إقليم كردستان العراق يفشل في كسب ود امريكا بشأن صفقات النفط
فشل اقليم كردستان العراق بزعامة مسعود بارزاني في كسب ود الولايات المتحدة الامريكية بشأن صفقات النفط بعدما اعتبرتها واشنطن تهريبا، سيما ان الصفقات يتم المتاجرة بها من دون علم الحكومة المركزية، وعلى الرغم من الظروف الامنية التي يعيشها العراق فأن بارزاني مستمر بارسال شحنات النفط التي يتم تهيئتها في ميناء جيهان التركي ليذهب النفط الى اسرائيل ودول اخرى، وايداع ايراداتها في مصارف تركية، واليوم الجمعة، تحديدا ستنطلق ناقلة بخامس شحنة من ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط وتحمل ناقلة النفط الضخمة "كاماري" مليون برميل من النفط الخام.
ويقول الخبير الاقتصادي علي الدوركي لـ"الغد برس" إن "تصرفات اقليم كردستان بعيداً عن كونه عناد سياسي، لكنه في ذات الوقت ضرر اقتصادي كبير جداً على اقتصاد العراق، فهو يبيع النفط باقل من سعره في الاسواق العالمية، واخرجه بطريقة التهريب وليس بطريقة قانونية".
ويضيف ان "الاقتصاد العراقي يواجه خسارة كبيرة تُقدر بمئات ملايين الدولارات شهرياً، وفي حال استمر الاقليم بتصدير النفط دون ارجاع ايراداته الى خزينة الدولة، فان موازنات الاعوام المقبلة ستكون اقل من الاعوام الماضية، بسبب سياسات اقليم كردستان".
الى ذلك يقول المراقب فلاح الناصري لـ"الغد برس" ان "اساليب اقليم كردستان بتهريب النفط، لا تختلف عن الاساليب التي ينتهجها تنظيم داعش الارهابي الذي يصدر نفط العراق الى سوريا، فهما وجهان لعملة واحدة، وهدف واحد".
واضاف ان "اقليم كردستان يعتمد سياسة انتهاز الفرص، فهو استغل الظرف الامني الذي يمر فيه العراق الان والانشغال بالوضع الامني، وانفرد بتهريب النفط واعادة امواله الى خزين الاقليم وقادته في مصارف تركية".
من جهته يقول المحلل السياسي الكردي عامر ازادي لـ"الغد برس"، إن "شاحنة النفط التي احتجزتها الولايات المتحدة الامريكية المهربة من اقليم كردستان، اكدت رفض امريكا لسياسة الاقليم، وعدوانيتها للحكومة المركزية، لذلك الاقليم الان يواجه محنة في اعادة كسب ود اميركا".
واشار الى ان "هناك رفض اميركي واضح لعملية تهريب النفط من اقليم كردستان، لكن حكومة الاقليم لم تتعض، الا بعد ان احتجزت اميركا احدى الشاحنات المهربة".
وأقام العراق الاثنين الماضي دعوى في محكمة بتكساس للمطالبة بالاستحواذ على شحنة من النفط الخام من منطقة كردستان العراقية تقول بغداد إنها بيعت بدون إذن منها. فيما واجهت حكومة اقليم كردستان الدعوى بدعوى مقابلة في نفس المحكمة.
و أعلنت وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان، الأربعاء الماضي، أن حكومة الإقليم أرسلت رسالة إلى المحكمة الأمريكية في ولاية تكساس بشأن قرار إحتجاز شحنة النفط المتوجهة من الإقليم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرة أن تصديرها للنفط دستوريا.
وكانت وزارة النفط العراقية قد رحبت، بقرار القضاء الامريكي المتضمن مصادرة الناقلة "يونايتد كالافربتا" التي تحمل نحو مليون برميل من النفط الخام العراقي المهرب من اقليم كردستان العراقي عبر الموانئ التركية، مشيدة بالتعاون الدولي في الحد من عمليات التهريب والبيع غير القانوني للنفط في العالم.
الغد برس |