كربلائيون يؤكدون تقاسم كسوة العيد مع النازحين ويطالبون بحكومة "لا تفرق" بين العراقيين
أكد مواطنون كربلائيون، اليوم الأحد، أن تردي الوضع الأمني في البلاد وكثرة النازحين للمحافظة،(108 كم جنوب العاصمة بغداد)، سلبتهم فرحة العيد، وفي حين بينوا أن لفرحتهم الحقيقية ستكون ساعة "دحر الإرهاب"، طالبوا بتشكيل حكومة "لا تفرق" بين العراقيين وتحرص على استقرار البلاد وإعادة النازحين لمناطقهم.
وقال المعلم علي عبد الله، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الوضع الأمني المتردي في مناطق عديدة من العراق وتسببه بموجة نزوح جديدة أفقدت العيد بهجته إذ كيف يمكن الاحتفال ومئات الآلاف من اخوتنا اضطروا لترك منازلهم ومناطقهم ليصبحوا مشردين يعانون من أوضاع مأساوية"، عاداً أن "العيد الحقيقي في العراق يحل بعد التخلص من الإرهاب ليعم السلام وتعود الابتسامة إلى وجوه الأطفال والأمهات والآباء".
وأضاف عبد الله، أن "الكربلائيين كانوا في السنوات الماضية يستعدون للعيد مبكراً ويسافرون خلال أيامه إلى بغداد أو المحافظات الشمالية"، ويؤكد "لكن غالبيتهم سيبقون في منازلهم خلال عيد الفطر أو يتبادلون الزيارات مع أقربائهم ومعارفهم مع شراء المواد الضرورية لاستقبال الضيوف".
من جهته أيد الموظف عماد الأسدي، ما ذهب إليه المعلم علي عبد الله، بشأن تأثير الأحداث العامة على فرحة العيد.
وقال الأسدي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "العوائل الكربلائية اكتفت بشراء الضروريات اللازمة لإعداد حلويات العيد (الكليجة) وغيرها من المواد الغذائية"، مستدركاً "لكن غالبية تلك العوائل مهمومة من جراء تردي أوضاع العراق وما يتعرض له من تهديدات ظلامية والغت العديد من الطقوس التي كانت تُقام في العيد".
وذكر الموظف الحكومي، أن "الكثير من أبنائنا يشاركون في مقاتلة الإرهاب في المناطق الشمالية والغربية ولن يهنأ لنا بال ما لم يحققوا النصر ويدحروا العصابات المجرمة التي تريد العبث بأوضاع البلاد وتهديد وحدتها واستقرارها"، مؤكداً أن "كربلاء مستقرة ما جعلها تستقبل الآلاف من النازحين من المناطق الساخنة".
إلى ذلك قالت المعلمة المتقاعدة الحاجة أم يوسف، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الكثير من الكربلائيين آثروا تقاسم لقمة العيش مع العوائل النازحة وهبوا لمساعدتهم بالمواد الغذائية والعينية لاسيما أن الكثير منهم تركوا كل شيء خلفهم"، عادة أن ذلك "أكثر أهمية وأجراً من الطقوس التقليدية التي كانت سائدة في العيد".
وأوضحت أم يوسف، أن "حلاوة العيد منقوصة هذا العام بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في البلاد وما تشهده من قتل ودمار وتخريب لا يخدم إلا الأعداء ومن لا يريدون الخير للعراق وشعبه"، محملة السياسيين وقادة البلاد "التردي الحالي بسبب خلافاتهم وصراعهم على المكاسب الشخصية والحزبية الضيقة التي يدفع المواطن ضريبتها من دمه واستقراره".
واستغربت المعلمة المتقاعدة، من "دعوات التفرقة والبغضاء التي يطلقها بعض من يدعي الإسلام وهو منهم براء كونه دين الرحمة والعدل والتسامح"، معربة عن أملها بأن "تُشكل حكومة جديدة لا تفرق بين العراقيين وتحرص على استقرار البلاد وإعادة النازحين إلى مناطقهم".
وكانت إدارة محافظة كربلاء، قد شكت في (الـ23 من تموز 2014 الحالي)، من تزايد عدد النازحين إليها من المناطق الساخنة، مبينة أن عددهم فاق إمكانيات المحافظة، وطالبت بتوفير الأموال اللازمة لتمكين المحافظات من إدارة ملف النازحين.
يذكر أن العتبتين الحسينية والعباسية في كربلاء، قد أعلنتا في (الـ12 من تموز الحالي )، عن استقبالها أكثر من 30 ألف نازح من المحافظات التي تشهد معارك ضد الإرهاب، وفيما أكدت حاجة النازحين الى مساعدات مالية لتلبية احتياجاتهم الخاصة، عدت عملية التهجير بأنها جرائم انسانية وتطهير عرقي وطالبت بتوثيقها والشكوى لدى الامم المتحدة والمحاكم الدولية.
يذكر أن تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014)، كما امتد نشاطه بعدها، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة في العراق.
المدى برس
|