تبني قرار في مجلس الامن الدولي لرفع كل العقوبات المفروضة على ايران".
واكد "بما اننا لم نتوصل الى اتفاق بعد لم تتبن مجموعة 5+1 قرارا. لكن اذا توصلنا الى اتفاق سيكون الامر ضروريا".
ويتوقع ان تستأنف المباحثات بين ايران والدول الكبرى في ايلول/سبتمبر. وسيحاول الجابنان التوصل بحلول 24 تشرين الثاني/نوفمبر الى اتفاق شامل يضمن الطابع السلمي للبرنامج الايراني مقابل رفع العقوبات الدولية.
وكان تم التطرق الى هجوم الدولة الاسلامية في العراق بين ايران والولايات المتحدة في حزيران/يونيو على هامش جولة المفاوضات النووية. لكن البلدين اللذين لا يقيمان علاقات دبلوماسية منذ 34 عاما استبعدا اي تعاون عسكري ضد الدولة الاسلامية.
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة في شمال العراق منذ يونيو/حزيران وأقدم على اعدام أسرى من غير السنة والاقليات وشرد عشرات الاف مما دفع الولايات المتحدة لشن غارات جوية لأول مرة منذ ان سحبت واشنطن قواتها من البلاد عام 2011.
ووضعت الدولة الاسلامية مساء الثلاثاء تسجيلا مصورا يظهر قطع رأس الصحفي الاميركي جيمس فولي فيما وصفته الجماعة بأنه للانتقام من ضربات الولايات المتحدة.
وكانت فرنسا اول من لمح لتعاون بين الغرب وطهران لمحاربة الدولة الاسلامية. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان باريس تريد من الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودول المنطقة بما في ذلك الدول العربية وإيران أن تنسق عملا ضد تنظيم الدولة الاسلامية المتشددة.
وربما انتظرت ايران لشهرين كي تكشف عن موقف معلن من الازمة في شمال العراق لحين امتلاكها الفرصة للضغط على القوى الغربية من اجل الحصول على تسهيلات في المفاوضات الجارية حول ملفها النووي.
وعلى الرغم من صدور تقارير تتحدث عن مساندة ايرانية للقوات العراقية في مواجهاتها مع "الدولة الاسلامية" لم ترد السلطات في طهران الكشف عن تلك المساندة املا في جر الغرب الى موائمات تسهم باحداث مراوحة في المفاوضات الجارية بين الطرفين.
لكن الولايات المتحدة نجحت مؤخرا في تشكيل حلف ضم المانيا وفرنسا وبريطانيا ودولا اوروبية اخرى مستعدة لتقديم الدعم العسكري لقوات البشمركة الكردية التي تمكنت من تحقيق نجاحات على الارض ضد الدولة الاسلامية، كان اخرها استعادة سد الموصل من ايدي المسلحين.
وهذا قد يساهم في اقصاء مقترح اشراك ايران في التدخل في العراق ان اصرت طهران على وضع المفاوضات النووية وملف "الدولة الاسلامية" على طاولة واحدة.
ميدل إيست أون لاين