ساكو : العراق مقسم فعليا اليوم طائفيا وجغرافيا ومجتمعياً ونفسيا
انتقد بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو المواقف العربية والدولية جراء ما يحدث في العراق ، مؤكدا ان " العراق مقسم اليوم إلى ثلاثة ، الشمال والوسط والجنوب ". وقال في تصريحات صحفية :" نحن قلقون ومتألمون لهذا الواقع الإجتماعي الجغرافي الجديد ، وخائفون من تكريس هذا الواقع الجديد ويُصبح أمرا واقعا ".
واضاف " أن العراق اليوم بات فعليا مقسما طائفيا وجغرافيا ومجتمعياً ونفسيا " محذرا من ان " نزوح المسيحيين من الموصل مجرد بداية ، كونهم مكونا صغيرا ، هجروهم واخرجوهم من مدينتهم التي يعود تواجدهم فيها إلى أكثر من ألفي سنة ".
واوضح ساكو ان " الحكومة العراقية لا تسيطر على المنطقة ، أو لا تسيطر على ما يُطلق عليه اليوم تسمية المثلث السني ، والجهاديون يسيطرون على المنطقة ويطبقون الشريعة الإسلامية ، والإسلام برَاءٌ من كل ذلك ".
وتساءل :" كيف يُمكن طردُ الناس الأبرياء من بيوتهم ، والإستحواذ على ممتلكاتهم وأموالهم وتهديد حياتهم ؟ وإن كانوا جهاديين فعلًا ، فلِمَ لا يذهبون إلى غزة ؟ ".
واكد " ان الأميركيين لم يسقطوا نظام صدام حسين وحده ، وإنما أسقطوا أيضا الدولة العراقية وانهوها بكل مؤسساتها ، ثم قاموا بتكوين جيش ووضعوا نواة دولة جديدة " مبيناً " ان الممثل الأميركي في العراق كان مفوضا ساميا ، حتى تم تشكيل حكومة عراقية مؤقتة وإجراء انتحابات ، لكن الجيش والشرطة اليوم عاجزان عن فرض هيبتهما ".
وتابع :" الدولة العراقية ما زالت فتية ، وهناك قوى مسلحة كبيرة في المنطقة استطاعت فرض نفسها " مشيرا الى ان عند دخول " الجهاديين " إلى الموصل ، لم يقم الجيش بمقاومتهم ، لكنه استسلم وخرج من المدينة.
واكد ساكو ان " الجيش العراقي خليطٌ ، فالبعض التحق به من أجل المال ، نظرا لإرتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب العراقي ، وبالتالي لم يكن هناك تدريبٌ مهنيٌ على أسس واضحة للجيش والشرطة ، وتم دمج ميليشيات في الجيش ، ولربما يكمن هنا الخطأُ الكبير".
يذكر ان مئات العائلات المسيحية في الموصل نزحت امس الاول نحو المناطق الآمنة في محافظة نينوى وإقليم كردستان ، بعدما هددهم إرهابيو داعش بمواجهة الموت ، ما لم يغيروا دينهم أو يتركوا المدينة أو يدفعوا الجزية.
كتابات
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words